والمؤكد أنه شكل حالة شيزوفرينية جديدة لرجل دين قوى القبضة له سلبيات وإيجابيات، يستطيع جيدًا تحديد مكانه بسرعة بديهة ليقف به، حيث بدأ متسقًا سياسيًا وأزهريًا وحول اتساقه إلى الدعاة ونواب الشعب، ووفر للسلطة مساحة وعمامة سياسية فشلت مشيخة الأزهر فى توفيرها لتغطية السلطة فى مواجهة جماعات مزدوجة الصفة "إسلام سياسى" وسط احتياج السلطة لغطاء دينى يدرك الواقع السياسى فى مواجهة الإخوان.
وفى "الأوقاف" تجد ملفات عديدة شهدت حراكًا ما بين الإيجاب والسلب فى أروقة وزارة الأوقاف تناولت جوانب الدعوة والأوقاف وإدارة ممتلكات الوزارة والهيئة والشركات التابعة وحال الخطاب الدينى وتجديده والخطبة الموحدة وإبعاد غير المتخصصين عن المنابر، وغلق منابع التشدد وتوحيد المنابر نحو خطاب وطنى، وإعادة هيكلة القطاعات والمناصب القيادية، وإنشاء أكاديمية لتدريب الدعاة، وملف معاهد إعداد الدعاة.
وتقف وزارة الأوقاف بسياساتها الحالية على أرضية 30 يونيو وخاصة مع استمرار الدكتور محمد مختار جمعة وزيرا للأوقاف منذ 30 يونيو، حيث يمثل أقدم وزير فى الحكومة تم التجديد له 4 مرات زامله فيها رئيس الجمهورية وقت شغله لوزارة الدفاع ورئيسى الوزراء المتعاقبين إبراهيم محلب وشريف إسماعيل قبل توليهما الوزارة وترأسه حازم الببلاوى فى أول حكومة بديلة للإخوان واستمر مختار جمعة لمدة 30 شهرًا فى السلطة.
الإطاحة بمراكز القوى بعد هيكلة شملت رؤساء قطاعات مستحدثين
وشهدت الأوقاف تحولات فى المعالجة، واتجاهات الوزير، حيث بدأ عهده مجهزا على الدعاة والتفتيش عليهم وإحداث تغيرات داخلية فى صفوف القيادات والاتساق السياسى مع رأسى السلطة السياسية والدينية إلى تحول أخير إلى الاتساق مع الدعاة بدعمهم ماليا والاتساق مع نواب الأمة الذين نجحوا فى البرلمان والرجوع إلى حظيرة الأزهر بعد فترة من الفتور.
إبعاد وفصل الدعاة المتشددين وتشكيل قائمة سوداء للمحرضين
ونشطت "الأوقاف" فى الملفات المتمثلة فى الملف الأكثر شائكية وهو تخليص المنابر من التشدد وتأميمها لصالح الدعوة بعيدا عن التوظيف السياسى والإطاحة بالمسيسين ومزدوجى الصفة واستبدالهم بالمهنيين لدرجة تغير رؤساء القطاعات والذين يمثلون أكبر مناصب الوزارة وغالبية الوكلاء، وتقنين الخطاب الدينى فى خطبة موحدة.
وتضمنت خريطة عمل "الأوقاف" جهود توحيد الخطاب الدينى وتوحيد الصوت بمتحدث رسمى واحد، والإطاحة بالأوات المتعددة التى تعمل فى جزر منعزلة والكيانات المناوءة بعد غلق نقابة الدعاة الإخوانية وتخصيص متحدث واحد باسم الوزارة ووقف التدافع السياسى عبر المنابر وتسيس الفتوى وعزل المساجد عن المعارك الانتخابية، وغلق زوايا التشدد، والاتجاه نحو المساجد الجامعة، وتشكيل قائمة سوداء للمحرضين المبعدين عن المنابر من جماعة الإخوان ومشتقاتها وإبعاد المتربحين والمنتفعين وسماسرة الرشوة وسيئ السمعة بالفصل، وإبعاد المتقولين على التصوف ومدعى الولاية والمتطفلين على الأولياء.
وتمكنت الأوقاف، من الإطاحة بمراكز القوى بعد هيكلة شملت رؤساء قطاعات مستحدثين، بعد عصر شهد إقطاعيات التوظيف والانتفاع بمخصصات مالية مباشرة وأخرى غير مباشرة من خلال وساطة مدفوعة الثمن مقدما، حيث عين الوزير لجنة لاختيار القيادات يترأسها بنفسه تختبر المتسابق 3 مرات الأولى تصفية محلية والثانية مكونة من عمداء كليات ووكلاء الوزارة للتصفية ثم لجنة يترأسها لسئوال ومعاينة المتسابق والتى أحدثت خللا فى تعيينات الوساطة وترتيب طبقات المحسوبية فوق بعضها البعض، والتنقلات المستمرة لتفتيت الشلل المتعارف عليها واستقدام 4 رؤساء قطاعات يديرون الوزارة من خارج الديوان العام ومراجعة مخصصات الدعوة التى كانت تنفق لأصحاب الحظوة بمبلغ 500 مليون جنيه تم تخفيضها إلى 200 مليون وتوجيه 300 مليون جنيه وتوزيعهم على جميع الأئمة كمكافأة ثابتة يضاف إليها ريع وإيرادات الهيئة السنوى لتخصيص 1000 جنيه زيادة رواتب شهرية للدعاة تصرف مطلع يناير المقبل، والحد الأدنى لأجور العاملين بالهيئة وعلاوة الـ10% لعمال المصانع.
التوجه نحو الترجمة والنشر وابتعاث متقنى اللغات وإصدار مطبوعات
ويتباهى وزير الأوقاف، بنشاط فى مجال الترجمة والنشر بـ14 عالمية حية على رأسها العربية والانجليزية والفرنسية ولغات رئيسية بقارات العالم، لنشر النتاج الفكرى الذى يتناول مواجهة التشدد ونشر خطب الجمعة مترجمة بهذه اللغة وتدوينها فى كتاب سنوى للخطب المنبرية، وابتعاث متقنى اللغات إلى الخارج والتوسع فى عمل جامعة مصر الإسلامية "نور مبارك" بدولة كازاخستان ورعاية طلاب يدرسون بالأزهر.
واشتملت خريطة عمل "الأوقاف" إنشاء أكاديمية تدريب الدعاة وترقية مستواهم بكفاءة تصلح للدعوة كانت الرئاسة كلفت بها الوزارة ويشرف عليها الشيخ أحمد ترك مدير عام التدريب، كما تدفع الوزارة بجهدها وتصورها فى تقنين معاهد إعداد الدعاة السلفية وتحويلها فكريًا إلى حظيرة الأزهر بتولى أساتذة الأزهر عمادتها والتدريس فيها على مناهج الأزهر ووقف المد السلفى.
وتبنت "الأوقاف" ملمح التصعيد الشبابى الكبير جعله محل حديثه فى المنتديات، تمدد الوزارة بشكل إعلامى كبير ومطرد ودائم لأول مرة فى تاريخها، وتخطى الوزارة دورها الدينى إلى دور سياسى عوض تراجع الأزهر، وانتصاره للدعاة وعصمة المنابر وتحصينها من خلال تفعيل الضبطية القضائية ضد المخالفات ومنحها لبعض الدعاة.
وشملت خريطة عمل "الأوقاف" جهود ترشيد استهلاك المرافق مياه وكهرباء بعد تخصيص عدادات زكية ولكل مسجد عدة عدادات أحدهما لصحن المسجد وآخر للتكيفات يدفعه الرواد وتدوير الفاقد نحو بدل تحسين دخول الدعاة.
سلبيات تخصم من رصيد "الأوقاف" فى رئاسة مختار جمعة
ويوجه لـ"الأوقاف" عدة انتقادات وقوع وزير الأوقاف مختار جمعة، الذى لم يتورع من شراء عداء السلفية بأرخص وأغلى الأثمان وعزلهم عن قطاع الدعوة الذى جعل لهم وجود وبدونه ينتهى وجودهم، حيث تعانى وزارة الأوقاف من عدة سلبيات تضعها محل مسائلة منها: ضعف ماكينة العمل وارتباط التنفيذ بمتابعة الوزير شخصيا للقرارات، وضعف مستوى الدعاة العلمى.
رفض عدد من الموظفين لحالة التغيير والمخاض التى تعيشها وزارة الأوقاف
ويعانى وزير الأوقاف، من نتوءات إدارية داخل الوزارة منها: رفض عدد من الموظفين لحالة التغيير والمخاض التى تعيشها وزارة الأوقاف، ووصول الدماء ضعيفة إلى الأطراف وبقاء بعض منتفعى المنابر على وضعهم، وتعامله بمبدأ الغلطة الأولى هى الغلطة الأخير لدى الوزير فى تقيم القيادات والتنقلات سمة العمل، فى ظل معاداة أصحاب المنافع للوزير وتمنيهم التعجيل بيوم رحيله، تسبب فيه خوف الوزير من الشللية وعزله عن قاعدة الوزارة تدفعه نحو قرارات غير محسوبة بشكل جيد.
ضعف ماكينة العمل وارتباط التنفيذ بمتابعة الوزير شخصيًا للقرارات
كما تزال بعض المنابر البعيدة سائبة يتحكم فيها المتطفلون ولا سيما الزوايا الصغيرة المضمنة لعقارات سكنية وسط زحام المدن أو فى عزب صغيرة بعيدة عن الرقابة،ويتأزم وزير الأوقاف فى فشل وزارته فى عدم توحيد الخطبة عالميًا حسب اتفاق وتوصية الوزارة فى مؤتمر يناير الذى عقدته الوزارة.
هيئة الأوقاف تتعثر فى إنهاء مشروعات وعدت بتنفيذها وركود بالشركات
كما شهدت الأشهر الثمانية السابقة حالة غير مسبوقة من قبل وزير الأوقاف فى التعامل مع هيئة الأوقاف والشركات، حيث يتعامل معهم بشكل غير مباشر، حيث يلقى الوزير حمل الهيئة والشركات من على عاتقه تخوفا من فساد الموظفين، وتولى إدارة جديدة للهيئة تعمد عدم التدخل فى اختيارها تخوفًا من دفع فاتورة فشلهم أو انحراف تشهده الهيئة، مما سبب ركود الهيئة والشركات وتعثر الهيئة فى إنهاء مشروعات وعدت بتنفيذها وركود بالشركات بعد محو ذاكرة الهيئة لتغير كافة قيادات الجهتين، كما توقف العمل باتحاد الأوقاف العربية الذى أسسه الوزير منذ عام ويزيد.
ومن المتوقع أن يساءل وزير الأوقاف حول قرار وزارى رقم 64 لعام 2014 أوقف به تنفيذ قانون بوقف ضم مساجد أهلية تتضمن عمالة تبرع بالمخالفة للقانون بررها الوزير بوقف تقنين فساد التعيينات وبيزنس التعيين دون تكيف قانونى.
موضوعات متعلقة..
- وزير الأوقاف لـ"اليوم السابع": لسنا أصحاب مصلحة بل أصحاب قضية
- وزير الأوقاف فى حواره لـ"اليوم السابع": لن نسمح لغير الأزهريين بصعود المنابر
- إسماعيل رفعت يكتب: «حرب الأوقاف» على «منابر الفتنة»
- انقلاب"أنصار السنة" على الأوقاف
- مفاجأة..68 معهداً سلفياً لإعداد الدعاة تروج التطرف
- بالفيديو.. اتصالات مكثفة بين رئيس بعثة الحج ونوابه للاطمئنان على الحجاج المصريين
- ننشر شروط القبول بمعاهد إعداد الدعاة بالأوقاف
- "الرئاسة" تستعجل "الأوقاف" لفتح معاهد إعداد الدعاة
- الرئاسة تطلب من الأوقاف إنشاء أكاديمية وطنية لتدريب الدعاة
- أساليب يتبعها أباطرة بيزنس التعيينات الوهمية بالأوقاف
- "الأبواب الخلفية" للتعيينات الوهمية بوزارة الأوقاف
- "اليوم السابع" تسأل: مساجد سيناء فى قبضة من؟
- مساجد سيناء فى قبضة الجماعات التكفيرية
- ثالوث الجنس والسياسة والتطرف يبعد دعاة عن المنابر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة