كتبت رضوى الشاذلى
من بين القصص الكثيرة تستطع أن تستشف الألم، من بين السطور التى اختلطت فيها السخرية بالحقيقة، مشاعر لم تعد قادرة أن تحكيها لمن حولها، نظرات المحيطين وتعليقات الآخرين دائماً ما تؤلمها، خوفاً من المستقبل والقادم يجعلها تفضل البقاء هنا بين من يشاركها الأحزان، القضية واحدة والجرح واحد، فكان اختيارهن منذ البداية، أن تكون هذه المساحات الصغيرة منابر للتعبير عن آرائهن التى تبدو لغيرهن غير مناسبة لأن تخرج أو تتفوه بها امرأة، فى مجتمع يفرض عليها الصمت فى كافة الأحوال فقط لأنها "أنثى".
كثيرة هى المسميات التى يختارها أصحاب هذه المساحات الحرة للتعبير عن واقع مؤلم، يستخدمن فيه التعبير ذاته هذا الذى يُعد إهانة وتنصيف لهن، وعلى الرغم من ذلك وبعد فترة طويلة، اصطلح الكثير من الفتيات على أنفسهن، وبدأن فى استخدام هذا المصطلح للسخرية من واقعهن المؤلم وما وصلن إليه الآن من وضع سئ.
رغم الألم لا تخلو من السخرية..
طابع تستطع أن تستشفه سريعاً من المحتوى الخاص بكثير من هذه المدونات المختلفة، بين السطور التى يسيطر عليها الخوف والألم، تجد للسخرية مكان بين كل هذا، فتعلق واحدة "أنا بقى زهقت من البحلقة فى خلق الله، على أمل يحصل اللى بيقوله عليه ده الحب من أول نظرة، عموماً أنا مش مؤمنة بالكلام ده بس هعمل ايه نص الناس بتقول انه حقيقى وممكن يحصل، فقولت أجرب، رغم أنى عارفة انه مش هيحصل بس التجربة مش وحشة، وممكن يكون ليها أى نتيجة فى المستقبل".
وتحكى أخرى :"أنا بقى عانس العيلة، عارفة نفسى من غير ما حد يتريق علىّ، من غير ما يتريقوا ولا يتكلموا من ورايا بحاول أنا أفتح الموضوع التقيل على قلبهم، وأقول قريب بقى لازم تفرحوا بيا، شوية حاجات بتخلينى خايفة، بس أنا مؤمنة أن العمر واحد والرب واحد، ونصيبى هخده هخده ومش قلقانة من بكرة كان نفسى بس يكون ليا زوج أمارس سلطتى فى النكد عليه".
ركناً خاص للفضفضة بما لا تبوح به النفس ...
على الرغم من أن الكثير من هن قرر التعامل مع العنوسة على أنها شىء طبيعى، وليس مرض مُعدى، وأنه عليهن التعايش مع الظروف المُحيطة ومع الإحباط اليومى، والتصنيف المُجتمعى السخيف لهن، فقررن أن يتركن هذا العالم، ويكون لهن عالمهن الموازى بعيداً عن كل هذه العُقد النفسية التى ساهمت فى أن تُحدث لهن الكثير من الأزمات النفسية، فى هذه المساحة تحكى الفتيات عن كل ما يؤلمها، فتقول واحدة "أنا حياتى الآن أشبه بالجحيم، لم أعد أتقبل نظرات الجميع لى، ولجسدى هذا الذى شاخ، وهجرته جمال الشباب، ليس لدى القدرة على تحمل المزيد من الألم والإحباط، خوفاً من المستقبل يشوبه القلق والحيرة، وألم مما هو الآن لم يعد القلب قادر على تحمله، أزمات نفسية هذه التى أمر بها أصبحت أثقل على قلبى من فكرة الموت، هذا الذى تمنيته عشرات المرات".
عدد الردود 0
بواسطة:
مى
حل المشكلة بسيط إن كل واحد يفكر فى نفسه وبس
عدد الردود 0
بواسطة:
ehab.aziz
ا / مى