جوزى مكتئب.. حكاية زوجة مصرية وهبت نفسها للهلاوس والقلق

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015 04:00 م
جوزى مكتئب.. حكاية زوجة مصرية وهبت نفسها للهلاوس والقلق اكتئاب الزوج...صورة أرشيفية
كتبت رضوى الشاذلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرار انتحارى هذا أقل ما يقال عن امرأة وهبت حياتها لفهم أبعاد المرض النفسى، وافقت على أن تتخذ من الصمت حبيباً والقلق صديقاً والهلاوس السمعية رفيقاً لها فى ليالى يسودها الاكتئاب والحزن، معاناة من نوعاً خاصاً تعيشها هذه الزوجة المكلومة فى صمت مُطبق فالتفوه بأى كلمة الآن ليس فى صالحها بأى حال من الأحوال، فمنذ أن دخلت هذا السجن طواعيةً لم يعد يحق لها إلا الانتظار، فرج الله الذى لم تعد تشعر أنه سيأتى ليس قنوطاً من رحمته ولكن لأنها على يقين أن هنا لا يأتى خيراً، هنا الاكتئاب والصمت والخوف هم الحلول المتاحة أمامها فى هذه العلاقة.

لم تكن تعرف أنه سيكون هناك مُتسع من الوقت لكى تعيد كتابة تجربتها التى سطرتها من قبل فى أوراق مصيرها كان الحرق ربما خوفاً من أن تقع خطأً فى يد زوجها وتغضبه أو حتى رغبة فى التناسى، الفضفضة ثم الحرق هكذا كان الاتفاق منذ البداية، أن تحكى عما يؤلمها ثم تقرر أن تنساه لتبدأ من جديد رحلة استقبال المزيد من الألم والإحباط، تحكى الآن عن تجربتها مع زوجاً قرر أن يوهب حياته للاكتئاب ربما ليس عن طيب خاطر، ولكن الضعف وحده هو ما يقوده فى كل مرة إلى هذا الشعور الأسوأ فى العالم، تحكى وتقص علينا قصتها التى لم تعد تعرف أين ستنتهى وإلى ما سيكون مصيرها، هل سجينة مرض مثله أم وحيدة بعد أن تفقده، أو حتى إلى جواره بروح مشوهة.

الشيطان يكمن فى التفاصيل، هكذا تعلمنا، هو حقيقة يكمن فى أدق التفاصيل المؤلمة التى دائماً ما أحاول أن تتناسها الزوجة حتى تفقد ما تبقى لها من صبر، ربما خوفاً من أن تفقده، فهو لمن لا يعرف حبيب العُمر، هذا الحب الذى عكره خوفه الزائد وقلقه الذى لا يتركه، وهلاوسه التى تلازمه وباتت هى تسمعها من كثرة حديثه عنها، تفاصيل مؤلمة كافية لأن تجعلها تقنط من حبه، وأن تفضل الوحدة على عشرته، ولكن مازال فى القلب القليل الذى يجعلها تسامح خوفه وتنسى مرضه وتعود من جديد ترتب على كتفيه داعية الله أن ينجيه لها من ظلمات الاكتئاب.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة