اجتماع وزراء الخارجية العرب يدين تدخل تركيا عسكريا فى العراق.. شكرى: الانسحاب فورا دون شرط أو مماطلة.. الإمارات: تدخل أنقرة وطهران فى شئوننا نال من استقرار دولنا.. العراق: ننتظر من العرب موقفا حاسما

الخميس، 24 ديسمبر 2015 05:40 م
اجتماع وزراء الخارجية العرب يدين تدخل تركيا عسكريا فى العراق.. شكرى: الانسحاب فورا دون شرط أو مماطلة.. الإمارات: تدخل أنقرة وطهران فى شئوننا نال من استقرار دولنا.. العراق: ننتظر من العرب موقفا حاسما وزير الخارجية سامح شكرى
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شددت مصر خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب على وقوفها إلى جانب العراق فى مطالبه بانسحاب القوات التركية من الأراضى العراقية، مطالبة تركيا بالانسحاب الفورى دون شرط أو مماطلة من الأراضى العراقية.

وقال وزير الخارجية سامح شكرى فى كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد اليوم بجامعة الدول العربية، لبحث التدخل العسكرى التركى بالعراق، إن الأراضى العربية تتعرض لانتهاكات يومية، ويجب على الدول العربية مواجهة هذه التدخلات "لأن التاريخ سيحملنا المسئولية".

وتابع شكرى: "مواجهة إرهاب داعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة مسئولية موحدة ومشتركة"، مشددا على ضرورة اضطلاع الدول العربية بمسئولية مكافحة الإرهاب على أراضيها وليس اضطلاع دول أجنبية بهذه المهمة، وطالب بقيام تركيا بسحب قواتها على وجه السرعة دون قيد أو شرط أو مماطلة.

من جهته قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية ورئيس اجتماع مجلس جامعة الدول العربية إن هذا الاجتماع يأتى بناء على طلب من العراق وبتأييد كل من الكويت والأردن وتونس وموريتانيا ومصر ولبنان.

ولفت قرقاش إلى أن "ما يزيد من قلقنا أن التدخل السافر من جانب تركيا وإيران قد ترك آثاره السيئة على الاستقرار فى العديد من الدول العربية باعتباره انتهاكا لسيادتها وسلامتها على نحو لا يمكن التغاضى عنه ولا التهاون فيه ولا المساومة عليه".

وقال إنه لا ينبغى على هذه الدول الساعية إلى المساس بأمننا القومى أن تغتر ببعض مظاهر الضعف المؤقت الذى يشهده النظام العربى حاليا، ذلك أن سيادتنا وأمننا وسلامتنا الإقليمية تمثل خطا أحمر يستوجب الدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة ولنا فى هذا الصدد ظهير قوى من نصوص ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة اللذان يجعلان من احترام السيادة الإقليمية حجر الزاوية فى العلاقات السليمة فيما بين الدول كما يجعل من المناسبات صورة من صور العدوان.

بدوره شدد الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة على أن ميثاق الجامعة العربية ينص على أن أى دولة عضو بالجامعة لها حق طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة حالة تعرضها لعدوان أو استشعارها لهذا العدوان، موضحا أن طلب العراق استتبعه تأييد سريع وقوى من ثمانى دول عربية، للتعبير عن الوقوف مع العراق للمطالبة بانسحاب فورى للقوات التركية من الأراضى العراقية، ودعم الدول العربية الكامل للجهود الدبلوماسية التى قام بها العراق ،وطالب بضرورة الاستجابة الفورية من جانب تركيا وعدم تكرار هذا العدوان.

وأشار العربى إلى طلب قطر بالإفراج عن المواطنين القطريين المختطفين فى العراق، ودعا العربى إلى تنفيذ قرار صيانة الأمن القومى العربى ومكافحة الإرهاب، الذى يعتبر أى اعتداء مسلح هو اعتداء على الدول العربية جميعا، استنادا إلى اتفاقية الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادى.

وشهدت أروقة الجامعة العربية اجتماعات تشاورية ساخنة بين وزراء الخارجية العرب أدت إلى تأخر بدء اجتماع المجلس الوزارى لاتخاذ موقف عربى موحد من التوغل التركى فى الأراضى العراقية، وكان من اللافت عدم حضور عدد كبير من وزراء الخارجية العرب.

وأكدت مصادر دبلوماسية عربية أن الوزراء عقدوا اجتماعا تشاوريا للخروج بصيغة توافقية حول البنود التى سيناقشها الاجتماع والقرار الوزارى الصادر عن المجلس فى نهايته.

وطلبت دول خليجية إدانة التدخل الإيرانى فى العراق أيضا، بالإضافة إلى إعلان موقف موحد من رفض التدخل العسكرى التركى، فيما عقد الأمين العام للجامعة العربية لقاءات منفردة مع وزراء خارجية اليمن والبحرين والعراق والكويت.

وكان وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفرى قد شدد عقب لقائة بالأمين العام للجامعة العربية صباح اليوم على أن سيادة العراق خط أحمر، ولا يمكن قبول المساس به من قبل تركيا، وأكد أن بلاده ستواصل تحركاتها على المستوى العربى ومجلس الأمن والدوائر الدولية لوقف الانتهاك التركى لسيادة العراق.

وعقد الوزير العراقى لقاء مع نظيره المصرى، وأكد أهمية لقائه مع وزير الخارجية سامح شكرى، مشددا على أن مصر تمثل ثقلا لا يستهان به، لا سيما أنها دولة المقر ويقع عليها مسئولية إضافية بصفتها أكبر دولة عربية.

وأضاف: "علاقاتنا مع تركيا قوية ونعتز بها ونتمسك بها ونريد أن نحافظ عليها، لكن حينما تمس الخط الأحمر للسيادة العراقية، فلن نتوقف ولن نتردد فى مواجهتها".

وخلال كلمته بالاجتماع شدد "الجعفرى" على أهمية الاستجابة السريعة لطلب العراق المشروع بعد أن انتهكت سياسته، موضحا أن العراق فى حرب عجزت عنه الكثير من الدول والتحالفات، وخلال الأيام القادمة ستشهد هزيمة الباطل وانتصار الحق.

وتابع: "عندما تفرض علينا الحرب ليس أمامنا سوى المقاومة، وكنّا ولم نزل حريصين على استمرار العلاقات".

ونوه الوزير العراقى إلى إجرائه اتصالات مع الجانب التركى منذ بدء التوغل العسكرى فى العراق، موضحا: "لم تكن هناك نية لانسحاب القوات التركية بعد التواصل معهم، وتحركنا على مستوى الجامعة العربية واستدعينا سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وطالبوا تركيا بالإجماع بسحب القوات، وشرحنا الموقف فى مجلس الأمن بنيويورك وكان هناك توجه إيجابى من المجلس، وبقيت تركيا تتمهل فى تنفيذ الانسحاب، وأصر الجانب التركى على مصطلح إعادة الانتشار وهو مرفوض تماما".

وأوضح أن الحشد الشعبى كجزء أساسى من القوات المسلحة العراقية والبشمركة قرروا موقفا موحدا ضد التدخل التركى.

وتابع: "لجأنا إلى الجامعة العربية اعتقادا منا أن الاعتداء على دولة عربية يمثل اعتداء على الجميع، وننتظر من الدول العربية أن تتخذ موقفا على مستوى الخطر والحدث، مشيرا إلى أن العراق يدافع بكل قوة عن أرضه ولكنه يلتمس السلوك الدبلوماسى، وهذا قوة وليس ضعفا، لأننا حريصون على حفظ العلاقات الدبلوماسية مع كل العالم، وكانت تركيا فى المقدمة كدولة جوار جغرافى، ولكن ذلك لا يعنى أننا نقبل بانتهاك سيادتنا".

وشدد على أن الإدانة يجب أن تكون صريحة وغير خجولة وضرورة المطالبة بعدم تكرار العدوان، وعدم تعديل نص هذا البند الذى أعرب عنه أكثر من وزير فى الاجتماع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة