وأكد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس النواب على أزلية العلاقة بين مصر و السودان، والتى تتطلب المزيد من التعاون فى العلاقات الاقتصادية، مشيراً الى أن مصلحة الشعوب تعلو فوق أى خلافات سياسية، وأن الروابط بين القاهرة والخرطوم ليست عمق استراتيجى وإنما "نسب ومصاهرة، وعلاقات تاريخية".
ترحيب بالوفد البرلمانى المصرى فى الخرطوم
وأضاف العرابى فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" على هامش زيارته للخرطوم على رأس وفد شعبى، أن الزيارة هدفها التأكيد على عمق العلاقات بين البلدين، لافتاً الى أنه لابد أن تسمو العلاقات بين الشعبين فوق اختلافات الأنظمة، وأن هذه الزيارة تأتى فى توقيت مهم يشهد استعدادات السودان لعقد الاجتماع السداسى بين وزارء الخارجية والرى فى مصر والسودان وأثيوبيا، لبحث أزمة سد النهضة، والتى ستعقد الأحد المقبل.وأكد العرابى، أنهم لا يمثلون البرلمان لكن يمثلون أنفسهم كبرلمانيين، وأن الوفد الشعبى المصرى توجه لزيارة السودان على نفقته الخاصة بدون أى تمويل من الدولة، نافيا ما تردد عن تواجده فى السودان بطلب من أحد، وذكر أنه لمس استجابة غير طبيعية من الشعب السودانى، وترحيبًا كبيرًا يعكس مدى حب الشعب السودانى لمصر، منوها إلى أن الوفد يحاول بناء مناخ توافقى جيد يدعم المفاوض المصرى فى سد النهضة.
ورحب السفير محمد العرابى، بتنامى الاستثمارات المصرية بإنشاء منطقة صناعية شمال الخرطوم تضم المستثمرين المصريين، مؤكدا أن الصناعة ستعمل على إزالة جميع العقبات التى تواجه التعاون بين البلدين فى كافة المجالات، موأن هذه الزيارة تهدف إلى النهوض بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لمزيد من التعاون، و أن اللقاء الذى جمعه بعدد من المسئولين أمس تناول المنطقة الصناعية التى خصصت للاستثمارات المصرية بولاية الخرطوم وسبل قيامها، حيث تم الوقوف على الترتيبات العملية المتعلقة بإقامة المنطقة المخصصة للشركات المصرية بالسودان.
ولفت العرابى إلى توقيت الزيارة التى أعقبت اجتماع وزراء الخارجية والرى، لبحث أزمة سد النهضة والذى لم يتم الخروج منه بأى نتائج، وإلى الاجتماع القادم الذى سيعقد الأحد، قائلاً " الزيارة لا تهدف الحديث حول سد النهضة احنا مش جايين نتكلم فى الناحية الفنية والسياسية، نحن نقول للاشقاء السودانيين اللى هينفعكم هينفعنا ، بمعنى أننا نهيىء الاجواء، لسنا ضد أثيوبيا نؤكد أن المصالح واحدة والمصير واحد ولا يمكن أن يكون عندنا نقاط خلافية"
ولفت العرابى إلى ترحيب المستثمرين المصريين بقيام المنطقة الصناعية واعتبارها نقطة إنطلاق إلى باقى الدول الإفريقية، مشيرا إلى إلدعم الفنى الذى ستقدمه مصر لتنفيذ هذه المنطقة، للنهوض بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
الوفد ينجح فى إزالة التوتر
واستكمل العرابى: نجحنا فى إزالة أى رواسب كانت موجودة نتيجة التوتر، وندعم الدبلوماسية المصرية والمفاوض المصرى وتم استقبالنا فى أجواء ودفء العلاقات التاريخية بين المصريين والسودانيين، ومثل هذه الوفود ليس من الضرورى أن تحصل على نتائج سريعة ، قانبنى خطوة بخطوة ويجب أن نشجع مثل هذه الدبلوماسية".وأكد السفير محمد العرابى أنه لم يتحدث مع أحد حول قضية "حلايب وشلاتين"، مشيراً الى أن هذا الموضوع متروك للرؤساء، لكنه تم التطرق إلى إعادة العلاقة بين البلدين ولا يمكن ان ننسى أنه يوجد 3 مليون سودانى فى مصر، وأن السودانيين يتملكون "عقارات"، وكذلك تم الحديث حول "التأشيرات" التى يحصل عليه السودانيون لمصر، و الدراسة فى المعاهد التعليمية و العسكرية ومراكز الابحاث بالاضافة الى صعوبة تحويل الأموال نتيجة الإجراءات البنكية المعقدة.
وعقب أداء صلاة الجمعة فى مسجد الرئيس البشير قام مساعد الرئيس إبراهيم محمود حامد باستقبال الوفد المصرى للترحيب بهم، وتم عقد جلسة ودية، طالب خلالها السفير محمد العرابى ، نافع على نافع رئيس لجنة الاحزاب السياسية الافريقى بأن تنضم مصر الى مجلس الاحزاب الافريقية الذى يتخذ من الخرطوم مقر له.
فى سياق آخر دعت نائب رئيس حزب الأمة مريم الصادق إلى ضرورة خلق تكتل بين السودان ومصر لدرء خطر سد النهضة الإثيوبى المرتقب، مطالبة بتحريك الملف فى كل أنحاء دول حوض النيل ككل لخلق تكتل يحدد الاستفادة من المياه لدول المنبع والمصب، لأن مصر أصبحت غائبة عن السودان، ولم تعد كما كانت عليه قبل 60 عاماً.
وقالت فى كلمتها باحتفالية ثمانينية الصادق المهدى زعيم حزب الأمة،: إن الوقت الحالى يتطلب مكاشفة حقيقية لتوطيد العلاقات بين القاهرة والخرطوم، فى ظل انفجار الأوضاع على الصعيد الإقليمى والدولى بجميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأوضحت أن هناك مصالح مشتركة بين البلدين طيلة الزمان، لكن هناك الآن مشاكل يجب الاعتراف بها والوقوف عليها، منتقدة غياب المصالح المشتركة وعدم استغلال الثروات المتاحة.