طريق الحرير يثير الخلافات الجيوسياسية
قالت صحيفة نيويورك تايمز أن جهود بكين لإحياء طرق التجارة القديمة، أو ما يسمى طريق الحرير الجديد، تتسبب فى إثارة خلافات جيوسياسية مع بلدان مثل تركيا، حيث تزايد القلق بشأن إحتمال إعتمادها بشكل كبير على الصين.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، السبت، أن مع تصاعد التوترات فى الشرق الأوسط وأوكرانيا فى السنوات الأخيرة الماضية، فإن تركيا اتجهت للتصنيع المشترك مع الصين لأنظمة الدفاع الجوى المتطورة. فى خطة تبلغ تكلفتها 3.4 مليار دولار وتمنح الجيش التركى مزيد من القوة الضاربة وتضع الأساس للبدء فى تصدير الصواريخ. ومع ذلك تخلت تركيا فجأة عن الخطة، قبل أسابيع قليلة، فى مواجهة معارضة قوية من حلفاءها فى حلف شمال الأطلسى "الناتو".
وارتكز إعتراضهم على أن شريك تركيا فى تنفيذ هذه الخطط هى شركة مدعومة من الحكومة الصينية، إذا تخشى الدول الغربية كشف أسرار عسكرية إذا ما تم إدخال التكنولوجيا الصينية فى نظام الدفاع الجوى التركى. وكواحدة من أولى أهدافها على صعيد السياسة الخارجية والإقتصادية، فإن الصين لديها رؤية واسعة لعلاقات وثيقة مع تركيا وعشرات الدول التى يمر طريق الحرير عبر أراضيها برا وبحرا. ومع ذلك فإن تلك الخطط التى تنطوى على إحياء طرق التجارة القديمة تتسبب فى خلاف جيوسياسى بشأن إعتماد هذه الدول على الصين. وتشير الصحيفة إلى أن كازاخستان قلصت الإستثمارات الصينية والهجرة بسبب مخاوف من هيمنة صينية عليها، كما سعت قيرغستان إلى علاقات أكثر دفئا لامع موسكو لإحداث توازن فى مقابل علاقتها ببكين. غير أنه فيما يتعلق بتركيا فإنها تحولت نحو الصين، جزئيا، لتقليص إعتمادها على الناتو.
وقال إسماعيل دومير، وكيل شئون الدفاع الوطنى بتركيا: "مصالحنا القومية والناتو ربما لا تتفق فى بعض التحركات". لكن بحسب نيويورك تايمز فإن الإتفاق التركى الصينى أثار الرايات الحمراء فى الغرب. فبجانب القضايا التكنولوجية، فإن الممول الصينى، شركة "CPMIEC" كانت هدفا للعقوبات بسبب قيامها بتوفير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية لإيران وكوريا الشمالية وباكستان وسوريا. لذا فإن الصادرات التركية، التى تستند على الشراكة مع الشركة الصينية، من شأنها أن تخضع لعقوبات.
ومما يزيد الأمور تعقيدا أن الصين وروسيا حلفاء مقربين بشأن العديد من الأمور، بينما هناك خلاف حاد بين روسيا وتركيا بسبب التدخل العسكرى الروسى فى سوريا وتعمد أنقرة إسقاط طائرة تابعة للقوات الروسية على الحدود بين سوريا وتركيا. وعلاوة على ذلك فإن تركيا هى حليف وثيق للولايات المتحدة منذ أن أرسلت قوة كبيرة للمشاركة فى قتال كوريا الشمالية والصين خلال الحرب الكورية.
وقال محمد سليماز، خبير الدراسات الأسيوية لدى معهد أبحاث السياسة والمجتمع فى أنقرة، أن الصين ترغب فى إعادة تشكيل الهيكل الإقتصادى والمالى العالمى. مضيفا أن بثرواتها وأسواقها، أصبحت الصين شريك مُحير. وباتت العديد من الدول على طول طريق الحرير السابق، تشعر بالإحباط حيال صعوبة تطوير علاقات إقتصادية أقرب مع الإتحاد الأوروبى.
كما أنهم باتوا منزعجين من الشراكة العابرة للمحيط الهادى، إتفاق التجارة الكبير الذى تقوده الولايات المتحدة، إذ أن الاتفاق من شأنه أن يمنح ماليزيا وفيتنام ميزة إضافية. وقال شاهين ساليك، المدير العام لشركة كيربارت أوتوموتيف، أن بالإضافة إلى أن تركيا ليست ضمن الشراكة العابرة للبحر الهادى، فإن المشكلات التى تسود العالم العربى تدفعها للبحث عن بدائل أخرى.
ومع ذلك فإن العلاقة بين تركيا والصين غير متوازنة، إذ تستود أنقرة من بكين بضائع بقيمة 25 مليار دولار سنويا، فى مقابل تصدير لا يتجاوز الـ3 مليار دولار. وبحسب نيويورك تايمز فإن القضايا العرقية تزيد تعقيد العلاقات الصينية. فالعديد من البلدان فى المنطقة التى يمر بها طريق الحرير هى بلدان مسلمة، حيث يذكى التاريخ يذكى التوتر بسبب سياسات بكين الصارمة تجاه اليوجور المسلمين فى منطقة شينجيانج الصينية الذين يتحدثون اللغة التركية. وقد اتهمت بكين اليوجور مرارا بشن سلسلة من الهجمات على "هان الصينية" فى شرق البلاد.
وتضيف أن عندما قامت الصين بقمع احتجاجات اليوجور عام 2009، فإن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والذى كان وقتها رئيس الوزراء، أدان ممارسات السلطات الصينية بإعتبارها "نوع من المذبحة".
وفى يوليو الماضى، قام الأتراك واليوجور بتظاهرات إحتجاجية فى أسطنبول وأنقرة. لكن أردوغان بات يضع العلاقات مع الصين كأولوية، حيث عمد إلى تهدأة الاحتجاجات المناهضة للصين الصيف الماضى من خلال حث مواطنيه أن يكونوا حذرين من الشائعات المنتشرة فى وسائل الإعلام الاجتماعية عن طريقة تعامل الصين مع اليوجور.
ومع ذلك فإن الناتو لم يترك الفرصة لتركيا لتوسيع علاقاتها مع بكين، ففى غضون أيام من إعلان الاتفاق العسكرى بين البلدين، نظم أعضاء من الناتو حملة لوقف الاتفاق، حيث أجرى الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقادة الدول الأوروبية وكبار قادة الناتو اتصالات بالقادة فى تركيا لإثنائهم عن الاتفاق.
ورغم أن مسئولى الناتو أشاروا أن كل بلد لديها الحق فى اختيار أدواتها العسكرية، لكنهم أعربوا عن قلقهم بأن الصواريخ الصينية ربما لا تتفق مع معدات الناتو، وأشاروا سرا إلى أنهم لن يقبلوا بتبادل المعلومات التقنية مع الصين لتحقيق التوافق بين المعدات.
الشرطة الأمريكية قتلت نحو 1000 مدنى خلال 2015
كشفت دراسة أجرتها صحيفة "واشنطن بوست" أن الشرطة الأمريكية قتلت نحو 1000 مدنى أمريكى خلال عام 2015. وقالت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، الأحد، أن عدد ضحايا عنف الشرطة الأمريكية وصل إلى 956 قتيلا من مواطنى البلاد، من بينهم 564 كانوا مسلحين بمسدسات خلال الاشتباك مع الشرطة، و281 كانوا يحملون أسلحة أخرى، و90 منهم بدون سلاح. وتشير إلى أن السبب الرئيسى لإطلاق الشرطة النار على المواطنين المدنيين كان يعود إلى الدافع العرقى.
وعلى الرغم من أن نسبة الأمريكيين من أصول أفريقية تبلغ حوالى 16% من عدد سكان البلاد، إلا أن 40% ممن قتلتهم الشرطة كانوا من ذوى البشرة السوداء وغير مسلحين. فيما أن معظم البيض الذين تم إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة كانوا مسلحين. مشروع لرصد عدد الضحايا وأطلقت الصحيفة مشروعا لرصد عدد الضحايا الذين سقطوا على أيدى الشرطة عام 2015 بعد قتل ضابط شرطة للمراهق الأسود مايكل براون فى فيرجسون، حيث اندلعت من جراء ذلك سلسلة من الاحتجاجات الحاشدة ضد وحشية الشرطة فى جميع أنحاء البلاد.
ولا يزال العرق يمثل نقطة مثيرة فى جميع حوادث إطلاق النار من قبل الشرطة الأمريكية. فعلى الرغم من أن الرجال السود يشكلون 6% فقط من سكان الولايات المتحدة، فإنهم شكلوا 40% ممن قتلتهم الشرطة هذا العام. وأشارت الصحيفة إلى أن إتاحة الفيديوهات الخاصة بحوادث إطلاق النار، والتى يتم التقاطها بالهواتف النقالة من قبل مارة بالإضافة إلى الكاميرات المثبتة بملابس رجال الشرطة وتلك الموجودة بالشوارع، كانت عنصر فاعل فى تزايد عدد لوائح الإتهام المقدمة ضد مسئولى الشرطة.
استشهاد بتسجيلات فيديو واستشهد المحققون بتسجيلات الفيديو هذه فى 10 من 18 قضية قتل مقدمة ضد رجال شرطة، خلال عام 2015، وهو ما يمثل ضعف الدور الذى لعبته الفيديوهات الخاصة بالحوادث فى المحاكمات على مدى العقد الماضى، ذلك بحسب دراسة واشنطن بوست. وعلى الرغم من اتهام المزيد من الضباط فى حوادث إطلاق نار التى أدت لقتل المئات هذا العام، فإن نتائج التحقيقات كانت تصب فى صالح رجال الشرطة. وأوضحت الصحيفة أن 5 من 7 حالات هذا العام انتهت إما بتربئة الضابط مرتكب القتل أو بطلان الدعوى.
وأشارت دراسة واشنطن بوست أن فى حالتين، تم رفض الاتهامات، وأضافت أن ضابط وحيد تم إدانته هذا العام. وعلى مدى العقد الماضى، أدين ثلث الضباط المتهمين فى قضايا اطلاق نار بإرتكاب جرائم تتراوح بين التهور فى استخدام السلاح النارى إلى جناية قتل.
القاعدة تصعد من عملياتها الإرهابية لسحب البساط من داعش
قالت صحيفة واشنطن بوست أن تنظيم القاعدة يصعد من عملياته وخططه الإرهابية لإستعادة الأضواء التى خطفها تنظيم داعش، المعروف بوحشية عملياته غير المسبوقة منذ أن ظهر فى سوريا والعراق فى 2014.
وبحسب محللوين أشارت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير الأحد، إلى أنه فى الأشهر الأخيرة الماضية قامت "القاعدة"، التنظيم الإرهابى الأكبر الذى خرجت منه العديد من الجماعات الإرهابية فى الشرق الأوسط وأبرزها داعش، بتوسيع هجماتها على الغرب وتوسيع سيطرته على البلدان التى تمزقها الحرب وتوسيع سيطرته على البلدان التى تمزقها الحرب.
وأضاف المحللون أن أتباع تنظيم القاعدة وسعوا من استخدامهم للدعايا على الإنترنت والقتل الإنتقامى لإضعاف منافسيهم فى تنظيم داعش. وأعتبروا أن مثل هذه التحركات تعكس استمرار التهديد الذى يشكله القاعدة للعالم ويشير إلى التنافس المتزايد مع داعش، مما يثير مزيد من الصراعات والتطرف من جنوب أسيا مرورا بأفريقيا وحتى أوروبا.
ومثل هذا التنافس بين التنظيمات الإرهابية الكبرى ساعد فى إثارة مزيد من عدم الاستقرار فى بلدان مثل اليمن وسوريا، حيث تستغل تلك التنظيمات الأوضاع المتوترة للسيطرة على المساحات المترامية الأطراف من الأراضى مع نشر الأيديولوجية المتطرفة بين السكان المحليين، فضلا عن شن هجمات ضد الغرب.
موضوعات متعلقة..
الصحف المصرية: بعد حوارها لـ"اليوم السابع".. السيسى يلتقى الفتاة الأيزيدية.. "الإنجيلية" تطلب الاطلاع على مسودتى الأحوال الشخصية وبناء الكنائس.. الأمن يرفع 34 اسما للرئاسة لاختيار 28 للتعيين بالبرلمان
التوك شو..زكى بدر: تلقيت شتائم من شخصيات لم نخترها بحركة المحافظين..محافظ بورسعيد: هاخلى المدينة جوهرة الشرق الأوسط فى عهدى..الفتاة الأيزيدية: الرئيس قال لى"سيتحرر المسلمون من داعش ونهاية الشر الخسارة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة