رواية "استخدام الحياة" لـ أحمد ناجى ..القاهرة مدينة كئيبة ولغتها صادمة

الخميس، 03 ديسمبر 2015 09:21 م
رواية "استخدام الحياة" لـ أحمد ناجى ..القاهرة مدينة كئيبة ولغتها صادمة غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"القاهرة. الحر. الشمس. العبوس. اللزق والتلزيق. الألم. الأعصاب الملتهبة. الصرخة المكتومة للداخل. الشارع الذى لا سيسمح لك بالابتسام أو الضحك. نفس الشارع الذى لا يسمح لك بالبكاء أو بالصراخ ألما. شىء ما فى علاقتى بالمدينة بدأ بالتغير" لو قرأت هذه الفقرة من الفصل الخامس فى رواية استخدام الحياة لأحمد ناجى، ربما تتفهم الحالة التى سيطرت على الكاتب أثناء عمله على هذه الرواية، لذا ربما تتسامح مع اللغة الصدامية والحادة والتى تراها خارجة عن المألوف وفجة أحيانا وكاشفة فى أحيان أخرى، ستفهم ما أراد قوله، ربما لا تعجبك الرواية ولا ترى أن هناك مبررا لاستخدام الألفاظ التى تراها خادشة للحياء، لكنك بالتأكيد لن تسعى لمحاكمتها فى النيابة العامة.

رواية "استخدام الحياة" تتحدث عن مدينة القاهرة التى لا يحبها بطل الرواية "بسام بهجت" الحزين دائما، والذى يكشف اسمه عن تناقض الحياة التى نعيشها، فالقاهرة فى الرواية مدينة كئيبة تجعل سكانها مسوخا فى الحياة يشعرون بأنهم موتى يسيرون على الأرض لحتفهم المؤكد.

فالرواية إدانة لكل شىء للمدينة ولمسئوليها وللمنظمات العالمية التى تهتم بالمعمار وتهمل البشر، بالتغيرات التى تمحى كل شيء نعرفه وتجعله ناقصا لشيء ما فهو لا يكتمل أبدا.. وللأحلام الضائعة.

"هناك كارثة قادمة" هذه هى الرسالة التى تريد الرواية أن تقولها، وكلنا فى انتظار الكارثة نفتح مع الرواية باب التأويل، الذى سينصب بالتأكيد على قصد الكاتب السياسى الكامن خلف اللغة التى رآها البعض صادمة.

الرواية رحلة يعيشها بسام بهجت وأصدقاؤه سواء أكانوا عابرين أم دائمين فى حياته، فكل الشخصيات واقعة فى الضياع الجزئى المتمثل فى الحشيش والجنس والعلاقات غير المكتملة وعدم تحقيق أحلامهم أو معرفة ما الذى يريدونه من حياتهم البائسة وبين الضياع الكلى المتمثل فى التربص بالمدينة العجوز التى فقدت قدرتها على صناعة البهجة فخارت قواها وسمحت للأغراب بأن يحولوا عنها مجرى النيل، فأصبحت بورا زارتها الرياح فى شكل عاصفة قضت عليها تقريبا، حيث أصبحت هناك طبقة من التراب تعلو المبانى وتدفن البشر أسفلها.

الرواية موحية وشخصياتها دالة فمنذ تبدأ فى قراءتها ستتوقع أن شخصياتها مأزومة وأنها سوف تقدم على فعل الانتحار فى النهاية، وهذا ما حدث لكن بشكل مغاير كل واحد قضى على نفسه بوسيلة مغايرة إما بالموت أو الضياع والتشرد أو فقدان الإيمان بالنفس، حيث انتهت الرواية وبحار الرمال تغرق الجميع.

إن أحمد ناجى ظلم نفسه وظلم روايته وأخطأ فى اختيار الفصل الذى تم نشره فى أخبار الأدب، فليس هو بأفضل الفصول، وليس هو أكثرها قدرة على كشف الفكرة، الأمر الثانى هو أن الأجزاء الأخيرة فى الرواية سقطت فى التقريرية، بالطبع ليست مقالات كما ذكر محضر النيابة فى اتهامه لأحمد ناجى، لكن يمكن اعتباره نوعا من استعراض المعلومات المتعلقة بالعمارة والإنثربولوجيا، وكان على ناجى أن يتخفف من ذلك قدر استطاعته، لكن الرواية يحسب لها مع ذلك تداخل الأنواع حيث الكتابة والكوميكس، وفى الحقيقة أضافت الرسومات للحكاية ولم تكن مجرد أمر توضيحى بل كانت بدلا من أجزاء سردية.

المعروف أن الرواية أثارت ضجة فى الفترة الأخيرة، وتم تحويل الكاتب أحمد ناجى مع الكاتب الصحفى طارق الطاهر، رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب للجنايات بسبب نشر فصل منها، وقامت المحاكمة بطلب رأى ثلاثة كتاب كبار هم الروائى الكبير صنع الله إبراهيم والناقد الكبير جابر عصفور والكاتب الكبير محمد سلماوى وكلنا فى انتظار يوم 12ديسمبر.


موضوعات متعلقة..


- محمد سلماوى: سعيد أن تلجأ المحكمة لأهل الاختصاص فى قضية أخبار الأدب









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة