"كهرباء مفيش، مياه مفيش، بنزين مفيش، حالنا وقف، وبيوتنا هتتخرب" بهذه الكلمات عبر أهالى منطقة جرف حسين جنوب شرق محافظة أسوان، من تدنى الأوضاع الخدمية للمنطقة، وحرمانهم من الكهرباء بالرغم من كونهم يعيشون فى "بلد السد العالى"، وحرمانهم أيضاً من مياه الشرب على الرغم من كونهم يعيشون على ضفاف بحيرة ناصر.
"اليوم السابع" انتقل إلى منطقة جرف حسين، والتى تبعد عن جنوب شرق مدينة أسوان، بحوالى 140 كيلومتراً، ليرصد معاناة الأهالى والصيادين من انقطاع الكهرباء والمياه ونقص الوقود، والذى يتسبب فى توقف أعمال الصيد بنسبة 90 % من إنتاج البحيرة اليومى، والذى يزيد عن 22 طن من الأسماك يومياً.
والمتأمل فى منطقة جرف حسين، يجد أنها تقع فى موقع جبلى على ضفاف بحيرة ناصر، ولكنها محرومة من الخدمات المعيشية، ويعتمد أهلها والمغتربون فيها على صيد الأسماك، الذى يعد اقتصادا وطنيا مقارنة بكمية الأسماك التى يصطادونها من البحيرة يومياً، ففى الوقت الذى ينادى فيه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، بتنمية البحيرة يتسبب الإهمال فى ضياع الثروة السمكية الناتجة عنها.
"فتحى القاضى محمد" مدير مصنع الثلج بجرف حسين، قال "إنه لا يمر أسبوع واحد حتى نفاجأ بانقطاع المياه الواردة إلى المصنع، إما بسبب انقطاع الكهرباء والذى يرجع أحياناً إلى قيام مجموعة من اللصوص بسرقة الكابل الكهربائى المغذى لطلمبات محطة رفع المياه إلى المفرخات السمكية التابعة لهيئة الثروة السمكية وتنمية بحيرة ناصر، وأيضاً توقف هذه المحطة بسبب نقص السولار الوارد من الهيئة".
وأضاف "القاضى" بأننا اقترحنا على مسئولى المفرخات السمكية بالتنسيق مع الجهات المسئولة فى جرف حسين، بتوفير كابل كهربائى للمحطة بشكل مؤقت، لحين وصول الكابل الجديد، إلا أن المسئولين بالمفرخات السمكية رفضوا ذلك الأمر، وظل الحال على ما هو عليه، كما اقترحنا عليهم توفير كميات السولار المطلوبة لتشغيل المحطة لحين وصول الكميات التى تمدهم بها الهيئة إلا أنهم رفضوا كل هذه المقترحات.
وأشار مدير مصنع الثلج، إلى أن توقف المصنع عن العمل، يتسبب فى تعطل أعمال الصيادين بالبحيرة، موضحاً بأن المصنع ينتج 900 بلاطة من الثلج يومياً، وهو ما يقدر 22.5 طن ثلج، يساعد الصيادين فى تخزين كميات الأسماك التى يصطادونها من البحيرة والسفر بها شمالاً إلى جميع أنحاء الجمهورية.
وأوضح، أن انقطاع الكهرباء المتكرر وتأخر وصول السولار لهذه المحطة منذ 10 أيام مضت وحتى اليوم، ليست الواقعة الأولى، فقد سبقها مرات عديدة، وفى كل مرة يتوقف الصيد، نظراً لضرورة احتياج الصياد للثلج، والذى يصعب عليه جلب ألواح الثلج من أسوان، بسبب بُعد المسافة وتكاليف التحميل والسفر.
وتساءل "صاحب مصنع الثلج"، "لصالح من هذا الإهمال الذى يؤثر على الاقتصاد القومى لمصر من الثروة السمكية، وعلى أموال الضرائب التى يدفعها المصنع للدولة والتى تتوقف بمجرد توقف المصنع"، مؤكداً أن خسارتهم المعنوية أكبر من خسارتهم المادية، مضيفاً بأننا حررنا عدد من البلاغات حملت أرقام (694 إدارى قسم أول أسوان، 1006 إدارى قسم أول أسوان، و680 إدارى قسم أول أسوان، و7469 جنح قسم أول أسوان، و9171 إدارى قسم أول أسوان).
وعن موقف الصيادين، قال عبد الحى حسن، صياد بميناء صيد جرف حسين، "أعمل منذ سنوات فى مهنة الصيد، على لانش "الرضوانى"، التابعة لشيخ مشايخ الصيادين الحاج عابدين قرقار، وتوقف العمل عندنا بسبب عدم توافر الثلج، وأضاف قائلاً "أنا عندى التزامات هعمل أيه وهروح فين، لازم حل فورى لإنقاذ الصيادين".
وأكد "عادل محمد" صياد بميناء صيد جرف حسين، أن غالبية الصيادين توقفوا عن العمل بسبب عدم توافر ألواح ثلج التخزين، التى تحفظ الأسماك عند التخزين للسفر وتصديرها إلى المحافظات الأخرى، وعلق قائلاً "إحنا هنا روحنا فى المياه والسولار، لأنها أساس مقومات الصياد أثناء عمله".
وتابع المهندس محمد فتحى، أحد العاملين بمنطقة جرف حسين، أن الأهالى والصيادين والعاملين تكاتفوا جميعاً من أجل حل الأزمة، وتوفير مياه للمصنع، الذى يعتمد على خط مياه المفرخات السمكية، وتوجهوا إلى مدير المفرخات المهندس خالد حسنين، لوضع حلول عاجلة لأزمة الكهرباء والسولار، إلا أنه رفض ذلك التعاون وقرر إتباع التعليمات.
ولفت المهندس محمد فتحى، إلى وجود إهمال بالمنطقة، نظراً لأن المحطة الوحيدة التى تمد المنطقة بالمياه تقع فى يد هيئة المفرخات السمكية، ومع ذلك لا يوفرون لها الحراسة اللازمة ولا يضعون احتياطياً من السولار لتشغيل المحطة.
واستكمل المهندس محمد حديثه، قائلاً "عشرات الأطنان من أسماك بحيرة ناصر تفقد يومياً بسبب انقطاع الكهرباء وتتوقف الضرائب العائدة إلى خزينة الدولة، بسبب تعنت مسئول لا يفرق معه الأيام التى تمر ويتوقف معها أرزاق الآخرين".
لم تتوقف المعاناة بسبب انقطاع الكهرباء عند هذا الحد، ولكنها امتدت إلى مخبز أرغفة الخبز التى تصرف إلى المواطنين، وعن هذه المشكلة يتحدث "أحمد مرعى" صاحب المخبز الوحيد المتوافر بمنطقة جرف حسين، قائلاً "تسبب انقطاع المياه فى معاناة نعيشها منذ أيام مضت، حيث اضطررت أنا ومساعدى لملء جراكن المياه من داخل بحيرة ناصر، واستئجار لانش للدخول إلى الأعماق بعيداً عن الشاطئ، نظراً لأن المياه الموجودة على شواطئ البحيرة مليئة بروائح الأسماك وبواقى الصيد، ثم أعيد تحميلها على تروسيكل لتوفير احتياجات المخبز اليومى اللازمة للعجين وغيره.
وأكد صاحب المخبز، أن انقطاع المياه يؤثر بالسلب على ما يزيد عن 3 آلاف مواطن يحتاجون رغيف الخبز بشكل يومى.
ومن جانبه، قال إبراهيم عبد الفتاح، تاجر، "أعيش مع أولادى بالمنطقة منذ 20 عاماً، ومع غروب شمس كل يوم، لا أسمح لأولادى الصغار بالخروج من المنزل، خشية عليهم من لدغات العقارب والثعابين المنتشرة بسبب انقطاع الكهرباء".
وطالب أهالى المنطقة، بضرورة التدخل لإيجاد حل عاجل للأزمة، وتوفير كهرباء تدعم تشغيل محطة رفع المياه، وحماية الكابلات الموجودة فى المحطات من السرقة المتكررة، مع إنشاء محطة رفع أخرى لمياه الشرب.
بالصور.. شلل فى بلد السد العالى لانقطاع الكهرباء.. عطش أهالى "جرف حسين" لتوقف محطة مياه الشرب.. والأهالى يستغيثون: إنتاج الثروة السمكية ببحيرة ناصر يقل وأطفالنا مهددون بتعرضهم للدغات العقارب والثعابين
الجمعة، 04 ديسمبر 2015 05:18 م
شلل فى أسوان بسبب انقطاع الكهرباء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة