الأسد لصنداى تايمز: بريطانيا وفرنسا هما رأس الحربة فى دعم الإرهابيين بسوريا.. والتحالف الأمريكى ضد داعش "وهمى".. الأكراد يقاتلون الإرهاب إلى جانبنا.. روسيا وإيران لعبا دورا مهما فى صمود سوريا

الأحد، 06 ديسمبر 2015 03:36 م
الأسد لصنداى تايمز: بريطانيا وفرنسا هما رأس الحربة فى دعم الإرهابيين بسوريا.. والتحالف الأمريكى ضد داعش "وهمى".. الأكراد يقاتلون الإرهاب إلى جانبنا.. روسيا وإيران لعبا دورا مهما فى صمود سوريا بشار الأسد فى حوار مع صحيفة صنداى تايمز البريطانية
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الرئيس السورى بشار الأسد أن الضربات الجوية البريطانية والفرنسية ضد تنظيم داعش الإرهابى لن تحقق أى نتيجة بل ستكون ضارة وغير قانونية وستشكل دعما للإرهاب، لأن التنظيمات الإرهابية أشبه بالسرطان الذى لا يعالج بإحداث جرح فيه بل باستئصاله بشكل نهائى، وقال فى مقابلة مع صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية، أن بريطانيا وفرنسا شكلتا منذ البداية رأس الحربة فى دعم الإرهابيين بسوريا، وهما لا تمتلكان اليوم الإرادة لمحاربة الإرهاب ولا الرؤية حول كيفية إلحاق الهزيمة به.

وقال الأسد أن التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب وهمى وافتراضى لأنه لم يحقق أى إنجازات على الأرض فى مواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن سوريا لا تضيع الوقت فا مناقشة ما يقوم به هذا التحالف لأنها بدأت بمحاربة الإرهاب وستستمر بصرف النظر عن وجود أى قوة عالمية، موضحاً أن الدعم غير المحدود الذى يتلقاه الإرهابيون من دول عدة هو سبب إطالة الأزمة وجعلها أكثر تعقيدا، لافتا إلى أن التنظيمات الإرهابية فى سوريا ومنها "داعش" و"جبهة النصرة" واحدة لأنها تستند إلى أيديولوجيا وهابية ظلامية منحرفة.

ورداً على سؤال حول أتجاه الحكومة البريطانية للتصويت على الأنضمام إلى التحالف الدولى فى توجيه الضربات الجوية ضد داعش، وهل يرى أن ما تفعله بريطانيا صواب، قال الأسد " نحن نعرف منذ البداية أن بريطانيا وفرنسا شكلتا رأس الحربة فى دعم الإرهابيين فى سوريا منذ بداية الصراع.. كما نعرف إنهم لا يمتلكون الإرادة حتى لو أردنا العودة إلى الفصل المتعلق بالمشاركة العسكرية فى التحالف ينبغى أن يكون ذلك شاملا.. بمعنى أن تكون المشاركة فى الجو وعلى الأرض وأن تكون بالتعاون مع القوات الموجودة على الأرض.. أى القوات الوطنية كى يكون هذا التدخل أو هذه المشاركة قانونية.. يمكن لهذه المشاركة أن تكون قانونية فقط إذا تمت بالتعاون مع الحكومة الشرعية فى سوريا.. إذاً بوسعى القول إنهم لا يمتلكون الإرادة لمحاربة الإرهاب ولا الرؤية حول كيفية إلحاق الهزيمة به، وإذا أردنا إجراء تقييم ينبغى أن نقيم الوقائع.. لنعد إلى الواقع على الأرض.. منذ بدأ التحالف عملياته قبل أكثر من سنة.. ماذا كانت النتيجة.. لقد تمددت تنظيمات “داعش” و”جبهة النصرة” والتنظيمات أو المجموعات الشبيهة بها بكل حرية.. بالمقابل.. كيف أصبح الوضع بعد المشاركة الروسية المباشرة فى محاربة الإرهاب.. لقد بدأ “داعش” و”النصرة” بالانكماش.. إذاً.. يمكننى القول أن مشاركتهم لن تحقق أى نتيجة ".

وأضاف الأسد "ستكون هذه المشاركة ضارة وغير قانونية كما أنها ستشكل دعما للإرهاب على غرار ما حدث بعد شروع التحالف فى عملياته قبل أكثر من سنة لأن هذه التنظيمات أشبه بالسرطان.. والسرطان لا يعالج بإحداث جرح فيه بل ينبغى استئصاله بشكل نهائى.. أما هذه العملية فلا تتجاوز إحداث جرح فى السرطان ما سيؤدى إلى انتشاره فى الجسم بسرعة أكبر".

وأكد الأسد على أن التدخل البريطانى غير شرعى من منظور القانون الدولى، وقال نحن دولة ذات سيادة.. انظرى إلى ما فعله الروس.. عندما أرادوا تشكيل تحالف ضد الإرهاب فإن أول شيء فعلوه كان الشروع فى نقاشات مع الحكومة السورية قبل أى طرف آخر ثم بدؤوا بمناقشة القضية نفسها مع حكومات أخرى ثم أحضروا قواتهم، وبالتالى فإن هذه هى الطريقة القانونية لمحاربة الإرهاب فى أى مكان فى العالم".

وحول أتهامه لفرنسا وبريطانيا بأنهما مسؤولتان عن ظهور الإرهاب فى سوريا، قال الأسد "لنبدأ بما قاله تونى بلير: قال أن غزو العراق أدى إلى ظهور “داعش”.. ونحن نعرف أن “داعش” بدأ بشكل علنى وأعلن عن قيامه كدولة فى العراق عام 2006 وكان زعيم التنظيم حينذاك أبو مصعب الزرقاوى الذى قتل فى غارة جوية أمريكية.. هم أعلنوا أنهم قتلوه.. وبالتالى فإنهم يعرفون بوجوده ويعرفون أن تنظيم داعش كان موجودا فى العراق حينذاك ثم انتقل التنظيم إلى سوريا بعد بداية الصراع فيها بسبب الفوضى التى حدثت.. إذاً.. المسؤولون البريطانيون وبشكل أساسى تونى بلير يعترفون بذلك.. كما أن الواقع يقول ذلك.. يقول إنهما ساعدتا فى ظهور “داعش” و”جبهة النصرة” فى هذه المنطقة".

ورداً على سؤال حول أن كان فرع القاعدة فى سوريا المتمثل بجبهة النصرة يشكل تهديدا للغرب يساوى تهديد داعش، قال الرئيس السورى " إذا أردنا تقييم هذين التنظيمين وبحثنا عن الفروق بينهما فإننا لن نعثر عليها لأن لهما الأيديولوجيا نفسها.. هذا جانب.. من جانب آخر.. إذا أردنا التحدث عن قواعد هذه التنظيمات وأتباعها وأعضائها.. نجد أنه ليس هناك ما يميزها عن بعضها البعض لأن هؤلاء ينتقلون من تنظيم إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى.. ولهذا السبب فإنهما يتقاتلان من وقت لآخر طبقا لمصالحهما..على المستوى المحلى.. لكن فى الواقع فإنهما يتعاونان على كل المستويات. إذاً.. لا يمكن تحديد أيهما أكثر خطورة من الآخر لأنهما يمتلكان العقلية نفسها.. يمكنك القول أن التنظيم الأول ينتمى إلى القاعدة.. والثانى أيضا ينتمى إلى القاعدة.. لا اختلاف بينهما إلا فى الاسم وربما فى بعض التفاصيل الثانوية"

وأكد الأسد أن الأكراد يقاتلون الإرهابيين إلى جانب الجيش السورى وفى المناطق نفسها، وقال "إنهم يتلقون الدعم بشكل رئيسى من الجيش السورى ولدينا الوثائق التى تثبت ذلك.. نحن أرسلنا لهم الأسلحة لأنهم مواطنون سوريون ولأنهم يريدون محاربة الإرهاب.. كما نفعل مع العديد من الجماعات الأخرى.. لأنه لا يمكن إرسال الجيش إلى كل جزء من سوريا.. إذاً فإن الأمر لا يقتصر على الأكراد.. فالعديد من السوريين الآخرين يفعلون الشئ نفسه".

ورداً على سؤال حول أن كان يعتقد أنه يمكن إلحاق الهزيمة بـ“داعش” باستخدام الضربات الجوية وحسب، قال الأسد " وهل تمكن التحالف من إلحاق الهزيمة بهم من خلال الضربات الجوية خلال أكثر من عام… لم يتمكن من ذلك.. هل حقق الأمريكيون شيئا من ضرباتهم الجوية فى أفغانستان… لم يحققوا شيئا.. هل حققوا شيئا فى العراق منذ غزوه عام /2003/… لم يحققوا شيئا.. لا يمكن إلحاق الهزيمة بـ“داعش” من خلال الضربات الجوية وحسب دون التعاون مع القوات على الأرض.. لا يمكن إلحاق الهزيمة بهم دون مشاركة الحكومة والناس بشكل عام.. لا يمكنهم إلحاق الهزيمة بـ“داعش” من خلال الضربات الجوية.. إنهم سيفشلون مرة أخرى.. والواقع يدل على ذلك ".

وحول موقفهم إذا رفض التحالف الدولى التنسيق مع الجيش السورى أو مع القوات المحلية على الأرض كما فعل حتى الآن، قال الرئيس السورى " أن هذا التحالف وهمى وافتراضى لأنه لم يحقق أى إنجازات فى محاربة الإرهاب على الأرض فى سوريا.. وبالتالى.. وبما أن الوهم لا وجود له فإننا لا نضيع الوقت فى مناقشة ما قبل وما بعد.. نحن بدأنا بمحاربة الإرهاب بصرف النظر عن وجود أى قوة عالمية.. ونرحب بكل من يريد الانضمام إلينا.. وسواء فعلوا ذلك أم لا فإننا مستمرون فى محاربة الإرهاب.. هذه خطتنا الوحيدة التى لن نغيرها".

ورداً على سؤال أن كان يعتقد أنه بإمكان سوريا مع حلفائها روسيا وإيران وحزب الله والحلفاء الآخرين إلحاق الهزيمة العسكرية بداعش، قال الأسد أن الجواب يعتمد على عاملين اثنين "قدراتنا من جهة.. والدعم الذى يتلقاه الإرهابيون من جهة أخرى.. من وجهة نظرنا.. إذا توقف الدعم الذى تتلقاه هذه المجموعات من مختلف البلدان فى منطقتنا ومن الغرب بشكل عام فإن الأمر لن يستغرق أكثر من شهور لنتمكن من إنجاز مهمتنا.. الأمر ليس معقدا جدا والحل واضح بالنسبة لنا.. غير أن هذه المجموعات تتلقى دعما غير محدود من هذه البلدان.. وهو ما يجعل المشكلة تطول وتطول ويجعلها أكثر تعقيدا واستعصاء على الحل.. وهذا يعنى أن مهمتنا ستتحقق لكن بثمن باهظ سيدفعه السوريون فى المحصلة".

وحول الدور الروسى فى سوريا قال الرئيس الأسد أن "الدور الروسى مهم جدا.. وقد كان له أثر كبير على الساحتين العسكرية والسياسية فى سوريا.. لكن القول إنه دون هذا الدور فإن الحكومة أو الدولة كانت ستنهار.. أمر افتراضى.. منذ بداية الصراع فى سوريا.. كانت هناك رهانات على انهيار الحكومة.. فى البداية كانت المسألة مسألة بضعة أسابيع ثم أصبحت بضعة أشهر ثم بضع سنوات.. وفى كل مرة.. كان ذلك مدفوعا بنفس التفكير القائم على الرغبات وليس على الحقائق.. الأمر المؤكد هو أن الدعم الروسى للشعب السورى والحكومة السورية لعب منذ البداية إلى جانب الدعم القوى والراسخ لإيران دورا مهما جدا فى صمود الدولة السورية فى محاربتها للإرهاب".

إذاً.. أنت طلبت ذلك من الرئيس بوتين بعد التشاور مع مسؤوليكم…

الرئيس الأسد..



تماما.. بعد أن وصلنا إلى تلك النقطة.. أرسلت رسالة رسمية إلى الرئيس بوتين وأصدرنا بيانا يعلن أننا دعوناهم للانضمام إلى جهودنا.. لا ينبغى أن ننسى أن الرئيس بوتين كان قد اتخذ خطوة عندما قال إنه مستعد لتشكيل تحالف.. وكان ردى هو أننا مستعدون لذلك إذا أردتم إشراك قواتكم.

وحول ما قيل بوجود ألف جندى روسى إضافة إلى القوات الخاصة فى سوريا، قال الأسد " لا.. هذا ليس واردا حتى الآن.. ليست هناك أى قوات برية باستثناء الطواقم التى يرسلونها مع قواتهم العسكرية وطائراتهم لحراسة القواعد الجوية.. وهذا أمر طبيعى.. ليست لديهم أى قوات برية تقاتل مع القوات السورية على الإطلاق".

وردا على سؤال حول موقفه إذا دعته السعودية لإجراء نقاشات جادة حول مستقبل سوريا، قال الأسد " ليس هناك مستحيل فى السياسة.. المسألة لا تتعلق بما إذا كنت أقبل أو لا أقبل.. بل بسياسات كل حكومة.. ما هى سياساتهم حيال سوريا.. هل سيستمرون فى دعم الإرهابيين أم لا.. هل سيستمرون بممارسة ألعابهم الخطرة فى سوريا واليمن وأماكن أخرى.. إذا كانوا مستعدين لتغيير سياساتهم.. خصوصا حيال سوريا فلا مشكلة لدينا فى الاجتماع معهم.. إذاً فالأمر لا يتعلق بالاجتماع أو بما إذا كنا سنذهب أم لا.. المسألة تتعلق بمقاربتهم لما يحدث فى سوريا."



اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015



موضوعات متعلقة..



- الأسد: القصف البريطانى فى سوريا سيفشل










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة