فى جوٍ حالم، بدأت رقصة التانجو على موسيقى رومانسية، لتبث روحًا من الشاعرية بعد لحظات معدودة من الرقصة، و فى رحاب عدد من اللوحات الفنية والمنحوتات الأنثوية، سادت حالة من القوة والطاقة غير المحدودة، لتؤكد أن وجود المرأة فى أى مكان له تأثيره، وذلك ما كان يهدف إليه المعرض الفنى "قوة المرأة" بجاليرى لمسات للفنون، الذى تم افتتاحه مساء أمس، ويجمع ثلاث فنانات تشكيليات؛ الألمانية كلوديا أونيس، والدكتورة منى غريب أستاذة النحت فى كلية فنون جميلة بجامعة الإسكندرية، والفنانة التشكيلية نادية توفيق.
قدمت الفنانات الثلاثة رؤية فنية تجسد دور المرأة وقوتها الكامنة على مر العصور؛ فعبرت الفنانة منى غريب من خلال منحوتاتها عن التراث المصرى متأثرة بالفترة التى قضتها فى سيوة، أما لوحات الفنانة كلوديا أونيس فجسدت من خلال أعمالها التجريدية القوة الكامنة والمتواجدة باستمرار فى كافة نواحى الحياة بداخل المرأة، وعبرت الفنانة نادية توفيق عن دور المرأة وقوتها فى التحدى والصمود من خلال لوحاتها، فالمعرض فى النهاية أظهر دور المرأة من ثلاث جهات، برؤية جديدة، وطريقة عرض وتسويق مختلفة.
وعبرت الفنانة التشكيلية، منى غريب، عن سعادتها بالمشاركة فى المعرض خاصةً أنه الأول لها فى القاهرة، بعد خمسة معارض بالإسكندرية ومعارض أخرى خارج مصر.
وأكدت "غريب"، أن المرأة لها دور كبير فى الحياة، وهذا ما عبر عنه المعرض بشكل عام، ومنحوتاتها التى نفذتها بشكل خاص، حيث إنها شاركت فى المعرض بأعمالها التى صنعتها على مر سنين حياتها حيث اختارت ما يناسب عنوان المعرض "قوة المرأة"، فكانت منحوتات من الحجر ومن الفخار.
وأضافت الفنانة التشكيلية، "أعمالى تجسد تجربتى فى سيوة، حيث كنت أعمل على تحضير رسالة الدكتوراة الخاصة بى والتى كانت عن الطينات، وبعد الفترة التى قضيتها هناك تأثرت بالتراث وبأهل الواحة، فجاءت أعمالى متأثرة بالتراث المصرى والبيئة المصرية، ومعبرة عن قوة المرأة وإرادتها وصلابتها" .
ومن جانبها قالت الفنانة نادية توفيق، "أحاول دائمًا أن أكون صادقة مع نفسى، وأحاول أن أتعرف عليها من خلال أعمالى الفنية، وأن أتقبل ما اكتشفه عنى، لأن تحقيق ذلك سيجعلنى أفهم نفسى والمجتمع، والتعرف أكثر على مكامن القوة بداخلى".
وأضافت "توفيق"، كل ما جاء باللوحات الخاصة بى فى المعرض، نابع من تجارب عايشتها ومريت بها وتأثرت بها، فاللوحات المعروضة هى نتاج تجربتى فى إسبانيا، خاصةً فى برشلونة التى تتميز بغناء وثراء فى الطبيعة، فكان كل شىء طبيعيًا حتى الخامات المستخدمة، فقد جربت القهوة والحلبة والكركديه، والصبغات الطبيعية أيضًا واستخدمت ورق الفضة، حتى الورود طبيعية، والمواد اللاصقة مثل زلال البيض، مثلما كان متبعًا عند الفراعنة وظلت أعمالهم محفوظة آلاف السنوات، ولذلك فإنى أحاول العودة لجذورى".
وتابعت نادية توفيق: معرضى السابق كان بعنوان الأرض جسد المرأة، فإنى اعتبرها سر الحياة، حيث تحمل كل مشاعر الأمومة والحنان والمشاعر الفياضة، كما أنها تملك قوة تحمل وإرادة حديدية، ومشاركتى فى هذا المعرض تعبر عن القوة، وإن كانت بعض الأعمال تعبر عن الحزن فذلك لأن ضعف المرأة قوة".
أما الفنانة كلوديا أونيس التى أصرت أن تبدأ المعرض برقصها للتانجو، فقد عبرت عن سعادتها بالمشاركة وقالت، "المعرض رائع، ومنظم بطريقة جيدة، والحضور أيضاً كبير، وأنا سعيدة بهذا المعرض".
وأضافت كلوديا، كان لدى العديد من الاتجاهات الفنية فى أعمالى ولوحاتى، ولكنى وجدت نفسى فى اللوحات التجريدية الرمزية، فأحاول من خلالها أن أنظر بداخلى وللعالم، ومن خلال ذلك أتعرف على ذاتى.
وكانت تجربة الفنانة الألمانية فى مشاركتها بالمعرض، ومشاركتها لفنانتين مصريتين، تجربة جيدة بالنسبة لها وأضافت لها الكثير، وأعمالها المعروضة كانت نتاج رحلاتها بين مصر وبلدها ألمانيا، وتنوع الثقافات الذى عايشته، جعل من تجريديتها مذاقا خاصا يعبر عن تحدى المرأة للظروف وتجسيد إرادتها .
عدد الردود 0
بواسطة:
.
بين العلم والدجل وخيط المعيه الرفيع