نقلا عن العدد اليومى...
يضع الإنسان نفسه حيث يريد، لكن تلك القاعدة لا تتحقق كل مرة ففى بعض الأحيان تتحكم الظروف فى مصير البشر، وهو ما حدث ويحدث الآن مع جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق فحياته باتت مفتوحة على مصائر متعددة، ومستقبله بات غامضا فى ضوء تعدد الاحتمالات التى تحيط به مع اختلاف سياقاتها.
ثلاثة احتمالات تحكم مستقبل جمال مبارك وتطرحها «اليوم السابع» فى هذا الملف من خلال رصد دقيق لما لاقاه نجل الرئيس الأسبق فى الفترة التى تلت الثورة من سجن احتياطى واتهامات متوالية وبراءات أصابت الكثيرين بالحسرة ودعت فريقا آخر للترويج له رئيسا من جديد فى يوم تبرئته فى قضية أرض الطيارين حيث هتف أعضاء «آسفين ياريس» مطالبين بجمال مبارك رئيسا، هكذا بمنتهى الوضوح.
الاحتمال الأول طرحته الهتافات التى جرى الإشارة إليها وهى تحمل فى مجملها دلالات على أن الأمر يمكن أن يتبناه مريدون تحت شعارات يمكن الاصطفاف خلفها لدعم مبارك الابن مرشحا فى فترات رئاسية مقبلة. الاحتمال الثانى يتقافز أحيانا بقوة ويخبو أثره فى بعض الأحيان فى ظل الأحكام المتتالية بالبراءة التى حصل عليها بطل حلم التوريث الضائع، هذا الاحتمال هو الرجوع إلى نفس المربع فى السجن فقضية «التلاعب بالبورصة» مازالت متداولة ومن الممكن أن يجد جمال مبارك نفسه مرة أخرى ضائعا خلف القضبان. الاحتمال الثالث يدعمه المنطق أكثر من كل ما سبق وهو العودة إلى حياة وظيفية باردة بعيدا عن الأضواء وأحلام السلطة والرئاسة، فالخبير المصرفى يمكن أن يعود لمهنته وليس ضروريا أن يكون ذلك من خلال العمل فى بنك وإنما يمكن أن يحدث ذلك من بوابة إدارة المشروعات والشركات فى الدول الخليجية التى تربطها علاقات جيدة بكل ما يمت بصلة لمبارك الأب.
السجن1 يواجه عقوبة محتملة فى قضية «التلاعب بالبورصة» بعدما حصل على براءة فى «قضية القرن» و«أرض الطيارين»
«جمال مبارك».. كان الرقم الأصعب فى المعادلة السياسية فى نظام الحزب الوطنى لاسيما مع تجهيزه لخلافة والده فى حكم البلاد لكن اندلاع ثورة 25 يناير لم يُمهله الفرصة لتحقيق حلمه.. ليراه المصريون وراء القضبان.. لتتم محاكمته فى العديد القضايا أشهرها «القرن وفيلات شرم الشيخ والكسب الغير مشروع وأرض الطيارين ليحصل على البراءة فى عدد منهم وانقضاء مدة الحبس الاحتياطى فى أخرى فيما لا تزال هناك جولة أخيرة بالنسبة لقضايا ثورة يناير يخوضها أمام ساحات المحاكم فى قضية المعروفة بـ«تلاعب البورصة» ليعود للحياة الطبيعية مجدداً.
وراء القضبان
فى 3 أغسطس عام 2011.. بدأت محكمة جنايات القاهرة نظر القضية المعروفة إعلاميًا باسم «محكمة القرن»، وتضم قائمة المتهمين فى القضية مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلى، وستة من كبار مساعديه السابقين، إضافة إلى رجل الأعمال «الهارب»، حسين سالم.. من ضمن الأسماء السابقة يبرز اسم جمال مبارك.. بالتحديد دون والده أيضًا.. خاصة أنه اعتبر أحد العوامل الرئيسية فى سقوط نظام الوطنى فى نظر الكثيرين ممن اعتبروه وراء فكرة تكوين حكومة رجال الأعمال كما أنه كان الداعم الرئيسى لـ«أحمد عز» فى تزوير انتخابات عام 2010.. لذا كان لظهور «جيمى» وراء القضبان معانٍ كثيرة بالنسبة لقطاع عريض رأى فيه امتداد لظلم نظام والده وفساد حزبه الحاكم.
بقاء جمال مبارك خلف القضبان لم يستمر للمدة التى توقعها الشباب الثائر فى ميادين مصر فى عام 2011.. ففى يوم 10 أبريل من العام الجارى ظهر نجلا مبارك جمال وعلاء.. فى عزاء والدة الكاتب الصحفى مصطفى بكرى فى مسجد عمر مكرم بـ«ميدان التحرير».. وكان هذا الظهور بمثابة رسالة مفادها: «أن جميع أوراق القضايا اختلطت وترتيبها أصبح صعبا للغاية.. والإفراج النهائى سيكون نهاية متوقعة».. وعلى الرغم أن قرار إخلاء سبيلهما كان معلومًا لجموع المصريين منذ 74 يوما وبالتحديد مع صدور القرار يوم 26 يناير الماضى.
وبالرغم من عودة جمال للسجن مرة أخرى بسبب حكم الجنايات فى مايو الماضى بمعاقبتهم فى قضية «القصور الرئاسية» فالإفراج مرة أخرى كان قرارا لاحقا فى 13 أكتوبر الماضى بسبب انقضاء مدة الحبس الاحتياطى.
قضايا جمال
جمال مبارك حصل على البراءة فى قضية قتل المتظاهرين المعروفة إعلاميا بـ«محكمة القرن».. كما قضت محكمة القاهرة فى أبريل الماضى بانقضاء الدعوى الجنائية بخصوص قضية فيلات شرم الشيخ المتهم فيها مبارك نجلاه والذين اتهموا فيها بتلقى هدايا من حسين سالم.
وحصل جمال مبارك أيضا على البراءة من قبل محكمة جنايات شمال القاهرة.. فى قضية «أرض الطيارين».. التى اتهم فيها برفقة الفريق أحمد شفيق بالاستيلاء على مساحة 40 ألف متر من أراضى منطقة البحيرات المرة بمحافظة الإسماعيلية والمخصصة لجمعية «الضباط الطيارين».
فى 12 أكتوبر 2015.. قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيل جمال وعلاء مبارك فى الاستشكال المقدم منهما على حكم حبسهما فى قضية القصور الرئاسية، نظرًا لانقضاء مدة الحبس الاحتياطى إضافة إلى قضائهم مدة ستة أشهر لأنهم لم يُسددوا الغرامة.
بالنسبة لقضايا الكسب غير المشروع المتهم فيها مبارك ونجلاه باستغلال النفوذ الرئاسى لوالدهما فى جنى ثروات طائلة بصورة لا تتفق مع مصادر دخلهما المشروعة، قررت جنايات القاهرة، برئاسة المستشار أحمد عبد العزيز، إخلاء سبيل علاء وجمال فى القضية، فضلا عن قرار محكمة جنح مستأنف الأميرية، برئاسة المستشار أحمد مصيلحى، بإخلاء سبيل الرئيس السابق حسنى مبارك، دون ضمان، على ذمة التحقيقات، التى تجرى معه بشأن تضخم ثروته والاتهامات المنسوبة إليه بتحقيق كسب غير مشروع.
الجولة الأخيرة
لا يزال جمال مبارك.. يُحاكم فى القضية المعروفة بـ«التلاعب بالبورصة»، والمتهم فيها نجلا الرئيس الأسبق حسنى مبارك، و7 متهمين آخرين من كبار رجال الأعمال، بارتكاب مخالفات فى بيع البنك الوطنى المصرى.. بالاتفاق والمساعدة مع موظفين عموميين فى جريمة التربح والحصول لنفسه وشركاته بغير حق على مبالغ مالية مقدارها 493 مليونا و628 ألفا و646 جنيها.
جولة أخيرة ينتظرها جمال مبارك فى المحاكم مع قضية «التلاعب فى البورصة».. التى ظهر فى آخر جلساتها مرتديا بدلة نظرًا إخلاء سبيله فى وقت سابقٍ.. كما بدا عليه التركيز الشديد مع تدوين كل الملاحظات على أمل انتهاء القضية.
السؤال الأكثر أهمية بعد عرض الوقائع السابقة.. هل تُخبئ الأيام أى قضايا أخرى لنجل الرئيس الأسبق أم أن الأوضاع السياسية فى الشارع المصرى تسير فى صالحه مجددا مع وجود عشرات من النواب المنتمين للحزب الوطنى صراحة فى المجلس المُقبل إضافة إلى ضعفهم من المتعاطفين مع النظام مبارك.
البزنس2 رجوع نجل الرئيس الأسبق لعمله القديم ممكن.. وعلاقاته برجال الأعمال المصريين والخليج تسهل المهمة
«التاجر لما يفلس يدور فى دفاتره القديمة».. مثل مصرى قديم لكنه ينطبق على العديد من الحالات، ولعل جمال مبارك مثال واضح على ذلك، خاصة أن العودة السياسية يراها قطاع عريض من المصريين صعبة للغاية، خاصة مع حالة العداء الواضحة التى تكنها له بعض فئات الشعب، والتى لا تجد صعوبة فى التعبير عن آرائها من خلال احتجاجات عارمة بالشوارع، لذا يتوقع أن الطريق الوحيد أمام نجل الرئيس الأسبق هو العودة لعمله القديم بالسوق المصرفية.
جمال مبارك ولد فى القاهرة عام 1963، وحصل على شهادة الثانوية الإنجليزية، وتخرج فى الجامعة الأمريكية عام 1982 فى مجال الأعمال، كما حصل على ماجستير فى إدارة الأعمال ليعمل فى بنك «أوف أمريكا» الذى خرج من السوق المصرفية المصرية فى نهاية الثمانينيات على خلفية أزمة عنيفة ضربت دول أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية، ليُقرر أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى الإقامة فى لندن لمدة عشر سنوات تقريبًا للعمل فى فرع البنك بعاصمة الضباب بصفة عامة فى مجال الاستثمار البنكى.
الخبير المصرفى
بعد ثورة 25 يناير عام 2011 كانت بعض المعلومات تم تداولها حول امتلاك جمال عضوية بمجلس إدارة عدد من البنوك المهمة، مثل البنك العربى الأفريقى الدولى، وكانت عضوية إشرافية وليست تنفيذية، وتنحصر اختصاصاته فى الاطلاع على جدول اجتماعات ومناقشة السياسات العليا مع باقى أعضاء مجلس الإدارة، والحصول على بدلات حضور هذه الاجتماعات.
عودة جمال مبارك للعمل المصرفى يدعمه العديد من العوامل، أبرزها على الإطلاق شبكة علاقاته القوية بعدد من العاملين البارزين فى مجال أسواق المال، سواء داخل مصر أو خارجها، ويكفى أن زميله فى بنك «أوف أمريكا» لسنوات هو طارق عامر، المحافظ الحالى للبنك المركزى، لكن الأزمة تظهر فى هذه النقطة على وجه الخصوص، أن رفقاء الأمس أصبحوا فى مواقع حساسة فى الدولة، مما يعنى أن ارتباطهم بأى من ذكريات الماضى نوع من التدمير للمستقبل فى ظل الظروف الراهنة فى البلاد.
رفاق الماضى
عودة المياه لمجاريها كما يُقال شىء أصبح صعبًا للغاية بالنسبة لجمال ورفقاء الماضى، فمثلا طارق عامر، المحافظ الحالى للبنك المركزى، عندما كان رئيسًا لاتحاد بنوك مصر قال فى إجابته عن سؤال «اليوم السابع» فى حوار معه عام 2011 عن علاقته بنجل الرئيس الأسبق: «تزاملت معه أنا وأكثر من 300 موظف مصرى كانوا يعملون فى ذلك الوقت فى بنك «أوف أمريكا» فرع القاهرة لمدة سنتين تقريبًا، وعملت فى إدارة تمويل الشركات فى شمال أفريقيا وتركيا، وعمل جمال مبارك فى إدارة تمويل الشركات فى مصر، وتولى جمال بعد ذلك إدارة شراء ديون الدول الناشئة، ومنها ديون مصر، ولكن لم أكن صديقًا له على الإطلاق، وهناك فرق كبير بين زمالة العمل والصداقة».
الكلمات السابقة تدل على أن إعادة جمال لشبكة علاقته صعبة، لكنها ليست مستحيلة فى عالم المال والأعمال الذى تحكمه المصلحة فى النهاية، لذا من الوارد استخدام أمين لجنة السياسات فى الحزب المنحل علاقاته بعدد من رجال الأعمال لا يزالون يعملون فى السوق المصرية، هذا إلى جانب أن ثروة أسرة مبارك لم تتأثر نهائيًا فى ظل عدم استرداد الأموال المهربة للخارج.
وصية مبارك
نقطة أخرى تجدر الإشارة إليها، هى أن عودة رجال نظام مبارك للعمل فى مصر ليست مستحيلة، بل يسيرة للغاية حتى على «جمال» نفسه، والأمثلة كثيرة للغاية، فأحمد عز عاد لسوق الحديد، والدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، ذهب لتقديم المرافعة فى إحدى قضايا القتل فى الغربية، وزكريا عزمى، رئيس ديون مبارك الجمهورى، لم يخجل فى الظهور أمام وسائل الإعلام للإدلاء بصوته فى الانتخابات البرلمانية السابقة، منتقدًا ضعف إقبال المصريين على المشاركة فى العملية الانتخابية. الأسماء المشار إليها قرروا السير على نهج رئيسهم وقائدهم مبارك الذى أعلنها فى ذروة الثورة، أنه سيعيش على أرض مصر، وسيموت فيها!.. فيما يبقى أمام «جمال» خيار آخر، هو مخالفة وصية والده ومغادرة البلاد للعمل فى مكان آخر بعيدًا عن مصر وشعبها، والعودة إلى العاصمة الإنجليزية لندن للنقطة التى بدأ منها عمله من قبل. أوروبا وأمريكا ليستا متاحتين بالنسبة لنجل الرئيس الأسبق من أجل إنشاء استثماراته، وبالتالى فالعطاء ربما يرسو على دول الخليج العربى التى كانت معارضة لفكرة إسقاط مبارك، وهناك من هم وقفوا بجوار مبارك ونجليه، ويعتبر فريق الدفاع الكويتى عن مبارك المثال الأكبر على الموقف الخليجى تجاه نظام مبارك الذى قد يفتح المجال أمام الابن جمال مبارك من أجل الشروع فى تنفيذ مشروعاته الاقتصادية.
القصر3 «آسفين يا ريس» هتفت: «الرئاسة فى انتظارك» بعد تبرئته فى «أرض الطيارين»
«يا جمال يا ابن مبارك الرئاسة فى انتظارك».. هذا الهتاف ردده أحد الحاضرين فى ساحة محاكمة كل من جمال مبارك وعلاء مبارك وأحمد شفيق فى القضية المعروفة إعلاميًا بقضية «أرض الطيارين» فى التاسع عشر من ديسمبر عام 2013.. هتاف عابر لكنه يعرى أنفس من قالوا «آسفين ياريس» بعدما أطاح الشعب بمبارك الأب، ويكشف جزءًا مما تحويه صدورهم، فهم ما زالوا يصرون على الاحتفال بالمناسبات الخاصة لعائلة مبارك، وآخرها كان الاحتفال بالحفيد الجديد الذى أنجبه جمال فى غفلة من أيام السجن.
إذن فاعتبار «القصر» أحد المصائر التى قد يسلك جمال مبارك الطريق إليها عندما تنقضى الدعوات القضائية التى يحاكم فيها، بحلول الانتخابات الرئاسية المقبلة فى عام 2018، أو فى الفترة الرئاسية التى تليها، أمرًا ليس بخيال، لأن هناك من لا يزالون يقولون «آسفين يا ريس»، لكن هؤلاء لن يكونوا العامل الوحيد الذى قد يلجأ إليه مبارك الابن فى العودة إلى الكرسى الذى حلم به قبل أن تقوم الثورة وتطيح به، ومعه أبوه، وكل من شارك فى الحلم.
الثورة خارج البرلمان، الثورة التى أطاحت بحلم جمال مبارك أصبحت الآن خارج المعادلة السياسية، بعدما فاز بعضوية مجلس الشعب ما يقرب من 200 نائب، ولاؤهم للحزب الوطنى وسياساته، بل فاز هؤلاء الذين اعتبروا أن ثورة الخامس والعشرين من يناير مؤامرة كبرى شاركت فيها العديد من الدول للإطاحة بمصر، هذه الدلالات تشير إلى أن المعادلة السياسية تعود إلى الوراء، على العكس من الأحاديث الصاخبة التى قالت «لا عودة إلى ما قبل 25 يناير»، هذه الدلالات لا تجعل الباب مغلقًا فى وجه نجل الرئيس الأسبق حسنى مبارك ليفكر مجددًا فى حلمه القديم.
على الصعيد الإعلامى جرى تناول فكرة «عودة جمال مبارك للحكم» أكثر من مرة، فهناك العديد من التقارير الصحفية التى تناولت حالة من الجدل بين فقهاء القانون والدستور حول إمكانية ترشح مبارك الابن لرئاسة الجمهورية فى 2018 أو ما بعد ذلك، وأكد البعض خلال تلك التقارير أن جمال مبارك ليس أمامه أى معوقات قانونية أو دستورية لكى يترشح لمنصب الرئيس، فيما رأى البعض الآخر أن المادة الأولى من القانون 22 لسنة 2014 تُعد معوقًًا أمام «جمال» فى أن يتقدم للانتخابات الرئاسية، حيث تنص على أنه ضمن شروط الترشح ألا يكون قد حكم عليه فى جناية أو جريمة مخلة بالشرف والأمانة حتى لو تم رد اعتباره.
الدلالات على أن هناك أشخاصًا مازالوا يحلمون حلم عائلة مبارك القديم «وصول جمال لمنصب الرئيس» تشمل أيضًا حضور اسم جمال مبارك فى التوكيلات للترشح للرئاسة، عندما أقدمت مصر على انتخابات رئاسية، سواء فى 2012 التى أتت بمرسى، وكذلك عندما فتح الباب لانتخابات رئاسية عقب الإطاحة بمرسى، حيث نقلت مواقع إخبارية فى 2012 ما يفيد بتحرير 12 توكيلاً لجمال مبارك للترشح للانتخابات الرئاسية آنذاك.
وتفرقت التوكيلات ما بين القاهرة وكفر الشيخ والمنوفية، وإحدى محررات هذه التوكيلات كانت تدعى الحاجة فهيمة مدبولى محيسن من محافظة المنوفية، ربة منزل، وقد زعمت أن ما حركها هو رؤية جاءتها بالمنام فسرتها لها «منجمة» بأن جمال مبارك سيعود نجمه للارتفاع، فى حين تحرك آخر ويدعى عبدالتواب محمد الأسيوطى من محافظة كفر الشيخ، ويعمل مبيض محارة، من منطلق سياسى، حيث قال آنذاك إن جمال مبارك هو الأحق بأن يتولى رئاسة مصر، لأنه كسب خبرات سياسية تؤهله لذلك، وفى 2014 نقلت وسائل الإعلام أن هناك توكيلات تجمع لمبارك الابن، لكن وسائل الإعلام نفسها قالت إن هذا الأمر تحركه جماعة الإخوان لتشويه انتخابات ما بعد الثلاثين من يونيو.
المساعدات التى قد تقدم لجمال مبارك لكى يعيد إحياء حلمه القديم متنوعة المصادر، لعل أغربها ما يمكن أن تقدمه له جماعة الإخوان، مقابل العودة للمشهد السياسى من جديد، فالجماعة لم يكن لديها أى مانع فى ترشح نجل مبارك بالرغم من حملات رفض التوريث التى قادت إلى 25 يناير.
وقد قال مرشد الجماعة محمد بديع فى تصريح شهير قبل الثورة: «لا نعارض ترشح جمال مبارك لمنصب الرئيس على أن يعامل معاملة أى شخص آخر»، وفى حوار لآخر رؤساء الحزب الوطنى الدكتور حسام بدراوى قال إن الإخوان طلبوا منه الوساطة لإعلان دعمهم لترشح جمال مبارك بشرط أن يترك أمامهم المجال العام للعمل السياسى، مما يفتح الباب أمام إمكانية التقاء حلم الطرفين مجددًا.
الإخوان هم أبعد نقطة فى حبل الوسائل المساعدة التى قد يلجأ لها جمال مبارك، فى ظل تبرئة جميع مهندسى مشروع التوريث من القضايا التى دفعت بهم سابقًا إلى السجن، ولعل أبرز ضيوف قائمة مهندسى هذا الحلم، المهندس أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى، الذى لم يكل من السعى وراء الأضواء السياسية لخوض الانتخابات البرلمانية التى انتهت قبل أيام، إلا أن القضاء منعه من الترشح للانتخابات.
لكنه ووفقًا لوسائل إعلام متعددة لم يكل، بحثًا عن النفوذ السياسى بإجراء اتصالات لشراء ولاء بعض النواب الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية، بل تفاخر بمن رباهم على يده فى الحزب الوطنى عندما ظهر بأحد اللقاءات التليفزيونية، وقال آنذاك: «إن سعى الأحزاب وراء نواب الحزب الوطنى لضمهم وخوض الانتخابات البرلمانية بهم هو بمثابة شهادة لهؤلاء النواب بالكفاءة»، مما يعنى أن «عز» لم يكتفِ بعد بما مارس من أدوار مختلفة، بل مازال يفكر فى المزيد.
«عز» ليس رجل الأعمال الوحيد الذى يدين بالولاء لنظام مبارك، بل هناك الكثيرون من أمثال «عز»، والذين انتفعوا من وجودهم بالحزب الوطنى، وتحولوا بتحول الأنظمة، ليس ولاء لأى نظام جديد، بل ولاء لاستمرار سياسات هى الأحب إليهم، مما يشير إلى أن هناك الكثيرين مثل «عز» قد يفضلون عند لحظة معينة عودة أصحاب هذه المدرسة السياسية إلى سدة الحكم، ويسخرون أدواتهم الإعلامية والسياسية لتحقيق حلم «أسرة مبارك».
من الخارج قد يأتى الدعم من الدول التى رفضت الربيع العربى، وتحديدًا الدول الخليجية التى كانت تجد مصالحها مع نظام مبارك، خصوصًا الدول التى كان دعمها لنظام مبارك ممتدًا لدرجة القبض على منسق الجمعية الوطنية للتغيير فى 2010 أسامة مشرف، الذى كان يجمع توقيعات على بيان التغيير الذى تبنته الحملة، ومعها الدكتور محمد البرادعى آنذاك، ودول أخرى لا تخجل من احتضان رموز نظام مبارك لديها، وإعطائهم الأمان الكافى، وحرية الحركة رغم ملاحقتهم قضائيًا فى القاهرة، ودول عرضت وفقًا لما تم تداوله فى وسائل الإعلام أموالاً للإفراج الصحى عن مبارك إبان فترة حكم المجلس العسكرى.
الأمر برمته قد يعد سيناريو افتراضيًا ضمن سيناريوهات قد يتجه إليها نجل الرئيس الأسبق الذى حلم بالكرسى الأعلى فى مصر، وذهب إلى السجن بحكم ثورة شعبية ومعه رجاله، لكن القضاء الشامخ برأ ساحتهم مما نسب إليهم من اتهامات حتى يعودوا إلى مقاعدهم، وحلم الرئاسة كان أحد المقاعد الذى شغل بال مبارك الابن وحاشيته، لكن يظل الأمر لا يتعدى مجرد الافتراض، لأنه لا يمكن لأحد أن يتوقع ردة فعل الشعب المصرى، ولا أحد يقدر أن يجزم بنوايا جمال مبارك نفسه للعودة إلى هذا الحلم، كما لا يمكن لأحد أن يجتزئ المشاهد التى تناثرت من الانتخابات البرلمانية، والتى تنبعث منها رائحة رجال جمال مبارك والحزب الوطنى، لتبقى المعادلة برمتها غاية فى الصعوبة، ولن يفك طلاسمها إلا الأيام، فلا أحد يعلم من أين ستأتى المفاجأة فى ظل حياة سياسية متقلبة منذ 2011.
1982 تخرج فى الجامعة الأمريكية فرع إدارة الأعمال وعمل فى بنك «أوف أمريكا»
2000 انضم للحزب الوطنى
2007 تولى أمانة السياسات
27 ديسمبر 1963 ولد جمال مبارك بالقاهرة
6 قضايا تمت محاكمته فيها: قتل المتظاهرين «قضية القرن» - فيلات شرم الشيخ - الكسب غير المشروع - أرض الطيارين - قصور الرئاسة - التلاعب فى البورصة
5 فبراير 2011 استقال من الحزب
13 إبريل 2011 تم حبسه
3 أغسطس 2011 بدأت محكمة القاهرة نظر قضية القرن
26 يناير 2015 تم إخلاء سبيله لانقضاء مدة الحبس الاحتياطى
12 إبريل 2015 ظهر جمال فى عزاء والد مصطفى بكرى
13 أكتوبر 2015 غادر سجن طرة لانقضاء مدة عقوبة قصور الرئاسة
9 مايو 2015 عاد لسجن طرة فى قضية قصور الرئاسة
موضوعات متعلقة...
- اليوم السابع: خطط جمال مبارك فى البزنس والسياسة
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed Ibrahim
يا ريت السيناريو ده يحصل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى عبدالله مصطفى
لا مانع من الترشح للرئاسة !
عدد الردود 0
بواسطة:
ممدوح محمد
المهم مستقبل مصر وليس مستقبل جمال مبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
صبحي حسن صباح
ليه
عدد الردود 0
بواسطة:
صبحي حسن صباح
ليه
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرحمن حسن نصر محمد
عوده نظام مبارك ونجله
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
انا شايف لو جمال مبارك هيصلح اخطاء الماضى يبقى رئيس من بكرة بدل العيشة اللى عايشبنها دى
عدد الردود 0
بواسطة:
farid
الفيلم كدة اكتمل! نبهدل المصريين ونغلى الاسعار وبطالة واستهزاء بالشعب وبعدين جمال مبارك يبقى رئيس
بالذمة دى دولة ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
هند اسماعيل مصطفى عبد الحق
نرفض المال السياسى
عدد الردود 0
بواسطة:
الاصيل
نتمناها جمال مبارك رئيسا لمصر
قول يارب هو الافضل وهيبقى انتصار لمصر