رواية"آخر أسرار الهيكل" تؤكد: إسرائيل كذبة ولا تريد السلام للعالم

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2015 05:00 ص
رواية"آخر أسرار الهيكل" تؤكد: إسرائيل كذبة ولا تريد السلام للعالم غلاف الرواية
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"داخل الزنزانة..حدق الضابط الإسرائيلى، إلى الشاب الفلسطينى ونظر إلى وجهه المحمر وسرواله القصير ويده المكبلة، وكان صوت مضغه للّبان يتردد فى الغرفة وكأنه صوت أقدام تغوص فى الوحل، مرت نصف دقيقة ثم نهض وهو يئن منزعجًا، وحذره أنه إن حاول القيام بشىء سينال لكمة أخرى أسوأ من الأولى، ثم غادر الغرفة" .

هذا مشهد من رواية "آخر أسرار الهيكل"، تأليف الكاتب البريطانى وعالم المصريات "بول سوسمان"، صادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، ترجمة زينب جابر إدريس، ومراجعة مركز التعريب والبرمجة، والرواية منعت إسرائيل نشرها ودخولها فلسطين.

تدور أحداث الرواية حول جريمة قتل غامضة لعجوز مصرى ذى أصول أجنبية يدعى "بيت جانسن"، حيث تم إيجاد جثته بين أنقاض موقع أثرى بمدينة الأقصر، وعند التحقيق فى القضية يتذكر الضابط "يوسف خليفة" جريمة قتل أخرى حدثت منذ سنوات وانتهت بتلفيق التهمة لشخص برىء.

أصر الضابط على فتح ملف القضية القديمة رغم معارضة رؤسائه، وتتوالى الأحداث ويضطر أن يتعاون فى القضية مع ضابط إسرائيلى متشدد يدعى "آرييه بن روى"، ومن ناحية أخرى تربطهم علاقة مع صحفية فلسطينية وهى "ليلى المدنى" التى اشتهرت بمقالاتها المهاجمة للاحتلال الصهيونى.

تتسلم ليلى رسالة من مجهول مرفقة بمخطوطة سرية من القرون الوسطى، وذلك المجهول الذى يملك معلومات خطيرة وسرية تكشف ادعاءات الصهاينة التاريخية، يريد إيصالها لزعيم جماعة تقوم بتفجيرات ردًا على هجمات الإسرائليين الوحشية، ويطلق على الزعيم اسم "الملثم"، وأقامت معه ليلى حوارًا صحفيًا من قبل.

وفى ظل تتبع ليلى لكشف أسرار الوثيقة، وتتبع "خليفة" و "بن روى" لجريمة القتل، تقودهم الأحداث للرجوع إلى القدس القديمة، والحروب الصليبية خاصةً على القدس، وطائفة الكاثار الدينية التى اعتبرتها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية طائفة متطرفة وخارجة عن الدين المسيحى، بالإضافة إلى الفاشيين والنازيين، ومشاهد من الحرب العالمية وممارسات القتل البشعة فى معسكرات الاعتقال، فالأبطال الثلاثة فى الرواية يحاولون الكشف عن لغز عمره ألفين سنة، وعن كنز قديم يتضح فى النهاية أنه "التطهر والسلام".

منع الرواية
الرواية منعتها إسرائيل، على الرغم من حملها رسالة للسلام والتطهر من الكراهية والبحث عن التصالح مع النفس، ولكن ربما تكون هذه الرسالة هى سبب المنع فى الأصل، فبعد تطهر الضابط اليهودى من كرهه للفلسطينين والعرب وإنقاذه للضابط المصرى "خليفة" من الموت، ربما يكون لها الأثر على قارئيها فتُفسد الخطة التى طالما اتبعتها إسرائيل على مر التاريخ، وهى سياسة "فرّق تَسُد" التى تبث من خلالها روح الكراهية والجشع والحقد.
وربما منعتها لأنها توضح الأساليب البشعة فى التعذيب، وأنه لا فرق بين أطفال ونساء وشيوخ ورجال فى الهجمات التى تشنها ضد المواطنين الفلسطينيين، كما توضح الجانب النازى فى احتلالها للأراضى الفلسطينية بشكل جرىء وصريح، وربما أيضاً منعتها بسبب ما ورد من بحث فى التاريخ وإثارة تساؤلات حول اليهود والأسرار القديمة.

وإن كان الكاتب، كتب الرواية بصيغة محايدة يبحث من خلالها التوصل إلى اتفاق دائم بين فلسطين وجيش الاحتلال، فـ"الصهاينة" بعنادهم الدائم لا يعرفون معنى للسلام سوى القتل، وهذا ما تكشفه الروايات والكتب والأبحاث والآراء التى تؤكد أنه لا سلام مع إسرائيل.

وفى النهاية تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة فقد أثارت هذه الرواية الجدل وهزّت الكيان الصهيونى الذى يثبت ضعفه وخوفه يومًا بعد يوم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة