تصريحات غير مسئولة
حيث ندد المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الأمير زيد بن رعد، بتصريحات ترامب ووصفها أمام مجموعة من الصحفيين فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك، تصريحات بأنها "غير مسئولة على نحو جسيم"، لأنها قد تتسبب فى الأذى للمهاجرين ويتلاعب بها المتطرفون الذين يسعون "لدق إسفين" بين الحكومات الغربية والمواطنين المسلمين.
وأضاف بن رعد أن تعليقات المرشح الجمهورى، الأوفر حظا، تتعارض مع التقاليد الأمريكية للحرية الدينية والسياسية. وتابع "الولايات المتحدة جمهورية تقوم على كرامة وحقوق الفرد.. أن خطر التنصيف يتعلق بالتجريد ويمكن أن يؤدى إلى إيذاء الأبرياء".
وتابع بن رعد، عضو العائلة الأردنية المالكة وعمل كسفير لعمان فى الأمم المتحدة، إنها مأساة مزدوجة عندما يعانى الأبرياء بسبب رد الفعل على أعمال أولئك الذين يرتكبون العنف وقتل المدنيين.
دعوات لرفض ترشح ترامب
وبدورها، دعت صحيفة "واشنطن بوست" الحزب الجمهورى إلى رفض ترشح دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم، الأربعاء، أن أغلب المتسابقين للحصول على ترشح الحزب فى الانتخابات، والذين يفهمون المعايير الدستورية والديمقراطية والإجتماعية، وهو ما يفتقره ترامب، قد أدانوا دعوته الأخيرة.
ومن المبهج أن يدين معارضو ترامب ما قاله، لكنه يثير تساؤلا هاما: فلو كان ما يتفوه به ترامب جنونيا وعدائيا كما يقول خصومه وهو كذلك بالفعل، ألا يتعين عليهم أن يوضحوا أنهم سيعارضونه لو أصبح مرشحا للحزب. وأضافت الصحيفة قائلة إنه مع اعتراف منافسى ترامب الجمهوريين بأن هناك ثمنا حقيقيا يمكن أن يدُفع نتاج خطاب الكراهية والتعصب والغضب، فإن انتقاده لم يعد كافيا، وحان الوقت لكى يقولوا بوضوح أن ترامب لعنة للحزب الجمهورى ولأمريكا.
ترامب فاشى مثل موسولينى
من ناحية أخرى، شبه دانا ميلبانك، الكاتب بالصحيفة، ترامب بالديكتاتور الإيطالى الراحل بنيتو موسولينى، وقال أن وجه الشبه بين الاثنين لا يقتصر على الأشياء السطحية مثل تلويحه الدائم بيده اليمنى وحديثه عن "النجاحات الهائلة" وعن "غباء" معارضيه. لكن اقتراحه الأخير بمنع دخول المسلمين لأمريكا يشير إلى إيحاءات فاشية واضحة.
وأشار الكاتب إلى أن ترامب كان يتبنى هذا النهج منذ فترة، بدءا من تعهده باعتقال وترحيل كل المهاجرين غير الشرعيين، حيث قال من قبل إنه سيجبر كل المسلمين على التسجيل على قاعدة بيانات. وعلق المؤرخ العسكرى ماكس بوت عليه قائلا إنه ترامب فاشى، وهو ليس وصفا فضفاضا له بل هو كذلك بالفعل. فترامب يستخدم العديد من الأدوات الفاشية مثل ازدراء الحقائق ونشر الشعور بالخوف وتصوير أنصاره كضحايا وإلقاء اللوم على أطراف خارجية أو غريبة، والقول بأن شخصيته القوية وحدها القادرة على إنهاء الأزمة، ويتبنى العنف مثلما حدث عندما تم استهداف شخص أسود فى إحدى فعاليته الانتخابية، وهو الآن يطرح فكرة جعل دخول أمريكا محظورا على أتباع أحد الأديان
مساعى لمنع دخوله لمدن أمريكية
من ناحية أخرى، قالت شبكة "سى أن إن" الإخبارية الأمريكية أن دعوة المرشح الجمهورى المحتمل دونالد ترامب لمنع دخول المسلمين إلى أمريكا قابلها رد فعل عنيف من عمد بعض المدن الأمريكية الذين دعوا بدورهم إلى منع دخول المرشح لتلك المدن بسبب خطاب الكراهية الذى يتبناه.
وقال عمدة مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، الديمقراطى مايكل نوترن، إنه لو كان يملك السلطة اللازمة، فإن المنع الوحيد الذى سيحدث سيكون منع ترامب من دخول المدينة، وأضاف قائلا "ليس لدينا مكان لأى نوع من الغباء هنا". كما أطلق عمدة مدينة أخرى بولاية بنسلفانيا بيانا وصف فيه ترامب بأنها غبى. ويوم الاثنين الماضى، نشر عمدة سان بيترسبيرج فى ولاية فلوريدا، ريك كريسمان، تغريدة قال فيها إنه سيمنع المرشح الجمهورى من دخول المدينة حتى "نفهم تماما التهديد الخطير الذى يمثله كل أمثال ترامب".
عضو مسلم بالكونجرس يتلقى تهديدا بالقتل
وفى مؤشر خطير على مدى التهديد الذى تمثله مواقف ترامب من المسلمين، قال عضو الكونجرس الأمريكى أندريه كارسون، وهو واحد من اثنين فقط من الأعضاء المسلمين فى الكونجرس، إنه تلقى تهديدات بالقتل، مع تزايد خطاب الكراهية ضد الإسلام داخل الولايات المتحدة. وأوضح كارسون فى تصريحات لشبكة سى.إن.إن، الإخبارية، الثلاثاء: "تلقيت تهديدات بالقتل أمس فى مكتبى الخاص، وهذا يرجع إلى حد كبير لهذه البيئة السامة.. ما يقلقنى هو تلك الغوغائية الصادرة عن أشخاص يسعون ليصبحوا رؤساء للولايات المتحدة". وأضاف أن هناك ساسة آخرين ممن يلحقون بالموجة لتأجيج نيران الغضب.
استحسان بعض الأمريكيين لموقف ترامب
وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه برغم بشاعة تصريحات المرشح الجمهورى المرتقب، دونالد ترامب بدعوته لعدم دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، إلا أنها ربما تلقى استحسانا لدى ما يقرب من 55% من الأمريكيين الذين لديهم آراء سلبية عن الإسلام.
وأضافت الصحيفة أن استطلاع للرأى أجرته منظمة "يوجوف" فى وقت سابق من العام الجارى أظهر أن 55% من الأمريكيين الذين خضعوا لهذا الاستطلاع كان لديهم رأى "سلبى" عن الإسلام، لافتة إلى أنه بالتدقيق فى آراء هؤلاء، تجد أن مشاعر الإسلاموفوبيا شائعة بين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم من 45 عاما وأكبر، والجمهوريين والبيض.
لكن فى المقابل، قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية أن عشرات الآلاف من الأشخاص وقعوا على عريضة على الأنترنت لمنع دونالد ترامب، المرشح الجمهورى المرتقب لانتخابات الرئاسة الأمريكية من دخول المملكة المتحدة وذلك بعد دعوته لمنع المسلمين من دخول أمريكا.
وأضافت الصحيفة أن ما يقرب من 30 ألف شخص وقع على هذه العريضة، وهذا يشكل ضعف الرقم الذى يدفع الحكومة للاستجابة، لافتة إلى أن المستشار جورج أوزبورن، أغلب الظن سيتم سؤاله عن هذا الأمر عندما يجيب على أسئلة رئيس الوزراء اليوم فى البرلمان.
وأوضحت الصحيفة أن العريضة تقدمت بها سوزان كيلى، ناشطة بالمجتمع وجاء بها "المملكة المتحدة منعت العديد من الدخول لاستهدامهم خطاب كراهية، ونفس المبادئ يجب تطبيقها على أى شخص يريد الدخول إليها."
وأشارت الصحيفة إلى أن العريضة تناقش فى البرلمان وتستوجب رد من الحكومة بمجرد أن يوقع عليها 10 ألاف شخص، وإذا تجاوز عدد التوقيعات الـ100 ألف توقيع، فهذا يجعل الموضوع محل نقاش فى مجلس العموم.
موضوعات متعلقة..
"عمد" مدن أمريكية يسعون لمنع دخول ترامب إليها ردا على عنصريته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة