أمريكا وداعش يخرجان من ضلع واحد، صفته أنه أعوج، فقد أوجدت أمريكا تنظيم داعش وجعلته شوكة فى ظهر الدول العربية، وبالتالى ورث منها طريقة تفكيرها وإعلامها العنصرى الذى يقوم على إضاعة الحق وإشعال الفتنة.
فى الفترة الأخيرة وقع حادثان مؤلمان الأول راح ضحيته ثلاثة مسلمين يدرسون فى مدينة تشابل هيل بولاية كارولينا الشمالية، وهم السورى ضياء بركات وزوجته الأردنية يسر أبو صالحة وشقيقتها رزان، الذين قتلوا برصاص المواطن الأمريكى "هيكس" فى ولاية كارولينا الشمالية.. والحادث الثانى ما قام تنظيم داعش باختطاف 21 مواطنا مصريا قبطيا يعملون فى ليبيا وهددوا بقتلهم، هذان الحادثان تعامل معهما الإعلام الأمريكى والداعشى بصورة عنصرية لا تقل عما يفعله المجرمون أنفسهم.
الإعلام الأمريكى يحاول أن يرجع حادثة قتل المسلمين الثلاثة إلى خلاف بين القاتل والضحايا حول استخدام موقف للسيارات من قبل زوار القتيل الذى كان يقطن فى تجمع سكنى للطلاب الجامعيين، وذهب فريق آخر من الإعلام للتمهيد بأن القاتل مصاب باضطراب وهوس نفسيين، حيث نشرت إحدى الصحف الأمربكية، نقلا عن سينثيا هيرلى، الزوجة السابقة لـ"هيكس"، أنه كان مولعا بمشاهدة فيلم الجريمة "السقوط" الذى لعب فيه الممثل مايكل دوجلاس دور شخص مطلّق وعاطل عن العمل يصاب بنوبات من الهياج تدفعه إلى إطلاق النار.
أما الإعلام الداعشى فقد تعامل مع أزمة اختطاف الـ21 مصريا فى ليبيا بربطها بـالثأر لكاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، وعليه فإن تنظيم داعش يبحث عن أدلة وبراهين لا علاقة لها بالواقع فالقضية التى يتحدث عنها حدثت منذ نحو 5 سنين، حتى أن المصريين مسلمين ومسيحيين نسوا هاتين الواقعتين، فإذا بداعش تبحث عن هذه الأسباب كى تنبش فى الماضى فتثير نوعا من الفتنة بين أفراد المجتمع المصرى.
صحيفة إسبانية: اختطاف 21 قبطيا فى ليبيا اختبار للرئاسة المصرية