فى صعيد مصر لا معنى أن يقام سرادق للعزاء قبل القصاص..
الآن وبعد الضربة الجوية السريعة والحاسمة التى دك من خلالها الطيران المصرى ميليشيات داعش فى ليبيا، تستطيع أن تقولها «البقية فى حياتكم يا مصريين»، ولكن تذكروا أن فى أوقات الحرب لا وقت للدموع، البقية فى حياتكم والعار على كل من ساند وشجع ودعم داعش وميلشيات ليبيا من الإخوان والمزايدين وغيرهم من أصحاب المصالح والهوى، العار على كل من يرى وطنه يخوض هذه الحرب ورغم ذلك مصمم على السير فى طريق الخلافات والمزايدة والشماتة.
العار على كل متعاطف يتخيل أن الدواعش ومن يناصرهم من إخوان مسلمين عبر الفضائيات أو بالقتال تحت اسم قوات فجر ليبيا يتكلمون باسم الدين أو يدافعون عن الإسلام أو يبحثون عن إعادة بنات المسلمين كما يروجون، فهل ينصر دين بعث صاحبه عليه الصلاة والسلام بالرحمة للعالمين بالذبح والدم؟!
العار على هذا العجز الرسمى والحكومى الذى أوصلنا لنرى بعيوننا مشهد إعدام 21 مواطنا مصريا رغم تكرار حادثة الاختطاف 12 مرة منذ إبريل 2012 وحتى هذه اللحظة، والذى يجعل السفير بدر عبد العاطى يخرج لنا معلنا بفخر أنه يتابع أخبار الصيادين المختطفين فى مصراتة عبر شاشات التلفزيون ولا يعرف شيئا عن مصيرهم.
العار الذى أوصلنا للعيش وسط مجموعة من البشر لا تفهم لهم منطقا ولا اتجاها، سوى أنهم بعثوا للمزايدة ويتربحون من خلالها شهرة أو مالا، أو تعويضا لنقص نفسى أصابهم فى الصغر، فتسمع كلمتهم وعكسها فى أقل من يوم واحد مثلما حدث بعد أزمة قتل المصريين فى ليبيا:
- بعد نشر فيديو الذبح مباشرة ترتفع أصواتهم قائلة: فين الرد، السيسى جبان، مصر ضعيفة، نتحداه لو كان يملك القدرة على الرد، ثم يستيقظون من نومهم ويجدون أخبار الضربة الجوية تملأ السماء، فيصرخون قائلين: الرئيس يجرنا إلى الحرب.
- بعد فيديو الذبح، يصرخون : ليس لدينا أجهزة معلومات، يا عينى عليك وعلى بختك يا مصر، وبعد ظهور تقييم الضربة ومدى دقتها فى إصابة الأهداف، يرتبكون صارخين: يعنى دلوقت عارفين تضربوا وعندكم معلومات دقيقة للأهداف لماذا لم تستخدموها من قبل؟!
- بعد فيديو الذبح يصرخون وينظرون قائلين: ليبيا أصبحت أرضا للإرهاب، ومخزنا للسلاح ومصدرا للخطر على مصر والمنطقة، لابد من سحقهم، ثم تحدث الضربة الجوية، وتدك الطائرات معاقل السلاح والإرهاب، فيصرخون بعيون دمعها زائف: حرام عليكم بتضربوا الأراضى الليبية.
- بعد فيديو الذبح يظهرون على الشاشات ويرفعون أيديهم للسماء قائلين: يا رب ليه إحنا مش زى الأردن، انتقمت بسرعة لمقتل معاذ الكساسبة، بينما نحن نكتفى بالخطابات فقط، ثم فجأة وبعد أن جاء الرد المصرى أسرع من الرد الأردنى، يظهرون على نفس الشاشات قائلين: يعنى إيه التسرع ده، مافيش عقل وهدوء.