يوسف أيوب يكتب عن سيناريوهات سقوط مصر والسعودية بالتورط فى العراق وليبيا واليمن.. سيطرة الحوثيين ومعارك مستقبلية مع القاعدة تدفع لدخول الرياض فى حرب ترهق ميزانيتها.. وباب المندب محاولة لجر مصر

الخميس، 19 فبراير 2015 10:54 ص
يوسف أيوب يكتب عن سيناريوهات سقوط مصر والسعودية بالتورط فى العراق وليبيا واليمن.. سيطرة الحوثيين ومعارك مستقبلية مع القاعدة تدفع لدخول الرياض فى حرب ترهق ميزانيتها.. وباب المندب محاولة لجر مصر تفجير بالعراق
كتب يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوسف أيوب- 2015-02 - اليوم السابع
لا يمكن النظر لما يحدث فى اليمن وليبيا والعراق فى الوقت الراهن بمعزل عن بعض المخططات التى عادت لتنشط فى اتجاه توريط المنطقة فى حرب إقليمية تأتى بانعكاسات سلبية على الدولتين الأكبر عربياً وهما مصر والسعودية، وتشارك فى هذه المخططات دول إقليمية على رأسها تركيا وقطر تدفع باتجاه تأزيم الأوضاع العربية، من خلال دعم ميليشيات مسلحة بالمال والإعلام لنشر الفوضى والإرهاب، واستهداف للمصالح المصرية والسعودية فى البلدان الثلاثة التى تشهد حالة من الانفلات الأمنى بعد سيطرة الحوثيين على الأوضاع باليمن، والإخوان عبر الميليشيات المسلحة على الوضع فى ليبيا.
الانفلات فى ليبيا واليمن والعراق هدفه بالأساس توريط السعودية ومصر فى حرب إقليمية يكون طرفها الأساسى عرب، من خلال استخدام الميليشيات المسلحة، وحتى تسقط الرياض والقاهرة فى دائرة الفوضى، أو فوضى الميليشيات والحروب الأهلية بعدما فشلت المخططات الأمريكية بتطبيق نظرية الفوضى الخلاقة، التى واجهت رفضاً عربياً قادته الثورة المصرية فى 30 يونيو 2013 ضد نظام الإخوان المدعوم أمريكيا.

ربما لا يروق للبعض الحديث عن فكرة المؤامرات أو المخططات الخارجية، خاصة إذا ما كان الحديث منصباً على تصورات مستقبلية، لكن الواقع يؤكد أننا أمام سيناريوهات لأعراض عربية لم يكن للعرب دور فى تحديدها، وإنما فرضت عليهم من الخارج وفق تصورات محكمة، والدور العربى الوحيد فيها هو التطبيق والتمويل، وهو ما يتضح إذا ما أمعنا النظر لخريطة الأحداث وتطوراتها ليس فى الدول الثلاثة فقط، وإنما على المسرح العربى بشكل كامل، فسوريا ليست بعيدة عن الأمر، لكن لوجود إسرائيل بجوارها ربما هو الذى ساعدها على البقاء حتى الآن فى مواجهة هذه المخططات، لأن واشنطن وأصدقاء تل أبيب فى المنقطة سيفكرون كثيراً قبل أن يصلوا بجماعات إرهابية إلى الحكم فى الدولة المجاورة لإسرائيل.

لنبدأ إذن بمصر، التى تواجه إرهاباً بالداخل مدعوما من قوى إقليمية، فمصر وجدت نفسها أمام تحدٍ آخر وتحديات تلوح فى الأفق لخوض حرب خارج الحدود، رداً على إقدام تنظيم داعش ليبيا على ذبح 21 مواطناً مصرياً، فى واقعة وصفها المحللون بأنها تهدف بالأساس إلى جر مصر إلى المأزق الليبى، ودفعها للدخول فى حرب ضد الاشقاء الليبيين تستهدف استنزاف القدرات المصرية، فضلا عن تشويه سمعة مصر باعتبارها تحارب أشقاء عرب، دون النظر بالطبع، لأن الحرب فى أساسها هى ضد إرهاب الذى تعانى منه مصر وليبيا أيضاً، لكن الآلة الإعلامية المعادية لمصر والممولة من قطر تعمل بقوة للترويج لفكرة أن مصر تحارب الليبيين، وأنها تنتهك السيادة الليبية، وهو ما كشف بشكل سريع الخطة التى كانت تعد لمصر للدخول فى هذه الحرب.

فالمأزق الليبى أصبح عصياً على الحل فى الوقت الراهن، بعدما ترك الناتو الدولة المجاورة لمصر فى حالة من الفوضى لن يمكن القضاء عليها سريعاً وإنما تحتاج لوقت طويل، لذلك كانت الفكرة الجاهزة هو توريط مصر فى المسرح الليبى، لإنهاك القاهرة عسكرياص واقتصادياً، فضلا عن ضرب مراكز الإرهاب أن أمكن.

الوضع فى اليمن ليس بعيداً أيضاً عن مصر، فاليمن تقع على جانب واحد من مضيق باب المندب بالبحر الأحمر، وهو الطريق الوحيد لقناة السويس من آسيا، وبعدما سيطر الحوثيون على الحكم بالقوة فى اليمن كان السؤال الجوهرى، هل سيسيطرون أيضاً على المضيق بما يهدد الأمن القومى المصرى؟.. السؤال مشروع خاصة مع تصاعد الأحداث السياسية فى اليمن، لكن المشروع أيضاً أن نتحدث عن الأسباب التى دعت إلى هذا التصاعد غير المنطقى، والذى يستهدف فى الأساس ليس اليمن فقط وإنما السعودية المجاورة لليمن، وكذلك مصر.

لماذا أقول ذلك، لأن الواقع يشير إلى أن اليمن تسير على خطى النموذج العراقى والسورى، وأن المخطط الحاصل فى المنطقة العربية أكبر بكبير من فكرة أنه صراع يمنى يمنى أو غيره، فهو يستهدف بالأساس إسقاط مصر والسعودية، إسقاط مصر من خلال استهدافها عبر اللعب على وتر مضيق بابا المندب، والسعودية من خلال خطة محكمة يراها كثير من المتابعين للوضع أقرب للحدوث على أمل الوصول إلى النتيجة المرجوة من هذه القوى التى لا تريد لمصر والسعودية البقاء أقوياء.

ومن مظاهر المخطط لتقسيم السعودية هو ما حدث بالعراق التى شهدت تقسيماً طائفياً بين الشيعة والسنة والأكراد والتركمان وغيرهم، والآن بعد ظهور داعش بصورة مفاجئة كقوة غير متخيلة ومنحها قدرة السيطرة على مناطق واسعة من العراق، والسعى لأجل تهديد المناطق الشيعية دون إسقاط الكثير منها وبينها العاصمة "بغداد"، يتفاعل هذا التقسيم الذى كان فى البداية مجرد تقسيم سياسى لكنه الآن يتحول إلى واقع على الأرض.

واتصالاً بالواقع على الأرض فى العراق وانتشار داعش، فإن السعودية لن تقف صامتة وهى ترى حدودها تقع فى أيدى مجموعة من الإرهابيين، لذلك فإنها ستضطر إلى الدخول فى حرب ضد داعش فى العراق، سواء من خلال مواجهة مباشرة أو بتمويل العناصر السنية المعتدلة، بما يدفع بالأوضاع إلى حروب طائفية طويلة الأمد تستنزف بالطبع الميزانية السعودية.

ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلن على الملأ أنها تخوض حرباً ضد الإرهاب وداعش وتتولى التنسيق الدولى فى هذا الاتجاه، لكن فى الحقيقة تعمل خلاف ذلك، والدليل أن قوات داعش لا تزال حتى اليوم تهاجم المدن العراقية بقوات ضخمة ولا تتعرض لعملية قصف أمريكية واحدة، كما أن داعش لا تزال مستمرة فى عمليات اختطاف الرهائن الأجانب، بما يشير إلى أن الحرب على داعش فى العراق ستظل لسنوات قادمة ولن تنتهى ولن تحسم والهدف من كل ذلك إنهاك المملكة العربية السعودية "ماليا"، وزيادة الضغط عليها ونقل المعركة إلى أراضيها لاحقاً، خاصة أنه قبل شهرين استهدفت داعش نقطة أمنية حدودية سعودية وقتلت 4 بينهم ضابط حدودى سعودى .

هذا هو الحادث الآن فى العراق وهو النموذج الذى تسعى الولايات المتحدة ومعها قطر وتركيا لتطبيقه ونقله إلى اليمن، التى وفقاً للتحليلات ستشهد تحولات سياسية وجيوسياسية على الأرض خلال الأيام المقبلة وفقاً للخطة الموضوعة، التى بدأت بسيطرة الحوثيين على السلطة بالقوة، رغم أن الحوثيين أقل عدداً وتسليحاً من الجيش اليمنى الذى استسلم للأمر الواقع، فى واقعة أثارت استغراب الكثيرين.

وأمام سيطرة الحوثيين ستعود القاعدة مرة أخرى إلى اليمن ربما تحت ستار أو اسم "داعش"، وتبدأ فى السيطرة على عدد من المحافظات الجنوبية التى ترفض الاستسلام للحوثيين، والبداية ستكون فى محافظات مثل شبوة وأبين والوادى بحضرموت والمهرة من الجنوب ومأرب والبيضاء وأجزاء متفرقة من إب، لتبقى اليمن أمام معركة بين الحوثيين الشيعة والقاعدة السنية، وفى هذه الحالة ستتدخل الولايات المتحدة لمواجهة خطر تنظيم القاعدة فى البلد المهم للملاحة البحرية، وحينها ستضطر السعودية إلى الدخول وتحمل تكاليف نفقات الحرب بما يؤرق ميزانية المملكة.

ما بين العراق واليمن ستجد السعودية نفسها محاصرة وفق سياسة الكماشة، أو الخطر الداهم من الناحية العراقية والخطر الداهم من الناحية اليمنية وستدفع مليارات الدولارات على أمل انتهاء الحرب، لكن دون جدوى حينها ستكون "نار" الحرب أضخم من ان تطفئها أى جهود، وستستمر المخططات لتوريط المملكة بدفع المعركة إلى داخل أراضيها، خاصة وأن جهات إعلامية مثل الجزيرة ومن يدورون فى فلكها سيعززون دعمهم لداعش أو القاعدة، فى اليمن، وبعدها ستصل نار الحرب من اليمن والعراق إلى الأطراف السعودية، لكى تغرق المملكة فى الفوضى القادمة من خلف الحدود .

هذه بعض تصورات للمواقع الذى ستعيشه مصر والسعودية وفقا للمخطط لهما من جانب القوى الكبرى التى تستهدف تقسيم الدولتين، ولن ننجح فى كسر هذه المخططات وإفشالها إلا حينما نقطع رأس الإرهاب والفتنة فى المنطقة وأقصد تحديدا قطر وتركيا، لأنهما المنفذان لكل هذه المخططات.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة