وبالغت تلك الصحف فى تحليلها مثل صحيفة "نيويورك تايمز" التى وصلت إلى حد القول بأن البيان يحمل تلميحا بأن دول الخليج تعيد توازن تحالفاتها مع " العتاب" الذى أصدرته المنظمة الممثلة لهم "مجلس التعاون الخليجى" لمصر لانتقاداتها لقطر، والتى كانت منبوذة من قبل من جيرانها فى الخليج لانتقادها القاهرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن دول الخليج بقيادة السعودية والإمارات هم رعاة رئيسيون للحكومة المصرية، وقد ضغطوا حتى الآن على قطر بقوة لتكون معهم على نفس النهج أيضا، إلا أن المجلس دافع عن قطر أمس الخميس، بعد اتهامات مسئول مصرى للدوحة لدعم الإرهاب فى جدال حول الضربات الجوية المصرية هذا الأسبوع ضد أهداف لداعش فى ليبيا.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التحول يعكس على ما يبدو جهود السعودية التى تهيمن على المجلس من أجل توحيد كل الدول السنية العربية ضد ما يرونه تهديدات مشتركة من قبل داعش ونفوذ إيران الشيعية. وتشارك كل من مصر وقطر فى التحالف الذى تقوده أمريكا لمحاربة التنظيم الإرهابى فى العراق وسوريا.
من جانبها، علقت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية على الأمر نفسه، وقالت تحت عنوان "شجار جديد بين مصر وقطر هذه المرة حول داعش" إن علاقة مصر مع قطر التى كانت قد تحسنت على ما يبدو خلال الأشهر الأخيرة قد بردت فجأة مرة أخرى بسبب خلاف حول أفضل طريقة للتعامل مع داعش.
ولفتت الصحيفة إلى أن قطر أعربت عن تحفظات خلال اجتماع بجامعة الدول العربية على رد مصر العسكرى على إعدام 21 من مواطنيها على يد داعش فى ليبيا، وقال مندوب مصر لدى الجامعة إن الانتقاد أظهر دعم قطر للإرهاب، وهو ما أسفر عن استدعاء الدوحة لسفيرها بالقاهرة احتجاجا على هذا التصريح .
ورأت لوس أنجلوس تايمز أن المشاحنة الأخيرة بين مصر وقطر تعكر جهود تحسين العلاقات بين البلدين ومنها جهود الوساطة السعودية. وكانت قطر فى إطار تلك الجهود قد أغلقت قناة الجزيرة مباشر مصر التى كانت الذراع الدعائى للإخوان المسلمين، بينما قامت مصر من جانبها بترحيل صحفى الجزيرة الأسترالى بيتر جريست وأطلقت سراح الصحفيين الآخرين محمد فهمى وباهر محمد.
وفى نفس السياق، قالت وكالة آسوشيتدبرس الأمريكية، إن الخلاف يمثل اشتعالا جديدا فى التوترات بين الإمارة الخليجية الغنية ومصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.
