«من الحب ما قتل ومن الدواء أيضًا»، فالدواء ليس أقراصًا من الحلوى يمكنك «بلبعتها» دون حساب، وليس وصفة طعام يمكنك أن تحصل عليها من أصدقائك، وتجربتها بمنتهى البراءة، فالنشرة المرفقة بداخل علبته لم تكتب عبثًا، وتحذيرات الاستخدام أهميتها تتجاوز الروتين. وعليك التنبه جيدًا، والحذر فى استخدام الأدوية، فاستخدامك المفرط والخاطئ للدواء، واستخدامه فى غير محله قد يدمر أعضاء جسدك ويسبب وفاتك. وقد اعتاد أغلبنا التعامل بتهاون مع كل ما يقع بين أيدينا من أقراص، من دون أن نضع فى الحسبان أن تلك الحبوب الرقيقة قد تتحول فى لحظات أو ساعات أو أيام أو سنوات إلى وحش يختلط بدمائنا ويلتهم صحتنا، خاصة إذا استخدمناه فى غير الغرض الذى صنع من أجله.. فى السطور التالية نعرض لمخاطر الافتكاسات الشائعة والمدمرة فى استخدامات الأدوية.
«بلبعة» المسكنات تهدد حياتك وتدمر الأمعاء والكلى وتشوه الأجنة وتهدد الحمل
المسكنات.. الدواء الذى لا يخلو منه أى بيت مصرى، فالمسكنات هى الحل السهل والبسيط والأسرع للقضاء على كل الأعراض المزعجة، كما يعتقد أغلب المصريين، وهى السبب فى تجاهل زيارة الطبيب، والاكتفاء بالمسكن كعلاج.
هذه الفكرة المترسخة لدى الكثير منا، جعلت استخدامات المسكنات فى منازلنا استخدامات شديدة الخطأ، فالمسكن هو مجرد حل مؤقت لحين العرض على الطبيب، أو حتى التخلص من آثار عملية جراحية، أو عرض لا يمكن التخلص منه سوى بالمسكن.
هذا ما يؤكده الدكتور محمد المنيسى، استشارى الجهاز الهضمى والكبد، عضو جمعية أصدقاء الكبد بلندن، والذى أوضح أن أخطار المسكنات لا تنتهى، فالذى يعتاد المسكن قد لا يستطيع الاستغناء عنه، وهو نوع من الإدمان، ودلالة قوية على ضعف الثقافة الصحية بشكل عام.
ويضيف «المنيسى» أن المسكنات قادرة على تدمير كل أجزاء الجسم، فخطرها لا ينقطع، خاصة على الأمعاء، فهى تحتوى على تركيبات تعمل على إلهاب جدار المعدة، وهو ما يجعل بعضنا يشعر بالحموضة، أو «الحرقان» بمجرد تعاطيها.
ويوضح «المنيسى» أن المسكنات خطرها لا ينقطع على باقى أعضاء الجسم، خاصة الكلى، ولا يخفى على الجميع أن الكلى مركز التخلص من السموم فى الجسم، والمسكنات تدمرها كليًا بالتدريج، وتعاطى المسكنات بشكل مستمر يسبب صعوبة أداء الكلى وظيفتها الأساسية، وهى تنظيف الجسم، لترسب بعض من تركيبها الدوائى على الكلى، مخلفة آثارًا ضارة، كما أن تناول الحوامل المسكنات يؤدى إلى تشوه الأجنة، وتهديد الحمل، مما يدل على خطرها القاتل على الجسم.
ويشير أخصائى الجهاز الهضمى إلى أن إدمان المسكنات يضعف قدرة الجسم على مقاومة الألم والأمراض بالتدريج، لذا تجد مدمنى المسكنات فى زيادة دائمة لجرعات المسكن، كى يتمكنوا من مواجهة الألم.
الفيتامينات قاتلة.. والإفراط فيها يؤدى إلى التسمم والوفاة والسرطان وأمراض الكبد
«ده فيتامين» صك الغفران لتلك الأقراص، وكأن الفيتامينات لا تحمل داخلها سوى الفائدة القصوى دون أدنى خطر على الصحة.
لكن هناك أضرارا عديدة للإسراف فى تناول الفيتامينات والتى ألقى عليها الضوء أخيرا موقع «ميديكال ديلى» الأمريكى. وأكد الكثير من الدراسات أن تناول الفيتامينات مجرد مضيعة للمال، حيث تخرج الفيتامينات الإضافية بسهولة فى البول، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يتناولون كميات كبيرة من الفيتامينات غير الضرورية، فإن هناك عواقب صحية أكثر خطورة تصيبهم، وبحسب الكمية التى يتناولونها والوقت الذى تستغرقه لإحداث التأثيرات الضارة التى قد تصل إلى الوفاة. ووفقًا لموقع «ميديكال ديلى» أوضح باحثون أمريكيون أن الحديد الموجود بالجسم يجب أن يصل إلى حوالى mg» 20» من عنصر الحديد لكل كيلو جرام من وزن الجسم، وأكثر من تلك الجرعة يعرض الإنسان للإصابة بآلام البطن والقىء المستمر، وسرعة التنفس، والغيبوبة. قد يتعرضون لأعراض مثل القىء وحرقان المعدة، والصداع، والأرق، وحصى الكلى، كما يمكن أن يؤدى إلى الإسهال.
وأوضح تقرير نشر أخيرا عبر موقع «Medline Plus» أن الذين يتناولون جرعات عالية من فيتامين «أ» يمكن أن يتعرضوا للآثار الجانبية التالية: الغثيان، والتقيؤ، والإسهال، وفقدان الشهية، والتعب، والصداع، والدوخة، وعدم وضوح الرؤية، وشد العضلات، والحكة وتقشر الجلد، وآلام العظام، وفقدان الشعر، وعدم انتظام الحيض فى النساء، وهشاشة العظام، وتلف الكبد بشكل مؤقت أو دائم. ومن المعروف أن تناول جرعات عالية من فيتامين «أ» يؤدى أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين، وفقًا لموقع بى بى سى نيوز.
ووفقا لبوابة سان فرانسيسكو فإن 3000mg من فيتامين «أ» يوميا هو الحد الأقصى، وأكثر من ذلك يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. وينصح الباحثون باتباع نظام غذائى متنوع، وهو أفضل مصدر لأى من الفيتامينات أو المعادن التى ترغب فى زيادتها.
الكورتيزون يخلصك من النحافة.. ويتركك مريضاً بالسكر وهشاشة العظام
لسنوات ظل ترديد اسم عقار الكورتيزون مصدرًا لقلق الكثيرين، نظرًا لما له آثار سلبية سيئة، من أكثرها ظهورًا زيادة الوزن نتيجة تخزين المياه بالجسم، ومن هنا أطلت الفكرة الشيطانية من رؤوس البعض باستخدام هذا العقار لزيادة أوزانهم، وعلاج النحافة، متجاهلين كمية كبيرة من الآثار السلبية القادرة على الفتك بهم قبل أن ينعموا بكُلياتهم الجديدة! د. عادل محمود، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الروماتزمية بجامعة عين شمس، يؤكد أن تناول الكورتيزون ضرورى لعلاج بعض الأمراض المزمنة، لكن هناك العديد من المضاعفات التى تؤثر على صحة الإنسان نتيجة تناول هذا المركب، ومنها ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر فى الدم، مضيفاً «من مضاعفات تناوله دون إشراف طبى فى علاج أمراض أو مشاكل صحية لا ترتبط بعمل تلك المادة، هو زيادة فرص تعرض المتعاطى له للعديد من الآثار والمضاعفات الخطيرة، أهمها ضعف العضلات والإصابة بمرض السكر، وهشاشة العظام، وزيادة نسب الإصابة بالبكتيريا والفطريات.
«المُلينات» لن تنقص وزنك.. وكليتك هى ثمن تناولها
هناك المئات من الوصفات الطبية والغذائية التى يمكنك التعرف عليها خلال رحلتك فى البحث عن النحافة، وهناك عدد ليس قليلًا من تلك الوصفات يتميز بالانحراف والخطأ الشديد، وبالطبع يأتى الاعتماد على الدواء، خاصة الملينات على قائمة الأساليب والطرق الشديدة الخطورة التى يتم اتباعها لخسارة الوزن، خاصة عندما يكون الاستخدام دون إشراف طبى، وتناولها يتم بطريقة عشوائية. الملينات ليست من العلاجات الخاصة بخسارة الوزن، هذا ما يؤكده أخصائى التغذية دكتور خالد يوسف، موضحًا أن الملين علاج يستخدم فى الأصل لعلاج مشاكل واضطرابات المعدة كالإمساك، ويجب التوقف عن تناوله فور انتهاء تلك الأعراض. أما استخدامه كوسيلة لخسارة الوزن فهو من أكثر الوسائل العديمة الفائدة والفاشلة، بل التى تسبب ضررًا بالغًا، ومن الأخطاء الشائعة تعامل البعض مع تلك العلاجات بتساهل، متجاهلين أثرها العنيف على الكلى، والذى قد يؤدى إلى إصابتها بالحصوات والأمراض الخطيرة التى تهدد سلامتها. كما أن تلك الوسيلة تعد من الوسائل الفاشلة فى خسارة الوزن، وكل ما تفعله هو تخليص الجسم من وزن زائف عبارة عن مياه فقط، يسهل تعويضها بمجرد تناول الماء والسوائل، حيث إنها لا تؤثر نهائيًا على كتلة الدهون بالجسم، ولا تساعد على خسارتها أو خسارة الوزن فعليًا.
استخدام مضادات الاكتئاب لزيادة القدرة الجنسية يصيبك بالخرف والزهايمر
صديقك الوفى أطبق يديك على قرص مغلف ونصحك بتناوله وأشاد بقدرته على علاج سرعة القذف التى تعانى منها!
ما قدمه لك غالبا قرص من مضادات الاكتئاب أو الحساسية، التى اكتشف البعض أخيرا قدرتها على زيادة مدة انتصاب العضو الذكرى للرجال، وعلاج سرعة القذف لديهم، وما إن شاع الخبر حتى هرع طابور منهم لالتهام حباته وقت الحاجة.
وفى هذا الشأن سلطت صحيفة ديلى ميل البريطانية الضوء على الآثار السلبية لتناول مضادات الاكتئاب دون إشراف طبى ولحالات مرضية غير تلك المخصصة لعلاجها، وأبرز تقرير للصحيفة أن الأدوية اللاوصفية «OTC» «التى تصرف من الصيدلية بدون روشتة» وتستخدم لعلاج حمى القش ترفع فرص الإصابة بالزهايمر، ومن أمثلتها، أقراص علاج الحساسية وبعض المنومات.
وأكد الباحثون أن خطر الإصابة بمرض الخرف يرتفع بشكل ملحوظ حال تناول المرضى لهذه الأدوية لفترة طويلة تزيد على 3 سنوات، أو فى حال تناولها بشكل يومى منتظم، بمعدل 10 مجم من عقار «doxepin» المضاد للاكتئاب، و4 مجم بالنسبة لعقار «Nytol» و«Benadryl»، و5 مجم من عقار «Ditropan».
وأشار الباحثون إلى أن تناول هذه الأدوية بأعلى جرعة متوفرة يرفع خطر الإصابة بمرض الخرف بنسبة %54 خلال سنوات السبع التالية، كما ترتفع فرص الإصابة بالزهايمر، الذى يعد أكثر صور المرض شيوعًا، بنسبة %63، لافتين إلى أن هذه الدراسة تعد الأولى التى أكدت أنه كلما ارتفعت جرعات هذه الأدوية زادت مخاطر الإصابة بالزهايمر والخرف.
وشدد الباحثون بشكل خاص على استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب التى تنتمى لمجموعة «SSRI» فى علاج سرعة القذف، ومن أمثلتها عقار «باروكسيتين» و«فلوكسيتين» و«كلوميبرامين» و«سيرتالين»، حيث تسبب هذه الأدوية عددًا من الآثار الجانبية مثل الشعور بالنعاس والدوخة والغثيان، وانخفاض الرغبة الجنسية وجفاف الفم، ولتجنب هذه التأثيرات يمكن تناول عقار «كلوميبيرامين» عند الحاجة فقط، كما يمكن استخدام بعض الكريمات والدهان المخدر موضعيا لعلاج سرعة القذف.
"الافتكاسات" فى تناول الأدوية طريقك إلى الموت..أطباء يحذرون:"بلبعة" المسكنات تدمر الجسم والإفراط فى الفيتامينات يسبب التسمم وفوضى المضادات تؤذى الكبد والكلى والجهاز المناعى..والرجوع للطبيب هو الحل
الجمعة، 20 فبراير 2015 06:51 م
تناول دواء