شيوخ غنوا للحب.. أبرزهم محمد عمران ومحمد الهلباوى وطه الفشنى

السبت، 21 فبراير 2015 11:07 م
شيوخ غنوا للحب.. أبرزهم محمد عمران ومحمد الهلباوى وطه الفشنى الشيخ طه الفشنى
كتبت نبيلة مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرا ما يتخيل البعض أن هناك صراع بين الحب والدين، فى كل عام تثار الأقاويل حول الاحتفال بعيد الحب ومدى توافق هذا مع صحيح الدين، غير أن تاريخنا المصرى الحديث يكفينا عناء الوقوع فى هذا الجدل السنوى الذى أصبح مكررا، فتاريخنا القريب حفظ لنا ذكرى شخصيات دخل الحب إلى وجدانها متزامنا مع الإيمان، وتعلموا أن يصدحوا نغما مع تعلمهم قراءة القرآن وتجويده، فصاروا أيقونات للحبين "حب الهوى والغناء" و"الحب الإلهى الفياض".

ولعل الشيخ محمد عمران يجسد تلك الحالة النادرة من تلاقى كلام الحب مع كلام الله بشكل تلقائى مبهر، فقد حفظت لنا التسجيلات بعض ما غناه من قصائد غرامية رائعة يبث فيها لوعة العشق ويستعرض من خلالها آلام الهوى، وليس أدل على هذا من قصيدة: "يا من هواه أعزه وأذلنى.. كيف السبيل إلى وصالك دلنى" وهى القصيدة التى جعلت من شهرته كقارئ للقرآن تعادل شهرته كمطرب له مريدوه ومحبوه، ثم صار هذا التلاحم بين "الحبين" إيجابيا، فصار من يستمع إلى قصيدة عمران يغرم به كقارئ للقرآن، ومن يسمعه يقرأ القرآن يغرم به كمطرب له صولات وجولات.

ولأن العلاقة بين الغناء وقراءة القرآن وثيقة، ولأنها أكبر من أن نلم بها دون أن نقف على أسبابها وأعلامها فسنستعرض هنا بعض أهم هذه الأصوات التى امتزج فيها "الحبين" مؤكدين على أنه لمعظم من قرؤوا القرآن تسجيلات غير معلنة لأغنيات معروفة ومشهورة لكبار الفنانين، أو حتى أغنيات خاصة، فالقائمة تطول لتشمل الشيخ "مشارى راشد" والشيخ أبو العلا محمد، والشيخ محمد الهلباوى الذى خاض بصوته العذب فى عالم الابتهالات والتواشيح الدينية قد غنى أيضا للحب، فمن سمعته يوما يبتهل: سبحانةُ كُلُ ما فى الكونِ صنعُتهُ فإن أرادَ فلا تسأل عن السببِ

هو ذاته الذى غنى على ألحان الناى والدفوف: "أنا الصب المتيم فى هواكم وقلبى من هواكم فى شجون.. وقفت بباب حيكم سحيرا انادى يا لقومى فنجدونى ..ويا لعشيرتى ان مت وجدا ففى بحر المدامع غسلونى.. وقولوا مغرما قد مات وجدا و فى حى الأحبه فادفنونى..فموتى فى الغرام بهم حياتى اذا عطفوا عليا و واصلونى" وهى الأغنية التى من الممكن أن تعتبرها أغنية "عشق إنساني" أو "عشق إلهي" دون أدنى شعور بتأنيب الضمير.

ويرجع الفضل للشيخ على محمود الذى كان مؤذن مسجد الحسين، فى إرساء قواعد قراءات القرآن التى لا تزال منتشرة بين مقرئى مصر حتى الآن، ويرجع له الفضل فى نشر أسلوب تنغيم قراءة القرآن.
ويقول المؤرخون إن القصائد والموشحات التى غناها تمثل حلقة وصل بين ترتيل القرآن وبين الغناء العربى المتقن.

غنى الشيخ قصيدة "يا نسيم الصبا" فى منتصف العشرينيات، والتى لحنها الشيخ زكريا أحمد، ومزج فيها بين أسلوب المقرئين والمنشدين والمطربين:
يا نسيم الصبا تحمل سلامى لظباء الحمى ووادى سلام
ثم بلغهم تحايا محب خلفوه ينوح نوح الحمام
ولعل الزمان يسمح يوما وأرى طيفهم ولو فى المنام
وأملى ذكراهم على عسى يشفى فؤادى بذكرهم من سقام
فهو لوعتى وفرط شجونى والتزامى بأهل ذاك المقام
كما غنى الشيخ الراحل كلمات إبن الفارض:
تهْ دلالاً فأنتَ أهلٌ لذا كا وتَحكّمْ، فالحُسْنُ قد أعطاكَا
ولكَ الأمرُ فاقضِ ما أنتَ قاضٍ فعلّى الجمالُ قدْ ولاّكا
وتلافى إنْ كانَ فيهِ ائتلافى بِكَ، عَجّلْ بِهِ، جُعِلْتُ فِداكا!
وبما شئتَ فى هواكَ اختبرنى فاختيارى ماكانَ فيهِ رضاكا
فعلى كلِّ حالة أنتَ منى بى أولى إذْ لمْ أكنْ لولاكا
أما الشيخ طه الفشنى الذى دائما انتظر المصلون تلاوته التى تسبق صلاة الفجر فى رمضان ويؤدى الابتهالات، ويرفع الأذان فلم يحرم آذان محبيه من بعض الوصلات الطربية حيث غنى:

ما شممتُ الورد إلاّ زادنى شوقاً إليكْ
وإذا ما ماس غصنٌ خلته يحنو إليكْ
إن يكن جسمى تناءى فالحشى باقٍ لديكْ
أنتَ تدرى ما الذى قد حلّ بى من مقلتيكْ
رُشق القلب بسهمٍ قوسه من حاجبيكْ
كل حسنٍ فى البرايا فهو منسوب اليكْ
إن ذاتى وصفاتى ياحبيى فى يديكْ
إن رب العرش والأملاك قد صلى عليكْ

وكان الشيخ الراحل صاحب موهبة استثنائية، حيث وصلت مساحة صوته لأوكتافين "جواب الجواب" بل وكان يستطيع أن ينشد القصيدة الواحدة لمدة أربع ساعات متصلة بسبب طول نفسه الاستثنائى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة