ومثل هذا الاتفاق ربما يمكن الدفاع عنه على أساس أنه أفضل من أى بديل، نظرا لأن معظم الخبراء يعتقدون أن الحل العسكرى سيكون فى أحسن الأحوال مؤقتا وله نتائج عكسية.
إلا أن الدفاع عن الاتفاق باعتباره أهون الشرور سيكون تحديا فى أى ظرف، وهناك ثلاثة شروط ستجعل من الصعب على أوباما إقناع الكونجرس والأمريكيين بقبول ضماناته فى هذه القضية: أولها حالة الحزبية المسمومة فى الوقت الراهن فى الولايات المتحدة، ودخول السياسات الإسرائيلية فيها، والقلق من أن أوباما يريد الاتفاق بشكل مبالغ فيه، وسجل تأكيداته السابقة.
فعندما قرر أوباما سحب كل القوات الأمريكية من العراق عام 2011، رد على المخاوف من احتمال نشوب عدم استقرار، وقال "إن العراق والولايات المتحدة سيحافظان على شراكة قوية ومتميرة. وسيكون العراق مستقرا وآمنا ومعتمدا على ذاته، وسيبنى العراقيون مستقبلا جدير بتاريخهم كمهد الحضارة". لكن العراق الآن فى مأزق عميق، مع احتلال داعش لكثير من ىأراضيه، وسيطرة الميليشيات الشيعية على الباقى.
وفى نفس العام 2011، وصف أوباما حملته على ليبيا كنموذج للتدخل الأمريكى، وقال إنه إلى جانب مسئوليات أمريكا فى الناتو، فإنها ستعمل مع المجتمع الدولى من أجل تقديم المساعدة للشعب الليبى. لكن الولايات المتحدة وحلفائها فى الناتو تخلوا عن ليبيا التى أصبحت اليوم فى قبضة حرب أهلية بين حكومة فى الشرق وأخرى فى العرب وبينهما جماعات إرهابية.
ووصف الكاتب تلك التأكيدات التى لم تتحقق بأنها قد تكون أشبه بالغش الذى مارسه نيكسون بدرجة أقل من أن تكون نتاج تفكير قائم على التمنى وتمسك عنيد بسياسات معينة بعد فشلها. إلا أنها ستؤثر حتما فى الطريقة التى سيسمع بها الناس وعود أوباما عن إيران، وسجله العام فى السياسة الخارجية.
![- 2015-01 - اليوم السابع - 2015-01 - اليوم السابع](http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/IranObama.jpg)