قالت مجلة فورين بوليسى، إن رئيس الوزراء العراقى السابق نورى المالكى يخطط للعودة إلى السلطة مجددا، قائلا فى تصريحات للمجلة الأمريكية "إذا قرر الشعب العراقى انتخابى.. فلن أتراجع".
فعلى الرغم من أن المالكى اضطر لترك منصبه، سبتمبر الماضى، فإنه لم يبعد عن السياسة. إذ أنه واحد من ثلاث نواب للرئيس العراقى، ومازال الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية، الذى جاء منه آخر 3 رؤساء لمجلس الوزراء فى البلاد.
ولعل ما هو أهم، أن المالكى عزز علاقاته مع إيران والميليشيات الشيعية القوية التى نمت كرد فعل على توسع تنظيم داعش فى أنحاء العراق. فالرجل الذى كان يوما الذراع التى تستند عليها أمريكا فى العراق، يلقى باللوم على واشنطن لتلخليها عن بلاده فى وقت الحاجة، تقول المجلة.
وتضيف أن فى مقابلة أجرتها مع رئيس الوزراء العراقى السابق، قال إن العراق كانت تحت حصار عندما يتعلق الأمر بالحصول على السلاح، خلال فترة هامة جدا العام الماضى، عندما كان تنظيم داعش يستعد للاستيلاء على الموصل.
وأوضح المالكى "خطتنا كانت تعتمد على الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة، لكن الأمريكان لم يمدونا باحتياجاتنا. كان الأمر كما لو أنهم لم يدركوا مستوى التهديد الذى كانت تواجه الحكومة العراقية". وأشار أن فى غياب واشنطن لم يكن أمام العراق خيار سوى الالتفات إلى إيران للحصول على الدعم.
وأكد أن الأسلحة الإيرانية هى تلك التى مكنت القوات العراقية من مواجهة داعش. وأشار "لو كانت الأسلحة الأمريكية توفرت لنا بمقتضى الاتفاق الأمنى بين العراق والولايات المتحدة، ما كنا احتجنا للإيرانية".
وتشير المجلة إلى أن أنصار وأعداء المالكى، الدائم الظهور على محطات التليفزيون العراقية، على قناعة بأنه يدبر لعودة سياسية. وقال مسئول غربى فى تصريحات سابقة لصحيفة نيويورك تايمز، أن رئيس الوزراء السابق مقتنع تماما أنه سيعود إلى السلطة فى وقت ما هذا العام.
وفى حين نفى المالكى هذه الفكرة، فى وقت سابق من هذا الشهر، فإنه قال فى لقائه مع فورين بوليسى: "إذا قرر الشعب العراقى انتخابى.. فلن أتراجع". وتقول المجلة أن الصراع على السلطة بين الملكى ورئيس الوزراء الحالى حيدر بغدادى، هو أكثر كثيرا من مجرد تنافس شخصى. فهناك جدل داخل المجتمع الشيعى العراقى بشأن كيفية ممارسة السلطة على الدولة العراقية.
ومنذ تولى العبادى رئاسة الوزراء، بدلا من المالكى، فإنه يتخذ مسارا مختلفا بشكل كبير عن تلك الذى اتبعه سلفه. وقد حاول رئيس الوزراء الجديد بناء العلاقات مع المهمشين من العرب السنة والأكراد: حيث دفع باتجاه تشريع لتشكيل حرس وطنى يمكنه تسليح وتنظيم مقاتلين من القبائل السنة فى مواجهة داعش، كما أتم اتفاقا تاريخيا مع حكومة إقليم كردستان بشأن إيرادات النفط.
ويقول حيدر الخوئى، الزميل ببرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى تشاثام هاوس، إن المالكى شخصية استقطابية، فمن هم خارج دائرته يستنكفونه، فى حين أن قاعدته السياسية تحبه. وفى حين ينحدر البغدادى من نفس حزب المالكى، يشير الخوئى إلى أن الأول يختلف كثيرا.
ويوضح الخوئى: "إذا تشاجر اثنان من أصدقاء العبادى، فإنه يتجه لإرضاء من هو أقل قربا له". وأضاف أنه رئيس الوزراء الحالى يحظى باحترام كبير، ليس فقط بين السنة والأكراد ولكن بين منافسيه وشركائه من الشيعة، الذين عمل المالكى على تهميشهم بشكل منهجى.
فورين بوليسى: رئيس الوزراء العراقى السابق يخطط للعودة إلى السلطة
الخميس، 26 فبراير 2015 12:35 م
نورى المالكى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة