وجاء فى افتتاحية المجلة، أن الحماسة لهذا العدد الخاص (دراسات، وقراءات، ونصوص، وشهادات)، أن العالم العربى موسوم بالإرهاب، متفوق فى فنونه؛ فلا يقدم شيئًا ذا قيمة مقارنة بالإبداع، الرسالة الإنسانية الأبهى، الأكثر صدقًا وقدرة على تجميل الصورة لأصل ينشد الجمال بالإبداع.
وتحت عنوان "قريبًا من المشهد الروائى العربى" كتب رئيس التحرير، سعد القرش، أن الرواية جسر حميم يتواصل عبره الباحثون عن الدفء الإنسانى، ومن يحنون على الضعف البشرى، ويرغبون فى مد أيديهم إلى مأدبة فيها صنوف الجمال، جهزها بمحبة الموهوبين، لا الراغبين عن الجمال من كارهى الحياة.. المستضعفين والطغاة معًا. حين يطول الأمد على الطاغية، ويفاجأ بأنه وحيد، محاصر ومعزول، لا يجد لنفسه ملجأ إلا الرواية. يترفع عن الجلوس فى مقعد القارئ، فيقفز متخذا موقع «الكاتب»، ويسطر صفحات يسميها رواية أو قصة. هكذا فعل صدام والقذافى، وكاد يفعلها بعض رجال مبارك لولا أن أنقذتنا ثورة 25 يناير. وأن الأمر لا يخلو من حنين مفكرين ونقاد مرموقين إلى كتابة رواية، لعلها استراحة محارب. هكذا فعل أو تمنى أن يفعل كثيرون: محمود أمين العالم، وفاروق عبد القادر، وإدوارد سعيد.
وأضاف سعد القرش، أن هذا العدد ربما يصبح سجلاً يرجع إليه من يريدون معرفة حالة الرواية العربية التى سحبت البساط من فنون الكتابة الأخرى، فى ظل ضغوط كونية قاهرة تدفع الفرد للشعور باليتم، وانتظار من يهديه خيالاً، «رواية» تمنحه أسبابًا للمتعة والقلق، ثم اللهاث وراء معرفة مصائر أمثاله القلقين الباحثين عن يقين، فى أماكن أخرى، قصية، يقربها خيال المبدعين إلى قراء ربما لم يولدوا بعد. صارت الرواية عروس الإبداع، وحققت نبوءة نجيب محفوظ، حين راهن على مستقبل هذا الفن، وكرس له حياته، بعزيمة لا تبالى بتجاهل النقاد، وهجوم عباس العقاد الذى استهان بالرواية، ورأى أنها دون الشعر، بل شبهها بقرن الخروب «قنطار من الخشب ودرهم من الحلاوة». ثم شهد محفوظ نبوءته تنمو وتثمر، وأجيالا جديدة، بعضهم تجاوز التسعين (شريف حتاتة ويوسف الشارونى) وشهد تحولات وثورات، منذ انتفاضة العمال والطلبة عام 1946، وبعضهم أنضجته ثورة 25 يناير، مثل الشاعر الروائى المعتقل عمر حاذق.
موضوعات متعلقة..
التونسى كمال الرياحى يتلقى تهديدات بالقتل.. ويعلق: سنحاربهم بالتنوير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة