الوكالة تسطيع زرع "فيروسات" إلكترونية داخل أجهزة وشبكات المنطقة لسرقة أسرار عسكرية أو أمنية أو حتى أموال..
إسرائيل وإيران ينضمان لقائمة الدول المتقدمة المستخدمة لتكنولوجيا "السايبر" كما هو الحال فى الولايات المتحدة والصين وروسيا
محلل استخباراتى بـ"هاآرتس": المعارك القادمة ستكون برًا وبحرًا وجوًا وبالإنترنت أيضا.. وحروب "السايبر" هى "المستقبل" فى القتال
فى إطار ما يعرف بحروب "الجيل الرابع" والتطور العلمى والتكنولوجى المذهل الذى شهده العالم خلال السنوات الأخيرة، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادقة حكومة تل أبيب مؤخرًا على تشكيل "وكالة السايبر القومية" كسلطة متخصصة فى "حروب السايبر" يكون هدفها الأساسى التنسيق وإدارة جميع الوحدات الدفاعية الإلكترونية التى تعمل حاليا فى مختلف الهيئات الحكومية، بما فيها الجيش الإسرائيلى والأجهزة الأمنية والاستخبارية "الشاباك" و"الموساد" فى كيان واحد وتحت سقف واحد.
وتستعد إسرائيل من خلال تدشين هذه الوكالة الجديدة لـ"حروب السايبر"، التى تكون من ضمن مهامها الرئيسية التنصت والسطو والقرصنة على أى جهاز كمبيوتر فى العالم خاصة فى المنطقة العربية، والدخول بكل سهولة لملفات تلك الأجهزة والتجسس عليها من خلال عناصر مدربة على ذلك، وقال يوسى ميلمان، المحلل الأمنى والاستخباراتى الإسرائيلى، إن إنشاء "وكالة السايبر القومية" لم تكن سهلة، فهناك حرب طاحنة جرت خلف الكواليس انزلقت أحيانا إلى الرأى العام داخل إسرائيل.
وأشار المحلل الإسرائيلى مؤلف كتاب "جواسيس ضد الأرماجيدون.. داخل حروب إسرائيل السرية" وصاحب مدونة "جواسيس إسرائيل"، إلى أن "الشين بيت" - جهاز الأمن العام الإسرائيلى "الشاباك" – عارض تشكيل الهيئة من قبل، موضحا أن جهاز الأمن الداخلى كان تقليديا لأنه موكل بالمسئولية العامة لكافة جوانب الأمن والأنماط القديمة والجديدة فى إسرائيل، وكان يرغب بالحفاظ على هيمنته.
جانب من عمل وكالة السايبر القومية الإسرائيلية
وقالت قناة "I24" الإخبارية الإسرائيلية، إن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى المسئول عن "الشين بيت" أدرك أن إبقاء السلطة العليا بيد جهاز استخبارات قد يخلق مشاكل، لأن مؤسسات المجتمع المدنى كالمصارف، والمستشفيات أو الشركات قد ترفض تلقى تعليمات من "الشاباك" حول كيفية حماية أجهزتها وشبكاتها، خوفا من أن تتعرض أسرارها المهنية والتجارية والبيانات الشخصية للانتهاك، لافتة خلال تقريرها الذى أعده ميلمان، أنه حتى بعد تشكيل السلطة الجديدة هناك خبراء ومجموعات حقوق مدنية لا تزال تعتقد أنه تم منح سلطة "السيابر القومية" قوة وسلطانا أكثر من اللازم.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن حايم رافيا، المحامى والخبير الإسرائيلى بشئون الملكية الفكرية وقوانين الخصوصية قوله أن "هناك حاجة لدراسة أفضل واتزان أدق بين مصالح الأمن القومى والخصوصية"، مشيراً إلى "أن طريقة اتخاذ القرار تظهر بشكل واضح أن الحكومة معنية أكثر بمبانيها البيروقراطية الحكومية الداخلية من حقوق الإنسان".
وأشارت "I 24" إلى أن إسرائيل تعتبر إحدى الدول الرائدة عالميا فى مجال "السايبر" وجميع تطبيقاته ونتائجه، لافتة إلى أن العديد من التحديثات فى مجال التكنولوجيا العليا "الهايتك" والخبراء فى هذا المجال جاؤوا من الجيش الإسرائيلى وبشكل خاص من وحدة "8200" - وكالة الاستخبارات الإلكترونية التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية – موضحة أن هذه الوحدة هى التى فتحت أبواب "السايبر" فى إسرائيل.
مجمع الاستخبارات الإسرائيلية الجديد فى النقب
وأوضحت القناة الإسرائيلية أنه وفقا لتقارير دولية ساهمت الوحدة "8200" مع نظيرتها الأمريكية "وكالة الأمن القومى" فى تطوير فيروس إلكترونى يدعى "دودة – وورم" عام 2007 زرعت فى أجهزة حاسب آلى إيرانية وتسببت بضرر لأجهزة الطرد المركزى الايرانية المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، وتم تدمير نحو 1000 جهاز – أى نحو ثلث – الأجهزة التى استخدمتها إيران فى مفاعل "نتانز" لتخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى أن العملية هدفت لإبطاء وتأخير البرنامج النووى الإيرانى، مضيفة أنه بعد 8 أعوام يمكن القول بإدراك متأخر أن إيران اليوم باتت دولة شبه نووية.
ولفتت القناة العبرية إلى أن إيران انضمت مؤخراً، إلى قائمة الدول المتقدمة التى باتت تستخدم تكنولوجيا "السايبر" كما هو الحال فى الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، وإسرائيل، مشيرة إلى أن الصين تعد الرائدة فى هذا المجال بفضل جهودها لسرقة تكنولوجيا عسكرية وأمنية عبر هجمات إلكترونية، مضيفة أن روسيا تفعل ذلك أيضا، حيث صدرت تقارير منذ أيام تتحدث عن أن بعض المصارف الأمريكية تعرضت للسرقة عبر هجمات إلكترونية كان مصدرها على الأرجح، روسيا وتمت سرقة 2 مليار دولار.
وقالت القناة الإسرائيلية "كثيرا ما تكون الأساليب المستخدمة فى هجمات "السايبر" تطويرا لبرامج تسمح بزرع فيروسات تعرف أيضا باسم "ديدان" أو "خيول طروادة" فى حواسيب وشبكات العدو أو الخصم لأى أهداف كانت كسرقة أسرار عسكرية أو أمنية أو سرقة أموال، كما طورت الولايات المتحدة أسلوبا أكثر تطورا من خلال دمج برامج استخبارات ومراقبة عبر زرع فيروسات فى "هاردوير" أى جهاز بحد ذاته وبالتالى لا يمكن تعقبه أو اكتشافه وإزالته".
ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن كل هذه الدول وأخرى محسوبة من دول العالم المتقدم، وضعت برامج "سايبر" متطورة جدا ذات قدرات هجومية ودفاعية ممزوجة بالأجهزة، وأن هناك حديث كثير حول دفاع "السايبر" ولكن لا يحب أحد الحديث عن برنامج هجمات "السايبر" الخاص به بل الحديث عن وجودها الفعلى، موضحة أنه ليس سرا أن مهام "السايبر" الهجومية التى تشنها إسرائيل توكل بشكل خاص لوحدة "8200" وقسم "السايبر" فيها، وقال ميلمان إنه فى الجيش الإسرائيلى أصبح يعد "السايبر" هو "المستقبل" فى القتال، فوفقا للنظريات والمذاهب الكلاسيكية قسمت القوات المسلحة للدول الى ثلاث قوات برية وبحرية وجوية، ولكن هناك الآن مستوى رابع يضاف للمعادلة وهو "حروب السايبر" الإلكترونية، فى سياق حروب "الجيل الرابع".
رسم توضيحى للمجمع الاستخبارى الإسرائيلى الجديد
ولفت المحلل الإستخبارتى إلى أن "السايبر" يحمل العديد من القدرات التكنولوجية المحتملة للبشرية ولكنه يشمل أيضا مخاطر كبيرة، وذلك كونه لا يزال عالما غامضا لا بد من استكشافه، ودراسته، وضبطه، وأن تشكيل وكالة "السايبر" القومية الإسرائيلية هى خطوة صحيحة بهذا الاتجاه، على حد قوله.
الجدير بالذكر أن إسرائيل أنشأت منذ فترة مجمعًا ضخمًا عبارة عن عدة قواعد عسكرية لتدريب جنود وضباط الجيش الإسرائيلى فى النقب، وإنشاء مجمعات استخبارات ضخمة قرب جامعة "بن جوريون" فى بئر السبع، بالإضافة لإنشاء مركز فضائى استخباراتى يشمل وحدة التنصت المركزية "8200"، المزودة بأحدث وسائل التكنولوجيا العالمية، ونقل حوالى 20 ألف جندى لمناطق الجنوب بصحراء النقب قرب الحدود المصرية، وإنشاء العديد من شركات التكنولوجيا الفائقة، وفتح فرص ضخمة للاستثمار فى هذا المجال.
موضوعات متعلقة
بالصور.. "8002" وحدة المخابرات العسكرية الإسرائيلية المسئولة عن التجسس على "فيس بوك" الدول العربية تثير عاصفة غضب داخل تل أبيب.. 43 جنديا يرفضون الخدمة بأراضى فلسطين.. ونتانياهو وجيش الاحتلال يتوعداهم
"عجز الميزانية" يؤجل نقل أكبر "مركز تجسس" إسرائيلى على مصر والعرب لـ"النقب".. الصراع بين المالية والدفاع يوقف مشروع "مجمع التنصت" و"الاستخبارات" وبناء 8 قواعد تدريب عسكرية قرب الحدود المصرية
أيادى إسرائيل الخفية للتجسس على أجهزة معلومات الدول العربية.. الشاباك يعد جيشا من المقاتلين على "لوحات المفاتيح" بتدشين وحدة "AS-74" لاختراق حسابات "فيس بوك" والقرصنة على الكمبيوترات والشبكات
هاآرتس: الجيش الإسرائيلى ينشئ وحدة تجسس لمراقبة وسائل الإعلام المصرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة