فبراير.. شهر الأزمات بين القاهرة وواشنطن.. قلق بين مراكز الأبحاث من الأصدقاء الجدد.. وغضب فى "البنتاجون" لاستقلال قرار ضرب "داعش" بليبيا.. صفقات السلاح مع روسيا وفرنسا أظهرتا سياسة جديدة أزعجت واشنطن

الجمعة، 27 فبراير 2015 11:34 ص
فبراير.. شهر الأزمات بين القاهرة وواشنطن.. قلق بين مراكز الأبحاث من الأصدقاء الجدد.. وغضب فى "البنتاجون" لاستقلال قرار ضرب "داعش" بليبيا.. صفقات السلاح مع روسيا وفرنسا أظهرتا سياسة جديدة أزعجت واشنطن السيسى وبوتين
كتبت - إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فصل جديد فى العلاقة بين القاهرة وواشنطن بشرت به ثورة 30 يونيو وإدارة مصرية جديدة لا تنتظر رضاء البيت الأبيض، يحكمها فقط مصلحة الدولة والشعب المصرى، فمنذ سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين فى أعقاب احتجاجات شعبية حاشدة طالبت برحيل الجماعة، ومملثها فى قصر الرئاسة عن الحكم، لم تهدأ الأوضاع كثيرًا بين مصر والولايات المتحدة.

العلاقة بعد 30 يونيو استندت إلى انتقادات التعامل الأمنى مع الإخوان وتعليق المساعدات

وبينما استندت التوترات فى البداية إلى الطعن فى شرعية 30 يونيو باعتبارها انقلابًا ضد رئيس منتخب وليس ثورة شعبية، لكن لم يدم هذا الجدل كثيرًا، حيث لم تقر إدارة الرئيس باراك أوباما منذ البداية بكلمة انقلاب لوصف سقوط محمد مرسى، وتركزت التوترات فى العلاقة بين البلدين على محورين، الأول الانتقادات الأمريكية لما وصفته سحق الحكومة المصرية تظاهرات الإسلاميين، وقمع أنصار جماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم التأرجح فى القرارات بين تجميد المساعدات العسكرية وإرسال جزء منها، والذى انحصر أخيرًا فى إرسال 10 طائرات أباتشى لمساعدة الجيش المصرى فى معركته ضد الجماعات الإرهابية فى سيناء.

وطيلة العام الماضى كان هناك تلويح بتقارب مصرى روسى، أثار القلق فى الولايات المتحدة التى ترى أن توسع نفوذ موسكو فى الشرق الأوسط يهدد مصالحها ونفوذها فى المنطقة، لاسيما أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين هو أحد الداعمين الرئيسيين للرئيس السورى بشار الأسد الذى يمثل هدفًا للغرب، فضلًا على تقاربه من إيران، وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فلقد نما الارتياب المتزايد فى القاهرة بسبب ما رأته مصر تعاطى الولايات المتحدة مع جماعة الإخوان المسلمين.

من جهته، كان الرئيس أوباما منتقدًا نوعًا ما فى كلامه للإطاحة بمحمد مرسى، لكن ربما الأمر الأكثر أهمية هنا هو أن واشنطن أخرت من تسليم شحنات الأسلحة إلى مصر، وحجبت المساعدات العسكرية، وأوقفت فى وقت لاحق الحوار الاستراتيجى الثنائى الناشئ.

وفى المقابل، أعرب الكرملين عن دعمه للقيادة المصرية الجديدة بعد 30 يونيو، وتبادل كبار المسؤولين عددًا من الزيارات منذ ذلك الحين، وفى نوفمبر 2013 زار وفد مصرى موسكو، وشكر روسيا على دعمها لـثورة 30 يونيو، وفى فبراير 2014 أيد بوتين بحماس ترشح المشير السيسى للانتخابات الرئاسية خلال لقائه به، وقال له: «إنه لقرار مسؤول جدًا أن تأخذ على عاتقك مسؤولية مصير الشعب المصرى، باسمى وباسم الشعب الروسى أتمنى لك حظًا موفقًا».
زيارة بوتين وتأكيد بن رودس على قوة العلاقات الأمنية مع القاهرة

وفى إطار إصرار القيادة الحالية للرئيس عبدالفتاح السيسى على مزيد من الاستقلال والتوقف عن الاعتماد الكلى على الولايات المتحدة، اتجه إلى تنويع مصادر السلاح، وبحسب وكالة «إنترفاكس» الروسية، فإن البلدين يرتبطان بعقود أسلحة تبلغ 3.5 مليار دولار، بما فى ذلك طائرات مقاتلة وهليكوبتر وصواريخ دفاع جوىن وغيرها من الأسلحة، وقالت الوكالة، خلال زيارة الرئيس بوتين لمصر مطلع الشهر الجارى، إن مصر واحدة من أوائل المشترين الأجانب لنظام صواريخ الدفاع الجوى المتطورة Antei-2500 البعيدة المدى.

ورغم الكثير من الجدل بشأن حقيقة هذه الصفقة، فإن معهد واشنطن، أبرز مركز بحثى أمريكى فى واشنطن، أكد أن مصر وروسيا وقعتا بالأحرف الأولى على عقود لشراء أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار، وهى أكبر صفقة لهما منذ سنوات عديدة، وستقوم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتمويلها.

وأشار إلى أن الحصول على المزيد من الطائرات المروحية أمر بالغ الأهمية بشكل خاص للحملة التى تقوم بها مصر ضد المتمردين الإسلاميين، فالجيش يملك بالفعل عدة طائرات مروحية روسية، ووفقًا لأقوال الطيارين المباشرة، فإن هذه المروحيات مناسبة جدًا لتلبية احتياجات مصر، ومع ذلك لا يوجد أى دليل حتى الآن على أنه قد تم إتمام عملية البيع، ويعود ذلك على الأرجح لأن السعودية لم تقم بعد بدفع التكاليف.

التقارب المصرى الروسى دفع الولايات المتحدة للخروج ببيان تؤكد فيه العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، ووصف بن رودس، نائب مستشارة الرئيس الأمريكى للأمن القومى، العلاقات المصرية الأمريكية فى المجال الأمنى بالعلاقات الفريدة، وذكر أنها ترجع إلى عقود طويلة من التعاون فى المجال العسكرى. ولفت فى تصريحات للمراسلين الأجانب فى واشنطن، فى 10 فبراير الجارى، إلى أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تمضى قدمًا مع استمرار تقديم المساعدات العسكرية لمصر.
لكن على الجانب الآخر تناولت الصحافة الأمريكية زيارة الرئيس بوتين لمصر بنبرة تحذيرية.

لكنّ خبراء أمريكيين آخرين سعوا للتقليل من الزيارة باعتبارها رمزية، وقال مايكل حنا، الباحث البارز بمؤسسة القرن الأمريكى، إن الاستقبال الاستثنائى الحار الذى قدمته مصر للرئيس الروسى عرض مُغرض، إذ يهدف إلى توجيه رسالة للولايات المتحدة والغرب بأن البلاد تحتفظ بنوع من الاستقلال ولديها خيارات.

وعلى الجانب الآخر، قال جورج ميرسكى، الأستاذ بجامعة موسكو للاقتصادات، إن زيارة بوتين لمصر تسلط الضوء على سعيه لإظهار أن الكرملين مازال لديه أصدقاء حول العالم، حتى إن كان ليس قادرًا على توفير المساعدات لهذه الدول، مثلما كان فى الحقبة السوفيتية.

واتفقت الصحافة الأمريكية على اعتبار الزيارة رسالة للغرب من الجانبين، واعتبرت وكالة «أسوشيتد برس» أن الزيارة تأتى فى وقت يشتاق فيه الطرفان لتعزيز العلاقات، وإظهار أن لديهما خيارات بعيدًا عن الغرب لتحقيق أهدافهم، حيث هدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل فى أوكرانيا، فإن العزلة الروسية سوف تزداد سوءًا، اقتصاديًا وسياسيًا.

شراء طائرات رافال الفرنسية وتأكيد الخارجية الأمريكية أن مصر حليف عسكرى استراتيجى

جاءت صفقة شراء مصر 24 من الطائرات الفرنسية «رافال» لتؤكد رغبة القيادة الجديدة، ليس فقط فى تنويع مصادر السلاح، لكن للتأكيد على تغير سياساتها الخارجية، فلم تعد مصر بانتظار قرارات واشنطن فى منحها المساعدات العسكرية تارة، والتراجع تارة أخرى، إنما باتت تتجه نحو أسواق أخرى، وهو ربما ما أثار مزيدًا من القلق، ومحاولات التقليل من جدوى الصفقة من الجانب الأمريكى. فعلى الرغم من تأكيد الخارجية الأمريكية أن الصفقة لا تثير قلقهم، حيث أكدت المتحدثة جين ساكى فى بيان، الجمعة 13 فبراير، على العلاقات الأمنية التى تربط البلدين، وأن مصر حليف عسكرى استراتيجى لواشنطن، فإن بعض الصحف الأمريكية نقلت عن خبراء قولهم إن مصر لا تحتاج «رافال» فى مكافحة التهديدات الإرهابية فى سيناء، فبحسب روبرت سبرنجبورج، الأستاذ البارز لدى الكلية البحرية الأمريكية، الخبير فى شؤون الجيش المصرى، فإن القوى الجوية المصرية لديها نحو 230 طائرة مقاتلة من طراز F-16، وأضاف أن المشكلة ليست نقص الطائرات، إنما الافتقار إلى طيارين مدربين بما فيه الكفاية.

وقال جون ألترمان، نائب رئيس ومدير برنامج الشرق الأوسط لدى معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية: «لقد كانت مصر تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة، لذا فإنها بدأت البحث عن إيجاد نوع من الترتيب للطوارئ، بحيث لا تترك الأمر كليًا لضغوط الكونجرس لتغيير سياساتها بشأن التعامل مع المعارضين»، مشيرًا إلى أن «مصر تبعث رسالة».

وبرأى ألترمان «فإن فى سيناء على وجه الخصوص، ستكون طائرات أباتشى الأمريكية أكثر فعالية من رافال، وهو الأمر الواضح للغاية، وعلى أساس الأولويات الوطنية ليس هناك حاجة عسكرية ملحة لشراء المزيد من الطائرات المقاتلة». لكن بدا التوتر على السطح يتضح بعدما سارعت مصر للرد على مقتل نحو 20 من مواطنيها على يد تنظيم داعش فى ليبيا، دون إعلام الولايات المتحدة أولًا، حيث بدا فى اللهجة الأمريكية بعض الانفعال، مما دفعها لقيادة مجلس الأمن الدولى لرفض رفع الحظر المفروض على تسليح الحكومة الليبية فى طبرق، المعترف بها دوليًا، على الرغم من المطالب المصرية والليبية نفسها، فضلًا على مساندة الأردن ودول الخليج للموقف المصرى.

وفى تصريحات جديدة، الجمعة 20 فبراير، قالت «ساكى»: إن العلاقات العسكرية بين القاهرة وواشنطن ممتدة، وسنشارك فى المؤتمر الاقتصادى المقبل بشكل مكثف، موضحة أن واشنطن على تنسيق دائم مع الحكومة المصرية فى الجانب الأمنى، حيث تم إدراج «أنصار بيت المقدس» كجماعة إرهابية.

برنت سكرين من العدد اليومى- 2015-02 - اليوم السابع

برنت سكرين من العدد اليومى




موضوعات متعلقة..



علاقة معقدة تحكمها مكافحة الإرهاب وأمن الإقليم.. براون: التوتر بين أمريكا ومصر سيستمر لتفضيل واشنطن نهجاً أكثر شمولية من المنظور الأمنى









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة