يبدو أن أفلام السير الذاتية تمتلك حظا أوفر للوصول إلى جائزة الأوسكار التى تعد واحدة من أهم الجوائز العالمية على الإطلاق، فمن بين العديد من الأفلام التى جسدت سيرا ذاتية سواء لعلماء أو رياضيين أو حتى فنانين استطاع صناع تلك الأفلام الحصول على جوائز الأوسكار بجدارة، إلا القليل منهم ممن نالوا الترشح لكنهم لم يحصلوا على شرف الجائزة.
العديد من النماذج تبرهن وتدلل على ذلك، خاصة الأفلام التى استطاع فيها بطل العمل أن يتحول إلى صورة طبق الأصل من الشخصية الحقيقية التى يجسدها على الشاشة.
«The Imitation Game»
أقرب تلك النماذج والذى ينتظر الحصول على الجائزة من خلال حفل الأوسكار 2015، هو بنديكت كومبرباتش لتجسيده السيرة الذاتية لمحلل الشفرات وعالم الحاسوب الآن تورينج، والذى كان له الدور الرئيسى فى فك شفرة الإنجما الألمانية النازية التى ساعدت الحلفاء بالانتصار فى الحرب العالمية الثانية، ولكن لاحقاً تتم محاكمته بسبب مثليته الجنسية.
بنديكت قد يكون هو الأقرب للجائزة، حيث استطاع أن يلفت الأنظار بفيلم «The Imitation Game» الذى تدور أحداثه خلال الحرب العالمية الثانية من إخراج مورتين تيلدوم وتأليف غراهام مور، عن كتاب السيرة آلان تورنج، وهو الفيلم الذى حقق 122 مليون دولار أمريكى فى شباك التذاكر.
«The Social Network»
الممثل الشاب جيسى إيزنبرج نال ترشيح لجائزة الأوسكار لتميزه فى أول دور رئيسى له بفيلم «The Social Network» حيث أثبت موهبته وبترشيحه للأوسكار وضع اسمه بين العمالقة، حيث يجسد السيرة الذاتية للملياردير الشاب مارك زكربرج مؤسس الشبكة الاجتماعية الشهيرة «فيس بوك» وهو يتعرض لبداية تكوّن الفكرة، والمشاكل التى واجهها زكربرج قبل أن تحتل الشبكة مكانها الحالى فى عالم الإنترنت، ورغم ترشيح جيسى وتألقه فى الفيلم فإنه لن ينال جائزة الأوسكار وإنما حاز الفيلم على جائزة أوسكار أفضل فريق عمل.
«ma vie en rose»«ma vie en rose»
النجمة الفرنسية ماريون كويتار استطاعت أن تجسد دور الأسطورة الفرنسية المطربة إديث بياف فى فيلم السيرة الذاتية ma vie en rose وهو من إخراج أوليفيه داهان وفاز بخمس جوائز Césars، بما فى ذلك واحدة لجائزة أوسكار أفضل ممثلة، وهى المرة الأولى التى يتم منح جائزة أوسكار لدور باللغة الفرنسية وتعتبر ماريون أول ممثلة فرنسية تفوز بجائزة البافتا لأفضل ممثلة، وأول ممثلة تفوز بجائزة الجولدن جلوب عن فيلم موسيقى باللغات الأجنبية.
«Rush»
كريس هيمسورث هو الآخر رشح للأوسكار عن دوره فى فيلم «راش»، لكنه لم يفز بالجائزة وهو فيلم السيرة الذاتية لإحدى محترفين الفورمولا فى عام 1976 وهو جيمس هانت الذى يدخل فى إحدى البطولات الكبرى التى تكمن فيها منافسة شرسة بين اثنين من أهم مشاهير الفورمولا حول العالم، وقد وصلت ميزانية الفيلم إلى 38,000,000 دولار أمريكى، شارك فى بطولته عدد كبير من النجوم من أبرزهم أوليفيا وايلد ودانيال بروهيل.
«Milk»
فيلم السيرة الذاتية Milk قاد النجم العالمى شون بن للوصول إلى جائزة الأوسكار وهو الفيلم الأمريكى الذى قام بإخراجه جاس فان سانت، شارك شون البطولة جيمس فرانكو وجوش برولين، والفيلم يحكى قصة هارفى ميلك الناشط السياسى فى حقوق المثليين، وحصل شون بن على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل فى دورة المهرجان الواحد والثمانين عن دوره فى هذا الفيلم ليكون مجموع جوائز شون بن من الأوسكار مرتين، واحدة أفضل ممثل فى فيلم ميلك، والثانية عن دوره فى فيلم نهر غامض، كما حصل كاتب الفيلم داستين لانس بلاك على جائزة الأوسكار لأفضل نص أصلى، حيث رشح شوب بن لخمس جوائز أوسكار وفاز بـ2.
«The Monster»
النجمة تشارليز ثيرون والتى دخلت إلى المجال الفنى والتمثيل بالصدفة نالت جائزة الأوسكار عن دورها فى فيلم «الوحش» عام 2003 والذى نالت عنه جائزة الأوسكار أفضل ممثلة، كما رشحت لجائزة الأوسكار أيضًا عن فيلم «North Country» عام 2005، حيث رشحت للأوسكار مرة واحدة ونالتها مرة واحدة أيضا، لكنها استطاعت أن تلفت انظار العالم بدورها فى فيلم «الوحش» حيث جسدت دور سيرة ذاتية لـ«أيلين ورنوس» والتى تعتبر أول امرأة ترتكب سلسلة من جرائم القتل فى الولايات المتحدة.
«Capote»
النجم الراحل فيليب سيمور هوفمان بطل فيلم Capote استطاع هو الآخر أن يحصل على جائزة الأوسكار أفضل أداء عن دوره بالفيلم حيث جسد السيرة الذاتية للمؤلف ترومان كابوتى، حيث يستعرض الأعوام الست الأهم فى حياة مؤلف كتاب «إفطار فى تيفانى»، وسفره إلى كانساس المدينة التى كانت مسرحا لجريمة بشعة راح ضحيتها عائلة مكونة من 4 أشخاص على يد متشردين عام 1959.
فيليب رشح لجائزة الأوسكار 3 مرات عام 2008 و2009 و2013 وفاز بالأوسكار أفضل ممثل بسبب فيلم كابوتى، ورشح لجائزة البافتا 3 مرات وفاز بها عن دوره بفيلم كابوتى أيضًا.
«The raging bull»
النجم الكبير روبرت دى نيرو حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل لدوره فى فيلم «الثور الهائج»، علاوة على جائزة أفضل ممثل مساعد فى فيلم العراب الجزء الثانى، حيث رشح لجائزة الأوسكار 7 مرات ولم يفز بها إلا مرتين فقط.
روبرت دى نيرو جسد السيرة الذاتية للملاكم الأمريكى الإيطالى جايك لاموتا إلى جانب سيرته الرياضية والتراجيدية، حيث تتضمن أحداث الفيلم الحزن والغضب والغيرة التى دمرت علاقته مع زوجته فيكى.
«Hitchock»
إنتونى هوبكنز هو الآخر أبدع فى تجسيد السيرة الذاتية للمخرج ألفريد هيتشكوك فى فيلم Hitchock وهو فيلم الكوميديا والدراما الذى رصد علاقة المخرج ألفريد هتشكوك بزوجته أثناء عمله على فيلم سايكو الذى يعد أحد أفضل أفلام الرعب فى تاريخ صناعة الأفلام، ويعد هيتشكوك أحد رواد مجال الإخراج السينمائى، حيث كان يقتبس أفلامه من محاور التحليل النفسى، وأصبح ألفريد هيتشكوك رمزاً ثقافياً وقدم أكثر من خمسين فيلما فى حياته المهنية التى امتدت ستة عقود، ورغم أنه لم يفز بجائزة الأوسكار عن هذا الدور، إلا أنه كان محل إشادات للعديد من النقاد، فى حين أنه فاز بالأوسكار عن فيلمه صمت الحملات.
«Walk the Line»
جواكين فينيكس قام بتجسد دور جونى كاش فى فيلم Walk the Line هو فيلم سيرة ذاتية لجونى كاش من إخراج جيمس مانجولد وبطولة خواكين فينيكس وريس ويذرسبون وجينيفر جودين وروبرت باتريك، والفيلم عن كتاب سيرة ذاتية من تأليف بطل القصة المغنى جونى كاش، ويركز الفيلم على حياة جونى كاش المبكرة وعلاقته الرومانسية مع جون كارتر وصعوده إلى ساحة الموسيقى الريفية، ورشح الفيلم لخمس جوائز أوسكار بما فى ذلك جائزة أفضل ممثل لـ«خواكين فينيكس» وجائزة أفضل ممثلة لـ«ريس ويذرسبون» وجائزة أفضل تصميم أزياء، لكن خواكين لم يحصل على الجائزة رغم تألقه فى الدور.
«Gandhi»
النجم البريطانى بن كينجسلى فاز بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «غاندى»، وهو الفيلم التاريخى الذى أنتج عام 1982 وتناول قصة حياة غاندى قائد مقاومة اللاعنف ضد حكم بريطانيا الاستعمارى للهند خلال النصف الأول للقرن العشرين، وفاز الفيلم بجائزة الأوسكار لأحسن فيلم.
«The Theory Of Everything»
النجم الشاب إيدى ريدماين يقترب من الجائزة أيضًا، حيث يعتبر واحدا من أهم النجوم الذين جسدوا شخصيات حقيقية على شاشة السينما رغم صغر عمره الفنى، وذلك من خلال فيلم The Theory Of Everything والذى يعرض حاليا فى دور العرض السينمائى، محققا إيرادات تخطت الـ70 مليون دولار أمريكى، رغم أن تكلفته لم تتجاوز الـ15 مليون دولار أمريكى فقط، حيث يجسد إيدى ريدماين دور عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج وعلاقته بزوجته، حيث يرصد حياة عالم الفيزياء، ويركز الفيلم على إصابة ستيفن بمرض التصلب الجانبى العضلى وهو المرض الذى خرجت حملات توعية كبيرة جدا به مؤخرا عرفت بتحدى دلو الجليد، والذى شارك فيه أشهر شخصيات العالم.
الفيلم يرصد حالة التحدى التى ولدها المرض لدى ستيفن وكيف ساعده حب حياته من جين وايلد زوجته فى تخطى تلك الأزمة واستكمال حياته محققا أغلب طموحاته، والفيلم يظهر مدى جمال علاقته بزوجته التى وقفت إلى جواره رغم مرضه.
«I'm Not There»
كيت بلانشت هى الأخرى كانت ترشحت لجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عام 2007 عن دورها فى فيلم I'm Not There، حيث جسدت دور بوب ديلن وهو مغنٍ وملحن وشاعر وفنان أمريكى يتمتع بصوت رائع، وكان شخصية مؤثرة فى الموسيقى والثقافة الشعبية لأكثر من خمسة عقود، كما تم استخدام بعض أغانيه كنشيد لحركة الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين والحركة المناهضة لحرب فيتنام، تميز بغنائه العديد من الأنواع الموسيقية مثل ريف والغوسبل والبلوز والروك، ويعتبر واحداً من الفنانين الأكثر مبيعاً من أى وقت مضى، وتلقى العديد من الجوائز منها 11 جائزة جرامى، وجائزة أوسكار واحدة، وجولدن جلوب واحدة، وتلقى ديلان وسام الحرية الرئاسى من الرئيس باراك أوباما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة