"بوتين فى القاهرة" بعد غياب 6 سنوات.. الكرملين: الرئيس الروسى يزور القاهرة يومى 9و10 فبراير لمناقشة العلاقات الثنائية.. مستشرق لـ"اليوم السابع": الحدث له أهمية سياسية واستجابة لتطلعات الشعب المصرى

الأربعاء، 04 فبراير 2015 02:00 م
"بوتين فى القاهرة" بعد غياب 6 سنوات.. الكرملين: الرئيس الروسى يزور القاهرة يومى 9و10 فبراير لمناقشة العلاقات الثنائية.. مستشرق لـ"اليوم السابع": الحدث له أهمية سياسية واستجابة لتطلعات الشعب المصرى الرئيس الروسى بوتين
كتب مؤمن مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أول زيارة رسمية لرئيس روسى منذ 6 سنوات، يستعد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لزيارة مصر يوم 9و10 فبراير من الشهر الجارى، حيث أعلن الكرملين رسميا أن بوتين سيزور القاهرة بدعوة من نظيره المصرى عبد الفتاح السيسى.

وأوضح البيان أن الرئيسين سيبحثان خلال الزيارة "آفاق تنمية العلاقات الروسية - المصرية وخصوصا فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والإنسانية"، لافتاً إلى أنه "سيتم تبادل وجهات النظر حول الوضع فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخصوصا العراق وسوريا وليبيا" وكذلك تسوية النزاع الإسرائيلى - الفلسطينى.

ويستعد الرئيس الروسى وفقا للخبراء لمناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية والتعاون الثنائى والمشترك بين البلدين فى مجالات "التجارة والصناعة والاستثمار والسياحة والتسليح والتعاون العسكرى التقنى"، وطرح إقامة العديد من المشروعات وإمكانية إمداد مصر بالغاز المسال من خلال شركة "جازبروم" الروسية.

1. العلاقات الثنائية:
وحول العلاقات المصرية الروسية وزيارة الرئيس بوتين إلى مصر، قال ليونيد إيساييف، المستشرق الروسى والمحاضر فى المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، أن زيارة بوتين إلى القاهرة لها أهمية سياسية كبيرة وهى فى نفس الوقت استجابة لتطلعات الشعب المصرى، الذين يريدون أن يروا رئيس الدولة الروسية فى أرض مصر فى السنوات الأخيرة، مؤكداً: "من المهم أن نلاحظ أن هذا هو الاجتماع الثالث للرئيسين "السيسى وبوتين" حيث عقدا العام الماضى اجتماعين فى روسيا، وهذا يدل بوضوح على المستوى العالى من العلاقات الثنائية، والتى لم نلاحظها فى عهد الاتحاد السوفيتى".

وأشار المستشرق الروسى لليوم السابع، إلى أن الرئيسين سينظران فى مجموعة واسعة من القضايا، والتى ناقشاها خلال اجتماعهما فى سوتشى فى أغسطس من العام الماضى، أولا سيناقشان القضايا الاقتصادية الواسعة جدا والتى تتجدد فى سياق الصراع بين روسيا والغرب، كما أنهما سيبحثان التعاون والمشاورات العسكرية التقنية والتى بدأت خلال اجتماع نوفمبر عام 2013 فى القاهرة فى شكل "2 + 2"، وثالثا التعاون فى مجال العلم والتعليم، حيث من المقرر التحضير لاجتماع بين وزيرى التعليم العالى لمصر وروسيا لمناقشة هذا الأمر فى شهر سبتمبر من العام الحالى، ومناقشة زيادة المنح الدراسة للمصريين الدارسين فى موسكو، كما سيناقش السيسى وبوتين مسألة التعاون السياسى فى الشرق الأوسط وهذا ينطبق على الوضع الذى يتعلق بـ"داعش" والصراع فى سوريا والقضية الفلسطينية - الإسرائيلية، وزيادة الدور المحتمل لمصر كوسيط بين سوريا ودول الخليج.

2. إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين القاهرة وموسكو
وفيما يتعلق بإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين مصر وروسيا، قال المستشرق الروسى إنه واثق من افتتاح منطقة تجارة حرة بين روسيا ومصر وهذا المشروع هام يتطلب التنفيذ السريع، مشيراً إلى أن هذا المشروع فى الوقت الحالى يحتاج لبعض الشركات الروسية والمصرية وسوف يعمل على تعزيز تنمية الاقتصاد فى البلدين، وعلاوة على ذلك، المنطقة الحرة قادرة على توفير قوة دفع لسلسلة من ردود الفعل فى بلدان أخرى فى المنطقة والتى تسمى "رد فعل الدومينو".

3. التعاون العسكرى التقنى:
وأكد إيساييف أن عام 2015 يصادف الذكرى الـ60 للتعاون العسكرى التقنى بين روسيا ومصر، فهذا التعاون كان له إثر كبير على المجتمع المصرى، فضلا عن مساهمته فى بناء السد العالى فى أسوان، والآن الوضع أكثر ملائمة لتطوير مجالات التعاون فى المجالات العسكرية، التى لم تظهر بعد علاقة مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية، منوها إلى أن مصر مهتمة بشراء معدات جديدة وروسيا أيضا مهتمة بالعثور على شركاء، ومصر واحدة من العناصر الرئيسية ولكن أيضا يجب أن يكون هناك نموذج جديد للتعاون.

وقال إيساييف أن مصر تسعى لتطوير الصناعة العسكرية حيث يعمل المصريون على إنتاج أنواع كثيرة من الأسلحة، بما فى ذلك الرادارات، وتلبية حوالى 90٪ من احتياجات الجيش فى الاتصالات والأعمال العسكرية، وهذا يتيح الفرصة لشركة "روسوبورون اكسبورت" الروسية لصناعة الأسلحة العمل مع الجانب المصرى من خلال التعاون الصناعى فى المجال العسكرى، والتنمية المشتركة لشركات التحديث والإصلاح.

4. المنطقة الصناعية الروسية ضمن مكنونات قناة السويس
أوضح ليونيد إيساييف أن المنطقة الصناعية الروسية فى قناة السويس الجديدة، يبدو أنها ستكون العمود الفقرى للمشاريع والتعاون الاقتصادى بين مصر وروسيا، وموافقة القيادة الروسية والمصرية على ضرورة إنشاء مركز الخدمات اللوجستية فى البحر الأسود، هذا سيمكن البلدين من تنقيح المواد الخام الزراعية والغذائية.

وأشار المستشرق الروسى أنه خلال زيارة السيسى الأخيرة إلى روسيا وافق على إنشاء مركز صناعى روسى وإتاحة الفرصة لوجود منطقة صناعية روسية، والسؤال هو كيف سيتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع "قناة السويس الثانية"، وكيف ستكون المنظمات الروسية على العمل فى هذا الاتجاه، الإجابة هى أن هناك اقتراح من البعثة التجارية الروسية فى مصر وهو إنشاء مركز للاستشارات الاستثمارية والتصميم والتى من شأنها أن تساعد الشركات الروسية الراغبة فى العمل فى هذا البلد، بما فى ذلك إعداد التطبيقات للمشاركة فى المناقصات.

5. الانتقال للتعامل بالعملة المحلية لمواجهة الدولار
وأكد الخبير الروسى أن روسيا تعمل بنشاط الآن للانتقال إلى المدفوعات بالعملة المحلية ويتم تفعيل هذا بين روسيا وتركيا وإيران والصين والهند، ولماذا مصر لا تذهب فى هذا الطريق، الذى من شأنه المساعدة فى الحد من الاعتماد على العملة الأمريكية وهذا يتفق تماما مع المصالح الاستراتيجية لروسيا ومصر.

وأشار الخبير الروسى أنه يمكن تلخيص المصالح الروسية فى مصر فى المجال الاقتصادى على النحو التالى، أولا: مصر سوقا واعدا للمنتجات الروسية، بما فى ذلك الزراعية (على سبيل المثال، القمح) والمنتجات ذات القيمة المضافة العالية وفى المقام الثانى، تدفق المنتجات الزراعية المصرية إلى السوق الروسية مهم لمواجهة العقوبات الغربية التى فرضت على روسيا فى عام 2014. ثالثا، السوق العربى جذاب للغاية ومصر تعتبر "بوابة" للعالم العربى بالنسبة لروسيا مع تغيير المصالح الجيوسياسية الروسية فى الشرق الأوسط.


موضوعات متعلقة:

الكرملين: بوتين يزور مصر 9 و10 فبراير الجارى بدعوة من الرئيس السيسى







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة