يعد المخرج جعفر بناهى واحدا من أبرز المخرجين الإيرانيين الذى يعانون دائما من محاولة السلطات الإيرانية قمعه بشتى الطرق حتى إنها منعته من مزاولة مهنته وتصوير أى أفلام سينمائية، لكنه تمرد على ذلك الوضع وتحدى القيود التى وضعتها حكومة بلاده التى منعته من السفر أيضا لأى دولة أخرى، فى خوف منها من تصوير أفلامه بالخارج، لكن بناهى لم يستسلم لتلك المعوقات ليعطى درسا قاسيا للسلطات الإيرانية بأنه لا يستطيع أحد مصادرة حق القوى الناعمة فى التعبير عن المجمتع.
بناهى رغم كل شىء إلا أنه استطاع المنافسة على جائزة الدب الذهبى بمهرجان برلين السينمائى بدورته الـ65 الحالية بفيلمه TAXI الذى صوره فى تاكسى بعيدا عن أنظار الحكومة، ويجسد به دور سائق تاكسى يركب معه العديد من الغرباء وكل منهم يعبر عن رأيه فى الأوضاع السياسية والاجتماعية فى طهران ليكشف الكثير من تردى أوضاع الحريات فى إيران، وسائق التاكسى هو المخرج جعفر بناهى نفسه الذى يؤكد أنه رغم كل المضايقات التى يتعرض لها إلا أنه لا يعرف شيئا سوى تصوير الأفلام السينمائية التى يحيا بها، ويشارك بناهى فى المهرجان وبداخله ذكريات فوزه بجائزة الدب الذهبى عام 2006 عن فيلمه "أوفسايد" أو Offside.
ونشر مهرجان برلين بيانا على لسان جعفر بناهى يؤكد فيه أنه لن يمنعه شىء من التصوير بالكاميرا، وأنه حتى عندما تمت محاولة وضعه فى زاوية بعيدة ليتنحى جانبا إلا أنه تواصل مع ذاته الداخلية، وخلق عملا إبداعيا يتخطى مجرد موضوع الرغبة.
وتم عرض فيلم "تاكسى" فى إطار فعاليات المهرجان واهتمت العديد من الصحف العالمية بالفيلم والمخرج، حيث أشارت صحيفة "بوليوود تراد" إلى أن بناهى نجح فى انتقاد النظام الإيرانى بـ TAXI، وأشادت بعناصر الفيلم سواء من حيث اختيار الشخصيات أو الجمل الحوارية وأيضا التصوير، ليصل رسالة سياسية واجتماعية إلى الجمهور بحرفية عالية، ويصور تفاهات القمع الإيرانى، والتعصب بالمجتمع.
كما اهتمت مجلة "فارايتى" بعرض الفيلم فى المهرجان ونشرت مقالا حول خروج المخرج الإيرانى الممنوع جعفر بناهى إلى شوارع طهران لتصوير فيلمه "تاكسى"، حيث أكد كاتب المقال الناقد الشهير سكوت فونداس أن الفيلم يطرح تساؤلا حول هل بإمكان الحكومات أن تمنع مبديعها من تصوير أعمالهم الفنية، حيث إن taxi يعد التجربة الثالثة للمخرج منذ أن صدر قرار بمنعه من الإخراج.
وأشادت صحيفة Indiewire بالفيلم حيث نشرت مقالات بعنوان "تاكسى جعفر بناهى تحفة سينمائية رائعة"، وأنه ينقل واقع الشارع الإيرانى كما عود جمهوره دائما فى أفلامه، وذلك من خلال أسلوب بسيط وسهل.
الحكومة الإيرانية تعتبر بناهى دائما شخصا مخربا وتروج إلى أنه يسعى لإثارة البلبلة فى بلاده، فأفلامه تتضمن دائما سخرية اجتماعية لاذعة وهو ما لا يعجب السلطات الإيرانية، وتم منعه من التصوير بعدما حاول بالكاميرا توثيق المظاهرات التى اندلعت فى إيران اعتراضا على إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدى نجادى 2009، وفى 2011 صدر ضده حكما بالسجن لمدة 20 سنة، ومنعه من التصوير أو كتابة الأفلام أو السفر، ثم تم إخلاء سبيله بكفالة على أن يحق للسلطات اعتقاله متى شاءت.
جعفر بناهى مخرج إيرانى يكشف قمع حكومات بلاده للحريات ويتحدى السلطات بـ"تاكسى".. إيران تمنعه من تصوير الأفلام.. والمخرج ينجح فى المنافسة على الدب الذهبى بمهرجان برلين السينمائى
الأحد، 08 فبراير 2015 04:53 ص
المخرج الإيرانى جعفر بناهى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة