مرصد التكفير يكشف انتهاكات التنظيمات الإرهابية بحق الطفولة.. ويؤكد: المتطرفون يجندون الأحداث لترويض جيل يحمل أيديولوجيتهم المتطرفة.. ويستخدمون المعاقين كانتحاريين..ويرون فى الأطفال وسيلة لضمان الولاء

الأحد، 08 فبراير 2015 01:15 م
مرصد التكفير يكشف انتهاكات التنظيمات الإرهابية بحق الطفولة.. ويؤكد: المتطرفون يجندون الأحداث لترويض جيل يحمل أيديولوجيتهم المتطرفة.. ويستخدمون المعاقين كانتحاريين..ويرون فى الأطفال وسيلة لضمان الولاء دار الإفتاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أحدث تقاريره التى تدق ناقوس الخطر، أصدر مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية، تقريره الثانى عشر، والذى يرصد فيه انتهاكات التنظيمات الإرهابية والمتطرفة فى حق الأطفال، حيث أوضح التقرير أن هذه التنظيمات قد حولت قضية تجنيد الأطفال إلى قضية استراتيجية لترويض جيل قادم يحمل أيديولوجيتها المتطرفة والإرهابية لضمان ديمومتها لسنوات وربما لعقود قادمة، حيث تبذل التنظيمات الجهود المضنية فى سبيل ذلك، وتقوم هذه التنظيمات بنشر كثير من الصور ومقاطع فيديو لأطفال صغار يقاتلون فى صفوفها ويطلقون النار على أشخاص أو يتدربون حاملين رشاشات فى أشرطتها الدعائية.

واعتمد تقرير دار الإفتاء على دراسات تحليل مضمون لأكثر من عشرين موقعا إرهابيًا وعلى رأسها موقع الشام نيوز وهو الموقع الرسمى لتنظيم داعش ومواقع جبهة النصرة وأنصار الشريعة وكتائب الفرقان والذئاب المنفردة وأنصار بيت المقدس وغيرها من المواقع المنتشرة على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعى، وجاءت نتائج ما توصل إليه التقرير موافقاً لتقرير الأمم المتحدة الذى صدر مؤخرًا.

وأكدت الدراسات أن التنظيمات الإرهابية تعمد إلى جذب الأطفال الأصغر سنًا إلى صفوفهم لكونهم الفئة الأكثر انصياعًا ولقابليتهم للسيطرة مستقبلا، وقد كشف تقرير الإفتاء عن الوسائل والسبل التى تنتهجها التنظيمات الإرهابية لجذب الأطفال حيث نشرت التنظيمات الإرهابية على شبكة الإنترنت دليلاً إرشادياً يشرح لأمهات التنظيمات المسلحة – إضافة إلى مؤيدات التنظيمات ممن لم ينضممن إليهم – كيفية تنشئة أطفالهن طبقًا لمبادئ وتعليمات التنظيمات التكفيرية.

وأشار التقرير إلى أن التنظيمات المتطرفة تركز على واحدة من أهم خطوات تجنيد المراهقين ممن هم دون الثامنة عشرة وهى حالة النزعة الدينية المتوهجة لصغار السن، الذين عادة ما يكونوا قد انخرطوا فى تجربة تديّن حديثة، ممزوجة بروح التضحية ومشبعة بالفكر الجهادى خاصة فى ظل المواد الإعلامية التى تروجها التنظيمات الجهادية المتطرفة.

وأوضح التقرير أن الأطفال خاصة من هم فى بداية مرحلة المراهقة يعدون بحق صيدًا ثميناً لجماعات التطرف بسبب استغلال حسن نواياهم واندفاعهم، ورغبتهم الملحة فى تغيير الأوضاع التى يعانى منها العالم الإسلامى على حد زعمهم ووفق الرؤية الساذجة التى يقدمها إعلام تلك الجماعات والتنظيمات لهؤلاء الأطفال، دون النظر للتعقيدات السياسية التى تحيط بالمناطق التى تشتعل فيها بؤر الصراعات والنزاعات.

وأكد التقرير أن التنظيمات التكفيرية تعمد إلى العزف على سردية الجهاد وما فيه من مفاخر وكيف كان الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين – يضحون بأنفسهم ويخوضون غمار الحروب نصرة للدين وإعلاءً لكلمة الله عز وجل، وأوضح التقرير أن التنظيمات الإرهابية يخلطون الروايات التاريخية بعضها ببعض عن عمد حتى يجذبوا المزيد والمزيد من المقاتلين الذين يقاتلون حمية دون وعى ولا فكر فهم يسردون روايات عن عدد من الصحابة الذين شاركوا فى القتال زاعمين أنهم شاركوا وهم صغار السن.

وقد رصد تقرير دار الإفتاء أهداف تنظيم منشقى القاعدة من وراء تجنيد الأطفال ووصل إلى العديد من الأسباب لعل من أبرزها أن استخدام الأطفال يُحدث صدمةً كبيرة، حيث تسعى التنظيمات التكفيرية لزرع فكرة أنّها الجماعة الأكثر خطورة فى العالم فى سعى دؤوب من قادة هذه التنظيمات للسيطرة على عقول الشباب والصغار والعبث بها، كذلك فإن استخدام الأطفال تقنية فعّالة لهذه التنظيمات الإرهابية، حيث تقوم هذه التنظيمات بعملية غسل أدمغتهم وصب مبادئها القميئة فيهم ليخرج بعد ذلك جيلاً يكره العالم ويمقت سبل السلام.

وذكر التقرير أن هذه الجريمة التى يرتكبها التنظيم بحق الأطفال تساعده على جذب مزيد من المقاتلين الجدد عبر الإنترنت، من خلال الضجة الإعلامية التى يثيرها بنشر أشرطته الدموية عبر وسائل التواصل الاجتماعى. كما يرى التنظيم فى الأطفال وسيلة لضمان الولاء على المدى البعيد، حيث يتم تدريبهم منذ نعومة أظافرهم على الفكر التكفيرى الدموى، فضلا عن حاجتهم لأشخاص يلتزمون بعقيدتهم من أجل المحافظة على الولاء لكياناتهم المزعومة.

وأشار التقرير إلى أن بعض التنظيمات الإرهابية تستخدم الأطفال المعاقين ذهنياً كانتحاريين وكدروع بشرية، كما أكد تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخرًا أن بعض متشددى التنظيمات التكفيرية يقومون ببيع الأطفال المختطفين، وخاصة المنتمين للأقليات، كما يستخدمونهم فى الاستعباد الجنسى ويقتلون آخرين، إما عن طريق الصلب أو الدفن على قيد الحياة.

وفى معرض رده على هذه الانتهاكات البشعة، أكد التقرير أن الإسلام اهتم بالطفل اهتمامًا كبيرًا فقد أقرت الشريعة الإسلامية جملة من المبادئ والأحكام تكفل بها صون الأطفال وحمايتهم أثناء الحروب والنزاعات المسلحة، ذلك تقريرًا منها على أن الطفولة حِمى يجب أن يبتعد عنه المتقاتلون والمتحاربون ويحرم الاقتراب منه.. وقد وضع جملة من المبادئ والقيم لحماية الأطفال أثناء الحروب والنزاعات المسلحة.

وذكر التقرير مجموعة من هذه المبادئ والقيم، أهمها أن الإسلام نهى عن قتل الأطفال فى الحروب، حيث أجمع الفقهاء على تحريم قتل الأطفال أثناء النزاعات المسلحة وعدم التعرض لهم، وقد نهى النبى - صلى الله عليه وسلم - نهياً صريحاً عن قتل النساء والصبيان فى الحروب، حيث قال النبى -صلى الله عليه وسلم-: "ما بال أقوام بلغ بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية؟ ألا لا تقتلوا ذرية، ألا لا تقتلوا ذرية"، قيل: يا رسول الله، أوليس هم أولاد المشركين؟ قال "أوليس خياركم أولاد المشركين".

كذلك فقد حرصت الشريعة الإسلامية على توفير الحماية الجسدية للأطفال بمنع قتلهم أثناء النزاعات المسلحة والحروب، كذلك فقد حرصت على أن توفر لهم الحماية النفسية والاجتماعية وكفلت لهم حق الأمن والأمان ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعى بعيدًا عن الخوف والرهبة، حيث أمر بعدم التفريق بينهم وبين آبائهم وأمهاتهم وذوى قرابتهم إن كانوا صغارًا، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة".

ومن أهم هذه المبادئ التى أقرها الإسلام حماية للأطفال أثناء الحروب والنزاعات المسلحة منع الأطفال من الالتحاق بالجيش وخوض غمار الحروب، لأن الطفل ضعيف البنية لا يقدر على تحمل ويلات الحروب، ولأنه مظنة الرحمة فلا يؤتى به إلى التهلكة، حيث رد النبى - صلى الله عليه وسلم - رافع بن خديج يوم بدر لصغر سنه، كما رد عبد الله بن عمر يوم أحد كذلك، وهناك الكثير من الصحابة الذين ردهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الجهاد والمشاركة فى الحروب لصغر سنهم، ومنهم: أسامة بن زيد والبراء بن عازب وسمرة بن جندب.

واستطرد التقرير أن التنظيمات المتطرفة والجماعات التكفيرية تنبذ هذه المبادئ وتأخذ عددًا من الأحاديث والمواقف وتعمل على تفسيرها بما يتوافق مع توجهاتها وتحقيق مآربها فى استدراج الصغار والكبار الرجال والنساء إلى ساحة الوغى لتستنزف مقدرات الأمة وتهدر مستقبلها الواعد المتمثل فى هؤلاء الأطفال والشباب.

وحول سبل مواجهة هذه الجريمة النكراء بحق الأطفال، أوضح التقرير أن الانعكاسات السلبية لجريمة تجنيد الأطفال تعد من أخطر التداعيات وتتطلب جهوداً مضاعفة من جميع الجهات المنوطة بحماية الطفل للتخفيف من حدة هذه الانعكاسات، ولعل ذلك ما يستوجب اتخاذ تدابير خاصة لحماية الأطفال من مثل هذه الإساءات الشديدة ومن استغلال حقوقهم.

ومن هذه التدابير التى طرحها مرصد دار الإفتاء فى هذا التقرير: ضرورة تفعيل القوانين الدولية المتعلقة بحماية الأطفال. وبث الوعى بمخاطر هذه الانتهاكات والتى تهدد مستقبل الأمة كذلك الحث على التدخل الفورى لتحرير الأطفال من البيئات التى يتم فيها استغلالهم وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية والنمطية وإشراكهم فى نشاطات متنوعة بهدف إعادة تأهيلهم بإشراف كوادر مدربة من الأخصائيين من علماء الدين والتربية والنفس.‏

واقترح مرصد الإفتاء أيضا تقديم الدعم للأطفال الفارين من جحيم هذه الصراعات والحروب، وهو ما يتطلب منظورًا والتزامًا طويل الأمد تجاه الأطفال والبيئات المحلية المتضررة من النزاعات التى يعودون إليها.

وحول دور المؤسسات الدينية، أكد التقرير أن عليها عبئًا كبيرًا فى مواجهة هذا الفكر التكفيرى وأصحابه الذين لا يرعون فى أطفال المسلمين إلَّاً ولا ذمة، وذلك بتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام وبيان كيف حافظ الإسلام على الطفل وكفل له حقوقًا ألزم الدولة والمجتمع والأسرة بها وضمانها كذلك يقع عليها مهمة تحصين فكر وعقول الأطفال من برامج البروباجندا المضللة التى يقدمها قيادات التنظيمات المتطرفة عبر وسائل الإعلام المعاصرة، وتحذير أولياء الأمور من خطورة تأثر الأطفال بأفكار الجماعات المتطرفة.

ودعا التقرير الخطباء والدعاة وعلماء الدين إلى التركيز على التوعية الأمنية وتوضيح مخاطر هذه الجماعات والتنظيمات المتطرفة. ثم تأكيد الخطاب الدينى على وسطية الإسلام وإشاعة روح التسامح وقبول الآخر والبعد عن الغلو والتكفير والتأكيد على خطورة انخراط الأطفال فى النزاعات المسلحة وانعكاساتها السلبية على مستقبل الأطفال وعلى مستقبل الأمة.


موضوعات متعلقة:

"الإفتاء": استراتيجية الإرهاب تجنيد الأطفال لضمان استمرار التطرف










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن

الأزهر ودوره في نشر الأسلام الوسطي

بارك الله في أزهرنا وحمي رجاله

عدد الردود 0

بواسطة:

مؤمن

دار الافتاء والمرصد التكفيري

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الله

نسيء لديننا الحنيف

الاساءة للدين عن طريق العنف و الارهاب والقتل

عدد الردود 0

بواسطة:

يحي

مرصد دار الافتاء

عدد الردود 0

بواسطة:

مدحت

التنظيم الارهابي داعش

عدد الردود 0

بواسطة:

حميد

بارك الله في شيوخ دار الافتاء

عدد الردود 0

بواسطة:

مريم

محاولة للفهم

عدد الردود 0

بواسطة:

راجح

الحرب العالمية الرابعة

حروب الجيل الرابع داعش وامثالها

عدد الردود 0

بواسطة:

تميم

يريدون ان يطفئوا نور الله والله متم لنوره ولو كرة الكافرون

التعليق فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

حاتم

مذهب اهل الكفرب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة