محلل إسرائيلى: القرار يثبت أن السيسى قائدا واحدا فى الشرق الأوسط ويمكن مقارنته بـ"تشرتشل"
خبراء إسرائيليون: القرار سيؤثر على علاقات مصر وغزة.. ويعد "إعلان حرب" لمصر على الحركة
استغلت إسرائيل قرار محكمة الأمور المستعجلة الصادر أمس السبت، باعتبار حركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة بالقوة منذ عام 2007، حركة "إرهابية" لتصطاد فى المياه العكرة بما يتوافق مع مصالحها، حيث خرجت بعض التصريحات من مسئولين سياسيين وأمنيين، بالإضافة للعديد من التقارير والتحليلات تدعوا للقضاء على على الحركة نهائيا من غزة، كما استغل بعض الساسة فى تل أبيب للقرار فى معركة الكنيست الانتخابية الدائرة حاليا المقرر انعقادها فى 17 مارس الجارى.
استغلالات سياسية إسرائيلية لحُكْم المحكمة
وكان أول رد فعلا من جانب مسئولى دولة الاحتلال الإسرائيلية، تعقيب الجنرال احتياط عاموس يدلين، رئيس المخابرات العسكرية سابقا وأحد أهم قيادات "المعسكر الصهيونى" اليسارى الذى ينافس اليمين الإسرائيلى بزعامة بنيامين نتانياهو فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، على قرار القضاء المصرى اعتبار حركة حماس منظمة إرهابية، قائلا: "إن هذا القرار ينطوى على أهمية كونه لا يفصل بين الجناح العسكرى والجناح السياسى فى المنظمات الإرهابية"، مؤكدا أن حماس هى منظمة إرهابية قاتلة تهدف إلى المساس بالأبرياء ويجب الخلاص منها نهائيا، على حد قوله.
جانب من تقرير هاآرتس
واستغل السياسى الإسرائيلى القرار، مطالبا تل أبيب بالعمل مع مصر، والجهات المعتدلة فى المنطقة لتشكيل حلف إقليمى ضد العناصر المتطرفة، على حد قوله.
وفى السياق نفسه، استغل وزير الخارجية الإسرائيلى اليمينى المتطرف أفيجادور ليبرمان، الحكم المصرى ودعا إلى طرد عرب 48 من إسرائيل، ووصفهم بـ"المتطرفين العرب" قائلا: "ينبغى التعامل معهم كما تعاملت مصر مع حركة حماس"، مضيفا: "كما أخرجت حماس خارج القانون فى مصر، ينبغى أن نفعل وأن نخرج تلك المجموعات المتطرفة خارج القانون، وسحب مواطنتهم الإسرائيلية وطردهم خارج إسرائيل".
فيما قال آفى يسسخاروف، المحلل السياسى والاستراتيجى لشئون الشرق الأوسط فى صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية وموقع "واللا" الإخبارى الإسرائيلى خلال تقرير له اليوم الأحد، أن الرئيس السيسى يقود حربا بأسلوب "تشرتشل" ضد "حماس"، وأن قرار المحكمة يُظهر الرئيس المصرى كونه أكثر من مجرد كلام، مضيفا أنه من غير الواضح حتى الآن تداعيات قرار المحكمة فى تعريف حماس بأكملها، بأنها حركة إرهابية، مضيفا أن القرار الجديد يقوم بتوسيع التعريف ليشمل الفرع السياسى لحماس بعد أن كان مقتصرا على الفرع العسكرى المتمثل فى كتائب عز الدين القسام، متسائلا: "هل يعنى ذلك أنه من الآن فصاعدا ستحظر مصر حماس تماما، وتقطع كل علاقاتها مع المجموعة بما فى ذلك تلك التى تشمل أجهزة المخابرات المصرية؟".
إعلان حرب مصرى على "حماس"
وقال يسسخاروف: "الذى يمكن قوله بدرجة عالية من اليقين، خاصة على ضوء الرد الشبه هستيرى على القرار فى قطاع غزة، هو أنه على المستوى الرمزى فإن هذا يعنى إعلان حرب من القاهرة على حماس، ويثبت الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى أن هناك قائدا واحدا فى الشرق الأوسط فقط يمكن مقارنته بوينستون تشرتشل، ومقره فى القاهرة، وليس فى تل أبيب".
وأضاف الخبير السياسى الإسرائيلى: "مع السيسى، لا يوجد هناك كلام فقط، بل عمل أيضا، لقد قام كذلك، وبصورة لا تُنسى، بإلقاء سلسلة من الخطابات دعا فيها إلى ثورة فى الفكر الإسلامى، وتحويل التركيز بعيدا عن العنف لخلق إسلام إنسانى أكثر، وأعلن الحرب على الإسلام المتطرف أينما كان – ليس فقط على داعش والجماعات التابعة لها، الذين قاموا بمهاجمة مصريين فى ليبيا ومصر، ولكن على الإخوان المسلمين والمجموعات التابعة لهم أيضا".
جانب من موقع واللا الإخبارى الإسرائيلى
وأشار يسسخاروف إلى أنه قبل أشهر كثيرة، أطلق الرئيس المصرى عملية عسكرية واسعة النطاق فى شبه جزيرة سيناء، وأكد أمام الرأى العام أن مصر ستدفع ثمنا، وقد يكون ثمنا باهظا، ولكن لا يوجد هناك خيار آخر ولا مهرب من تنفيذ هذه العملية، وعندما قام عناصر "داعش" فى ليبيا بخطف مصريين قبطيين وإعدامهم، مرة أخرى لم يتردد السيسى وأرسل مقاتلات سلاح الجو المصرى لقصف عشرات الأهداف التابعة للتنظيم على الأراضى الليبية.
حماس تهاجم مصر
ولفت يسسخاروف، إلى أنه المتحدثين باسم حماس احتجوا فى القطاع ضد قرار المحكمة، وانتقدوا بشكل مباشر مصر والسيسى، وعلى رأسهم مشير المصرى، قيادى بحماس فى غزة.
وأضاف المحلل الإسرائيلى قائلا: "هناك من تمنى فى حماس فى الأشهر الأخيرة بأن يقوم المصريون بفتح معابر رفح مع غزة، وخاصة فى أعقاب حرب الصيف الأخيرة، ولكن الرجل الفولاذى – فى إشارة إلى السيسى- وضح بشكل لا لبس فيه، أن هذا لن يحدث ما دامت حماس تسيطر على الجانب الغزاوى من المعابر، وأنه رجل لا يتأثر كثيرا من آلاف المتظاهرين التابعين للإخوان فى القاهرة ولن يغير على الأرجح من سياساته بسبب احتجاج بضع مئات من المتظاهرين فى جباليا فى غزة".
وأضاف يسسخاروف، إننا سننتظر لنرى ما تداعيات القرار الذى اتخذته المحكمة أمس، متسائلا: "هل سيتم ترحيل العدد القليل من مسئولى حماس الناشطين فى مصر؟ وهل ستقوم المخابرات المصرية بقطع علاقاتها القوية مع قيادة حماس، وتنهى بذلك عمليا قدرتها على التوسط بينها وبين إسرائيل؟".
وأوضح المحلل الإسرائيلى أن هناك احتمال كبير لحدوث ذلك، حيث طالبت المخابرات المصرية لأكثر من مرة أن تقوم حماس بتسليم مشتبهين بالإرهاب، ووقف التهريب عبر الأنفاق تحت الأرض، وتوفير ملجأ للإرهابيين من سيناء الذين يجدون مخبأ لهم فى غزة، ولم تستجب حماس لهذه المطالب، بالإضافة إلى أن أجهزة المخابرات المصرية على علم بالعلاقات التى تربط عناصر رئيسية فى الجناح العسكرى لحماس، أمثال أيمن نوفل، مع خلايا فى تنظيم "داعش" فى سيناء - "أنصار بيت المقدس" سابقا - التى تقوم بمهاجمة الجنود المصريين بالجيش المصرى والشرطة.
وساطة حركة "الجهاد الإسلامى"
فيما قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، خلال تقرير لها، أن وفد من حركة "الجهاد الإسلامى" زارت القاهرة مساء أمس السبت، فى محاولة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين وطرح مقترحات لفتح معبر رفح، مشيرة إلى أن الوفد ضم شخصيات كبيرة مثل الأمين العام رمضان شلح ونائبه زياد النخالة للاجتماع مع مسئولين من قوات الأمن والمخابرات المصرية، مشيرة إلى أن العلاقة بين الجهاد الإسلامى والأجهزة الأمنية المصرية تحسنت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، خاصة فى فترة مفاوضات التهدئة مع إسرائيل عقب حرب غزة الأخيرة.
رئيس المكتب السياى لحماس خالد مشعل
فيما قال موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى، أن الإعلام الإسرائيلى معجب جدا بتصميم الرئيس المصرى وشجاعته، والذى أعلن أن حماس هى تنظيم إرهابى، مشددا على أنه "رجل أفعال، لا أقوال فقط"، وقال هداس هروش، المحلل السياسى بالموقع الإسرائيلى: " عندما أعلنت المحكمة القاهرة نهائيّا أن حركة حماس هى تنظيم إرهابى، كان الناس فى إسرائيل لا يزالون فى قيلولة عطلة نهاية الأسبوع، ومن ثم فقد تأخرت التعليقات عن الظهور، ولكن افتُتحت الصحف ومواقع الأخبار صباح اليوم بحماسة، وإعجاب تقريبا، تجاه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى".
تداعيات قرار المحكمة
وحاول المحللون الإسرائيليون الذين تناولوا للقضية، أن يبحثوا كيف سيؤثّر هذا القرار على علاقات مصر وغزة، واتفقوا بالإجماع تقريبا بأنه "إعلان حرب" لمصر على جيرانهم فى الشمال، على ضوء حقيقة أن حماس أصبحت عدوا مشتركا بين إسرائيل ومصر بشكل رسمى، على حد زعمهم.
وأوضح هداس، أنه فى الوقت الذى تعيش فيه إسرائيل ذروة معركة انتخابية، كان هناك من استغل هذه الفرصة من أجل نقد رئيس الحكومة الحالى، بنيامين نتانياهو، والذى عندما تتم مقارنته بالسيسى، ظهر بأنه لا يعتبر مصمما على القضاء عليها ولا يعرف التحرك ضد حماس.
موضوعات متعلقة..
"يديعوت": اعتبار مصر لـ"حماس" إرهابية تدهور كبير فى علاقاتهما
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة