الأم تيريزا المصرية تقدم خدماتها لأطفال العشوائيات فى القاهرة

الثلاثاء، 10 مارس 2015 10:09 ص
الأم تيريزا المصرية تقدم خدماتها لأطفال العشوائيات فى القاهرة الأم تيريزا المصرية
(أ ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أحد الأحياء القاهرية الفقيرة الذى تقطنه مجاميع من جامعى القمامة الأهليين، يسير الأطفال وهم ينتعلون صنادل ممزقة على أرض موحلة فى أزقة تنتشر فيها القمامة للذهاب إلى مركز "ماما ماجى" الاجتماعى، حيث تغسل أقدامهم وتعالج جروحهم ويشجعون على التعليم واللعب.

قبل أيام ارتدت "ماما" ماجى جبران ملابسها البيضاء، وقامت بغسل وجه وقدمى فتاة فقدت ذراعها الأيمن فى حادثة قبل أن تمنحها نعالين جديدين وترسلها للعب مع آخرين. قالت "أريد من كل طفل أن يعلم كم أحبه. كم أقدره وأحترمه."

منظمتها، التى تدعى "أطفال ستيفن"، على اسم أول شهيد فى المسيحية، أسست نحو 90 مركزا كهذا ويقدر أنها ساعدت أكثر من 30 ألف عائلة مصرية فقيرة. تركز المنظمة على المصريين الأقباط الذين يشكون التمييز مع أن جبران تقول إن منظمتها تساعد أطفال المسلمين أيضا.

هذه الأيام ثمة مزيد من الناس فى حاجة إلى خدماتها أكثر من أى وقت مضى. انتفاضة عام 2011 التى أطاحت بحكم الرئيس حسنى مبارك تبعتها سنوات من الفوضى تسببت فى خسائر فادحة فى اقتصاد البلاد. المناطق العشوائية التى تستهدفها، حيث السكان الفقراء يقومون بمد الأسلاك الكهربائية وأنابيب مياه الشرب الخاصة بهم، فى توسع مستمر.

جبران، وهى قبطية فى الخامسة والستين، تعمل على هذه المناطق منذ أكثر من ثلاثة عقود وعادة ما تقارن بالأم تيريزا، إلا إنها تنتمى إلى عائلة من طبقة أرقى. سبق أن عملت مديرة تسويق وأستاذة فى علم الحاسوب فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة. تقول "فى الجامعة الأمريكية كانوا طيبين جدا لكن كان لديهم أناس آخرون يعتنون بهم. أما هؤلاء فلا أحد يرعاهم."

حى منشية ناصر الفقير هو مأوى جامعى القمامة فى القاهرة الذين يديرون برنامجا واسعا لتدوير القمامة. أطفال فى ملابس رثة يهيمون على وجوههم فى الشوارع الموحلة، فيما يقوم آباؤهم بتقليب وتدقيق الأكوام الضخمة من القمامة التى نقل أغلبها على عربات تجرها الحمير من أحياء القاهرة التى يقطنها 18 مليون نسمة.

عالم مختلف يقوم داخل المركز. فى باحته، مدرس ومجموعة من الأطفال يتضاحكون وهم يلعبون. مجموعة أخرى ترسم. فى الطابق العلوى طبيب يقوم بفحص دمل فى قدم طفلة صغيرة. وفتيان تخلفوا عن الدراسة يتعلمون صنع أحذية جلدية.

أطفال ستيفن يتوفر لهم برنامج تعليم مبكر، تقول جبران إنها حاسمة فى كسر حلقة الفقر المتوارثة جيلا بعد جيل، لكن بعد عمر السابعة يعتمد الأطفال على التعليم الحكومى.

فى المدارس الحكومية المتداعية فى مصر، يعتمد المعلمون الذين يتقاضون أجورا قليلة على الدروس الخصوصية غالبا، ويتوجب على الأسر أن تدفع من جيبها مباشرة للاهتمام بالأمر.

وينفق ما يقدر بنحو 2.4 مليار دولار كل عام على الدروس الخصوصية فى مصر، وفقا للأمم المتحدة، مع نفقات إضافية ينظر إليها على أنها ضرورية لاجتياز الامتحانات.

ويقول الباحث فى شؤون التعليم معتز عطا الله "يحتاج المعلمون أجورا أفضل، سوف يقومون بالابتزاز. يحتاج الطلاب تعليما أفضل، سوف يقومون بشرائه.. هذه الأشياء هى تحديات هيكلية حقا الكبرى."

هذا العام، وضع المنتدى الاقتصادى العالمى مصر فى المرتبة 141 من 144 دولة فيما يخص جودة التعليم. وعلى الرغم من التقدم الكبير فى العقود الأخيرة، هناك ما يقرب من 30 فى المائة من البالغين المصريين أميون، وفقا للأمم المتحدة.

قالت مها فيكتور منسقة "أطفال ستيفن": "الآباء يرجعون ويقولون، الأطفال الآن لديهم أساسيات جيدة، ولكن ليس لدينا مدرسة جيدة لهم."

واستجابة لذلك، فتحت المنظمة أول مدرسة لها للأطفال الأكبر سنا فى عام 2012 فى الخصوص، وهى مدينة فقيرة شمال القاهرة.

وقالت إيناس فوزى ملك، التى تدير المدرسة "فكرت ماما ماجى فى مدرسة فرح بسبب مشاكل التعليم فى مصر. واختارت هذا الحى تحديدا لأنه أحد أكثر المناطق المكتظة بالسكان وأحد أقدم الأحياء الفقيرة".

مع فصولها الصغيرة ومرافقها النظيفة والتركيز على الإبداع، تقف مدرسة فرح فى تناقض صارخ مع الفصول غير المنظمة فى المدارس الحكومية فى جميع أنحاء البلاد.

أطفال الروضة يتدربون على كتابة الحروف الإنجليزية والعربية فى فصل مطلى بألوان زاهية.

فى طابور الصباح تتلقى طالبة جائزة عن قصيدة كتبتها عن المسيحيين المصريين الذين تم اختطافهم وقطع رؤوسهم على يد مسلحى داعش فى ليبيا المجاورة. وتمت الإشادة بأخرى لإنجازها الرياضى.

وقالت ملك "هذه المدرسة منارة لمنطقة الخصوص. هناك الكثير من المعلمين الذين يرغبون فى الانضمام إليها وأن يكونوا جزء من الطاقم. ولدينا قائمة انتظار كبيرة من الأطفال".

تأمل جبران فى تكرار نجاحها فى مكان آخر، وتقول "لدينا خطط حتى لما بعد حياتى وسوف يستمر كل عام، عدد من المدارس، عدد من المراكز، عدد من الناس".

وتضيف"لا يكفى الأمر أبدا" نظرا لحجم الفقر فى مصر، ولكن "أيا ما يتطلبه الأمر، نحاول منحهم الدعم. ثم نتعلم منهم".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة