واعتبرت الكاتبة الألمانية، التى تتركز أبحاثها فى مجال القرآن وتفسيره والأدب العربى الحديث فى كتابها أن افتخار الغربيين بعصر التنوير الأوروبى هو ما يدفعهم إلى اعتبار الثقافة الغربية متفوقة على الثقافة الإسلامية.
وركزت فكرة الكتاب الألمانى على ضرورة اعتماد أسلوب "القراءة التاريخية" للتعامل مع القرآن، وباعتباره رسالة تستهدف غير المسلمين لدعوتهم للدين الجديد.
وتقول: "إن جميع المجتمعات لديها سيناريو نشوء مشترك وأن القرآن قد ناقش مجموعة من القضايا المثارة بشبه الجزيرة العربية وما حولها، وهى ذات القضايا التى تم نقاشها فى حقبة متأخرة من العصور القديمة بنفس الطريقة فى بلدان عربية عدة".
ورأت الكاتبة الألمانية فى كتابها كذلك أن أوروبا وقعت فى الخطأ ذاته الذى وقع فيه العرب فى تعاملهم مع الإسلام بإخراجهم الكتاب من "سياقه" فالعرب اعتبروه سابقا لعصره ومتساميا عن البيئة الجاهلية التى نزل فيها، ومن جهة أخرى اعتبره الغرب دائما يقدم تعاليم مغايرة عن تعاليمه.
وبخصوص قضية "التنوير"، رأت الكاتبة الألمانية فى كتابها أن ادعاء افتقار الإسلام إلى "التنوير" كليشيه عتيق تم الترويج له فى الغرب الذى يحاول دائما إثبات أنه الأفضل على حساب الآخرين، مؤكدة أن هذا الادعاء "خصم" من رصيد الإسلام التنويرى فى الغرب.
وذكرت الكاتبة الألمانية أنه لا يمكن التعامل مع القرآن باعتباره "مرجعًا" للسلوك الاجتماعى، مؤكدة من خلال تناولها لأقوال بعض الفقهاء إلى وجود "مفارقات" عديدة بين القرآن الذى شكل ظهوره تقدما "ثوريا" وبين والكتابات التشريعية الإسلامية عما فى القرآن، الأمر الذى يظهر جليا بحسب الكاتبة الألمانية فى "مساواة" المرأة بالرجل فى القرآن، حيث يتساوى جزائهما وعقابهما على أى عمل يقومان به أمام الله، بعيدا عن النظرة "المتدنية" للمرأة فى المجتمع الجاهلى.
ويؤكد الكتاب أن القرآن اعتمد أسلوبا "شعريا" جميلا فى توصيل رسائله المتعددة الأهداف والمواضيع، وهو ما أعطاه جاذبية من الناحية البلاغية وقوة الإقناع والاستدامة.
وعرفت الكاتبة الألمانية الإسلام فى كتابها باعتباره دينا "معرفيا" يدعو معتنقيه إلى المعرفة، بالإضافة لاتصافه بـ"الكونية" الأمر الذى يليق بكونه دينا متمما، فلا يتعامل مثلا مع معتنقيه باعتبارهم "شعب الله المختار" كما فى اليهودية.
موضوعات متعلقة:
جاليرى مصر يستقبل معرض "الكادحون".. وفتحى عفيفى: رسمت البسطاء لأننى منهم