ميرفت أثناء عملها كـ سائقة سوزوكى لتوصيل الطلاب للمدارس
فى هذا اليوم سقطت السيدة حميدة خليل، شهيدة، لتكون أول مصرية فى العصر الحديث، تقابل ربها من أجل الوطن، ولتبدأ رحلة لسلسلة طويلة من النساء اللاتى منحن حياتهن فداء لغيرهن، ولم يستسلمن للظروف الصعبة، وأصبحن أيقونة نضال وتحرر لهذا البلد، ولعل تزامن الاحتفال بيوم المرأة المصرية مع انعقاد المؤتمر الاقتصادى، خير دليل على أثر الأيدى الناعمة على مسيرة مصر، ويظهر ذلك من المشاركة الكبيرة والإيجابية لهن فيه.
ميرفت أثناء القيادة
ولا تزال المرأة المصرية، أكثر نساء العالم عطاء، فلا تتعب من الانتظار فى طوابير تمتد لعدة كيلومترات، فى انتظار أنبوبة للبوتجاز، أو عدة أرغفة من الخبز، قد لا تحصل منها إلا على بضع لقيمات، ولا تكل الملايين من النساء المعيلات من الأرامل والعجائز والمطلقات فى رعاية أبنائها، فى مواجهة الظروف العصية.
ميرفت تنتظر الطلاب لاصطحابهم أمام المدرسة
"احترام ونادية وميرفت وبدرية" أربع نساء يضعك القدر أمام إحداهن بشكل يومى
"احترام ونادية وميرفت وبدرية" أربع نساء يضعك القدر أمام إحداهن بشكل يومى، لتعرف حجم ما تعانيه المرأة المصرية، فهن كثر من حولنا، الأولى والثانية لم يدعن للمرض مجالا لإحباط همتهن أمام احتياج أبنائهن، والثالثة ارتدت ثوب الرجال فى العقد الخامس من عمرها لإعالة أسرتها، والأخيرة حولت غرفتها الضيقة إلى مشروع بسيط يجلب رزقا حلالا لأسرتها، جميعهن اختلفت قصصهن، واتفقن فى أنه لا يأس مع الحياة، وأصبحن أول من طبقن المساواة مع الرجال فى العمل والمسئولية والفقر دون كلل.
بأعين يملؤها التحدى، روت بائعة الشاى "احترام" قصتها: "استغل الناس مرض زوجى وفرضوا علينا إتاوات مقابل فرشة الخضراوات التى كان مصدر رزقنا الوحيد، ولضعف حالنا لم نستطع أن نقف أمامهم، وتخلى زوجى الكفيف عن فرشته بالقوة، ولم يصبح أمامى سوى النزول إلى العمل لإطعام أطفالى وزوجى، من خلال صنع الشاى للمارة وتجار السيارات مقابل جنيهات قليلة، حتى فوجئت بإصابتى بفيروس سى، الذى أجبرنى على أخذ (قرض حسن) من أحد المكاتب بقيمة ألف ونصف، أسدده 60 جنيها فى الأسبوع، وكل هذا فى سبيل زوجى وأبنائى فالعشرة لا تهون إلا على أولاد الحرام".
"ست بـ100 راجل" هو أول انطباع يأتيك عندما ترى نادية مصطفى
"ست بـ100 راجل" هو أول انطباع يأتيك عندما ترى نادية مصطفى، التى لم تتجاوز الـ35 عاما من عمرها، وهى تحمل أسطوانة الغاز الثقيلة على رأسها بتحكم فائق، وتخفى ملامحها المصرية الخالصة، المرض الذى يحاصر جسدها النحيل، بعدما أصابها فيروس سى، وكل أمنياتها حسبنا تقول "نفسى أتعامل زى الكلب اللى مات وأن أعالج من مرضى".
ميرفت: اتخذت من سيارة "سوزوكى" صغيرة وسيلة لكسب رزقها
"ميرفت" اتخذت من سيارة "سوزوكى" صغيرة وسيلة لكسب رزقها، عن طريق إيصال الأطفال، مقابل مرتب زهيد، منذ أن توفى زوجها، الأمر الذى دفعها للإصرار على تعلم القيادة لفتح باب رزق جديد لأبنائها، متحملة العديد من المضايقات، كونها أرملة، خاصة من سائقى الميكروباصات.
"بدرية" حولت منضدتها القديمة إلى مشروع حياكة يدر لها عائدا ماديا لرعاية أبنائها، حيث تجدها جالسة بجوار وابور صغير وعدد من الأوانى البسيطة، لتعد الطعام لأطفالها، وهى تعمل على ماكينة خياطة، حتى لا يتعارض عملها مع واجباتها كأم.