تشهد مواقع التصوير فى الوقت الحالى، عودة للأفلام قليلة التكلفة، والتى تعرف بـ«سينما بير السلم»، ومنها «عمود فقرى» بطولة علا غانم، و«بنى آدم» بطولة نهال عنبر، و«شارع محمد على» بطولة غادة إبراهيم، وفيلم «9» إخراج إيهاب راضى، إضافة إلى أفلام أخرى كان قد تم الانتهاء من تصويرها منها «حارة مزنوقة» بطولة علا غانم، و«أبوفتلة» بطولة سما المصرى.
ويصف المهتمون بصناعة السينما المصرية، هذه الأفلام بأنها تهدد سمعة الصناعة، لتواضعها فنيا، وافتقارها للمعنى والمضمون والقيمة الفنية، عكس إنتاجات السينما المستقلة التى يتم إنتاجها بميزانيات محدودة، وتحظى باحتفاء نقدى وجماهيرى وتستطيع تمثيل مصر فى المهرجانات الدولية ومنها «فتاة المصنع» و«ديكور» وغيرهما.
وفى هذا الصدد يؤكد نقيب السينمائيين مسعد فودة لـ«اليوم السابع» أنه يرحب بوجود هذه النوعية من الأفلام طالما أنها تستعين بأعضاء النقابة، قائلا: «نسمح بوجود هذه الإنتاجات الضعيفة إلى أن نضع حدا لمعوقات ومشكلات السينما التى نجدها، خصوصا وأن هذه الأعمال تجد لها مكانا فى دور العرض السينمائية». ولفت النقيب إلى أن هذه الأفلام يتم استخراج تصاريح التصوير لها من النقابة بعد دفع الرسم النسبى، ولا نعمل على إعاقتها دعما للصناعة، وعلق فودة قائلا: «أن توجد أفلام متواضعة، أفضل من مفيش خالص».
وقال الفنان سامى مغاورى وكيل نقابة الممثلين، إن هذه النوعية من الأفلام تعتمد على أعضاء النقابة بنسبة 70%، لذا نستخرج لها التصاريح اللازمة، وأضاف: «العيب فى الممثلين اللى بيشوفوا مخالفات ويسكتوا عليها، لكن إحنا كنقابة مش بنسكت».
بينما تقول الناقدة ماجدة خير الله إن ظاهرة أفلام المقاولات ليست بجديدة على السينما، حيث كان الغرض منها فى الماضى تعبئة شرائط الفيديو بما يرضى طموحات طبقة معينة من الجمهور، التى تقبل على شراء هذا النوع من الأفلام، لكن الغرض منها حاليا هو ملء فترات بث القنوات الفضائية الطويلة.
وأضافت أن الحل للقضاء على هذه الظاهرة يتمثل فى عودة الدولة للمشاركة فى الإنتاج السينمائى مرة أخرى، ولا تكفى المؤتمرات والاجتماعات التى تنظمها الدولة مع الفنانين وصناع السينما للتحدث عن مستقبل السينما والخروج بالكثير من الحلول لمشكلاتها المستعصية، والتى تظل فى الأوراق ولا يتم تطبيق شىء منها على أرض الواقع، ولكى يتم تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنتاج أفلام هادفة واستغلال قوة السينما الناعمة فى النهوض بمصر يجب أن تنتج الدولة بنفسها أعمالا سينمائية.
وأشارت الناقدة إلى أن مدينة السينما التى أسستها الدولة، أنتجت فى ستينيات القرن الماضى العديد من الأفلام السينمائية المميزة لكبار المخرجين مثل حسين كمال وسعيد مرزوق.
فيما قال الناقد كمال رمزى إن أصحاب دور العرض مجبرون على عرض أفلام المقاولات، حتى لا يتعرضوا لخسائر، ويستطيعوا الوفاء بالتزاماتهم المادية، خاصة مع قلة إنتاج الأفلام الجيدة، نظرا لظروف عدم الاستقرار الأمنى الموجود فى الشارع المصرى والتفجيرات التى تحدث فى العديد من المناطق، الأمر الذى جعل إنتاج أفلام سينمائية يعد مخاطرة ومجازفة كبيرة للمنتجين.
فيما قالت الناقدة ماجدة موريس إن أفلام المقاولات تؤثر بشكل سلبى على المجتمع، لأنها تفتقر للفكر وللفن معا، وهو ما ينعكس على الجمهور الذى يصاب بفقر فى الفكر بمجرد أن يتابع هذه الأعمال، لافتة إلى أنه لا يجب أن نخلط بين أفلام المقاولات وأفلام السينما المستقلة التى تحمل رؤى فنية واضحة ذات قيمة عالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة