الإندبندنت: تصريحات نتنياهو بشأن الدولة الفلسطينية تعمق الانقسام مع واشنطن
علقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى ختام حملته الانتخابية، والتى قال فيها إنه لن يكون هناك دولة فلسطينية لو فاز، وقالت إن تلك هى المرة الأولى التى يرفض فيها رئيس الوزراء الإسرائيلى صراحة تلك النتيجة.
وفى قطيعة مع سنوات من التشويش الدبلوماسى حول تلك القضية، صرح نتنياهو لموقع إلكترونى إسرائيلى قائلا، إنه يعتقد أن أى أحد يمضى فى تأسيس دولة فلسطينية اليوم .. يعطى أرضا للمتشددين ليستخدموها ضد دولة إسرائيل.
وقالت الصحيفة، إنه فى حين أن ما قام به نتنياهو طالما أشار إلى نيته لإحباط إنشاء دولة فلسطينية، إلا أنه كان حريصا فى السابق ألا يستبعد فكرة الدولة الفلسطينية خوفا من إثارة حساسيات واشنطن والمجتمع الدولى.
ورأت الصحيفة أنه لو فاز نتنياهو فى الانتخابات، فإن رفضه الصريح للدولة الفلسطينية سيكون مصدرا آخر للانقسام فى العلاقات مع واشنطن، والتى تشهد توترا بالفعل بسبب معارضته للاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووى.
الانتخابات البريطانية وخطط مكافحة التطرف وراء تأجيل نشر نتائج تقرير الإخوان
قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن تحديد موقف الحكومة فى لندن من جماعة الإخوان المسلمين، كان دوما واحدا من أصعب التحديات التى تواجه رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون فى الأيام الأخيرة لحكومته الائتلافية.
وأضافت الصحيفة أنه على مدار أشهر، أجلت الحكومة نشر تقريرها حول الإخوان المسلمين، والذى خلص إلى أن الجماعة ليست منظمة إرهابية، وهى النتيجة التى هددت ببدء خلاف دبلوماسى مع السعودية.
لكن الانتظار بدا وكأنه ينتهى عندما وافق داوننج ستريت على الكشف عن التقرير ورد الحكومة عليه. وأمضى المسئولون الأيام الأخيرة فى الإعداد للتخفيف من أى تكدير فى العلاقات الخارجية بسبب التوصل إلى نتيجة أن الإخوان حركة شرعية لا ينبغى أن تكون محظورة.
غير أن الحكومة عدلت عن رأيها قبل ساعات من الوقت الذى كان من المقرر فيه أن ينشر التقرير، وأعلنت تأجيله مرة أخرى. وأوضحت أنها خططت دوما للكشف عن الوثيقة فى نفس الوقت، فى ظل استمرار مناقشة خطط جديدة لمكافحة التطرف.
واعترف المسئولون أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة فى خطط مكافحة التطرف، وألمحوا بشدة إلى عدم وجود وقت لنشرها قبل أن يتم حل البرلمان هذا الشهر. والنتيجة أن القرار بشأن النهج الذى ستتخده بريطانيا إزاء الإخوان سيتم تأجيله على الأرجح حتى إجراء الانتخابات، وربما يتم تأجيله لفترة أطول لو كان هناك تغيير فى الحكومة.
وأصرت مصادر بالحكومة البريطانية على أن التأجيل الأخير سببه عثرة بيروقراطية أكثر من كونه مؤامرة، لكنه سبب راحة للدبلوماسيين الذين تحرروا من احتمال إجراء محادثات محرجة مع نظرائهم فى السعودية ومصر والإمارات. وقال وزير الخارجية البريطانى السابق مالكوم ريفكيند إن إصدار قرار التأجيل فى اللحظة الأخيرة كان غريبا جدا. وأضاف: "هو موضوع حساس لكنه لا يفسر لماذا كانت هناك خطط لنشر التقرير أمس".
من ناحية أخرى، قال الكاتب كيم سينجوبتا، فى مقاله بالصحيفة، إن طبيعة الإخوان المسلمين قضية تثير الانقسام فى الرأى الدولى، ولها تأثير مباشر على النزاعات الأخيرة التى أدت إلى ضياع أرواح كثيرة.
فمن ناحية، هناك من يرون أن الجماعة تعبير شرعى عن الإسلام السياسى الذين يجب أن يتم السماح له بلعب دور فى نظام الحكم. وعلى الجانب الآخر، هناك من يقولون إن الجماعة عازمة على استخدام القوة الغادرة، واستخدام العملية الانتخابية للوصول إلى السلطة بهدف قمع الديمقراطية وتأسيس دولة أصولية.
ونقل الكاتب عن مسئول أمنى إسرائيلى رفيع المستوى قوله له، إن الجماعة هى حصان طروادة، لا تؤمن حقا بالديمقراطية. وأضاف قائلا إنهم، "الإسرائيليون"، لا يريدون الخوض فيما يعتقدونه بشأن التقرير البريطانى حول الجماعة علانية.
وتابع الكاتب البريطانى قائلا، إن الأمر لا يقتصر على الدولة العبرية فقط، فالسعودية ودول الخليج تتبنى نفس النهج، فى حين أن قطر وتركيا من أشد أنصارها.
وخلص سينجوبتا قائلا، إنه فى ظل مناخ العنف الجهادى الحالى، تحتاج بريطانيا إلى مساعدة دول مثل السعودية فى محاربة الإرهاب، كما أن المملكة ودول الخليج الأخرى أسواق هامة للصادرات. وبذلك لا ينبغى أن يكون هناك دهشة من تبنى داوننج ستريت خيارا مناسبا بتأجيل نشر التقرير لو كان يبرئ الإخوان.
الفايننشيال تايمز: كاميرون يؤجل نشر التقرير الخاص بأنشطة الإخوان لتجنب الغضب
قالت صحيفة الفايننشيال تايمز إن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون تدخل لتأجيل نشر التقرير المثير للجدل، الذى يحمل توصيات اللجنة الخاصة بالتحقيق فى أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، والذى كان مقررا نشره اليوم.
تجنب الخلاف
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن تدخل كاميرون جاء لتجنب خلاف محتمل مع المملكة العربية السعودية ومصر. مشيرة إلى أنه من المرجح عدم نشر التقرير قبل الانتخابات العامة المقررة فى المملكة المتحدة فى 7 مايو المقبل.
وتوضح أن قبل ساعات قليلة من إعلان التقرير، قام رئيس الوزراء البريطانى بسحبه، مشيرا أنه ينبغى إصداره جنبا إلى جنب مع الاستراتيجية الجديدة لمكافحة الإرهاب التى سيصدرها الائتلاف الحاكم. فيما أعرب بعض مسئولى الخارجية البريطانية عن قلقهم من أن يتسبب التقرير فى تقويض علاقات لندن مع حلفائها فى الخليج.
وذكرت صحيفة الإندبندنت، مساء الأحد، أن التقرير توصل إلى عدم الحاجة لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، مضيفة أنه سيدعو على الأرجح جماعة الإخوان المسلمين لجعل أنشطتها أكثر شفافية بشأن صلاتها بالمنظمات التابعة لها والتى تشمل جمعيات خيرية ومساجد.
ضغوط قطرية
ومع ذلك أفادت صحيفة التايمز، فى تقرير سابق فى فبراير الماضى، أن قطر، وهى داعم قوى ولزمن طويل للجماعة وصاحبة استثمارات كبيرة فى بريطانيا، تحاول ممارسة الضغوط على الحكومة البريطانية للتخفيف من حدة التقرير والانتقادات الموجهة للجماعة.
وبحسب الصحيفة فإن علاقات بريطانيا مع حلفائها فى الشرق الأوسط يمكن أن تتعرض للتوتر بسبب ملاحقة الحكومة البريطانية للإخوان المسلمين، التى تصفها بأنها أكبر حركة إسلامية فى العالم، مشيرة إلى ضغوط تجرى للتخفيف من حدة التقرير الخاص بالتحقيق فى أنشطة الجماعة فى لندن.
وتشير الفايننشيال تايمز إلى أن الحكومة البريطانية أشارت إلى نشر التقرير فى أقرب وقت ممكن، لكنها لم توضح عما إذا كان هذا سيحدث قبل أم بعد الانتخابات العامة.
ووفقا لأولئك الذين اضطلعوا على التقرير، فإنه لن يطرح تقييمات سياسية ولكن بدلا من ذلك يذكر شبكة من المنظمات ذات الصلة بالإخوان المسلمين، التى يتورط بعضها فى أنشطة متطرفة.
وتضيف الصحيفة أن التقرير يحمل حساسيات سياسية كبيرة، إذ أن الوزراء يدركون أنه من الصعب جدا إزعاج قطر التى تدعم بقوة الإخوان المسلمين، والتى وقعت للتو اتفاقا لتقاسم المعلومات الاستخباراتية مع المملكة المتحدة.
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف المنياوى
كيف تدين بريطانيا الأخوان وهم صنيعتهم لخراب الدول العربية