وربما تأتى بعض الإجابات على تلك الأسئلة من وثائقى أجرته قناة كندية حاولت البحث فى الأسباب، حيث وجد التحقيق الوثائقى أن داعش يستخدم أساليب مشابهة لتلك التى يستخدمها هؤلاء الذين لهم ميول جنسية تجاه الأطفال من أجل جذب الفتيات الغربيات لقضيتهم، وكشف التحقيق الذى أجرته قناة "جلوبال نيوز" الكندية كيف حاول داعش أن يغوى إحدى الصحفيات بالقناة، والتى تضع صورة فتاة فى الخامسة عشر من العمر على حسابها على تويتر.
وتقول مايا بلوم، البروفيسور فى الدراسات الأمنية فى جامعة ماسوشتس الأمريكية والتى تبحث فى دور النساء فى الإرهاب، إن داعش يجند الفتيات الغربيات باستخدام أساليب مشابهة لتلك التى يستخدمها المنحرفون الذين لهم ميول تجاه الأطفال من أجل الإيقاع بضحاياهم عبر الإنترنت، فهم يقيمون علاقات سرية ويقدمون آذانا صاغية لأى مخاوف ربما تكون لدى تلك الفتيات، ويبنون ثقة ببطء، وفى النهاية يلتقون بعيدا عن الإنترنت.
استخدام مواقع المواعدة لجذب النساء الصغيرات..
قالت "بلوم" إن داعش تستخدم حتى مواقع المواعدة التى تربط النساء الصغيرات بأعضاء داعش، ويلعبون على وتر "الإيثار" للمتفوقين الذين يتم دفعهم للاعتقاد أن بإمكانهم إحداث فارق بالانضمام، لافتة إلى أن النساء الغربيات لهن قيمة خاصة فى القضية الإرهابية "فالشقراء هى الأفضل".
ويعرض الوثائقى الكندى مكالمة تمت عبر سكايب بين عضو داعش والمعدة بالقناة، يظهر فيها الداعشى مرتدياً زى المقاتلين ويتحدث بلكنة إنجليزية تحت اسم أبو عنتر، ويقدم للفتاة نصيحته حول كيفية السفر إلى سوريا لتصبح زوجته، وأنه اقترح عليها أن تقول لوالديها إنها ذاهبة إلى أحد أصدقائها، ثم تشترى تذاكر طيران إلى مدينة اسطنبول التركية، وهناك يلتقى بها وسيط ثم يأخذها مباشرة على الحدود السورية حيث يكون أبو عنتنر هناك فى انتظارها.
550 فتاة غربية تعيش على الأراضى التى تسيطر عليها داعش..
وبحسب معهد الحوار الاستراتيجى فى لندن، فإن عدد النساء الغربيات اللاتى يعشن فى الأراضى التى يسيطر عليها داعش يقدر بحوالى 550، ويعترف جو براون، المتخصص فى رعاية الأطفال بأوجه التشابه بين الأشخاص الذين يستقطبون أطفالا ومراهقين عبر الإنترنت للاعتداءات الجنسية والاستغلال، أو لأغراض التطرف، ويقول إنه فيما يتعلق بداعش، عادة ما نسمع عن أفراد جذابين يتم استخدامهم كوسيلة لجذب الشباب، وفى خبرته بالشباب والأطفال الذين يتم استقطابهم للاستغلال والاعتداء الجنسى، يكون الجناة خبراء فى معرفة نقاط الضعف التى يستقطبون بها الشباب، وهم أساتذة فى التضليل والخداع، لا سيما عبر الإنترنت حيث يمكن أن يتظاهروا بأن يكونوا شخصا آخرا، ويخلقون لأنفسهم صورا زائفة لكن جذابة لمن يريدون الإيقاع بهم.
موضوعات متعلقة:
- البنتاجون: استخدام داعش غاز الكلور كسلاح دليل على وحشية هذا التنظيم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة