على باشا إبراهيم مؤسس الطب الحديث
"هل رأيتُم موفقًا كعلى، فى الأطباءِ يستحقُّ الثناءَ.. أودعَ اللهُ صدرَهُ حكمةَ العلــمِ وأجرى على يديهِ الشفاءَ.. كم نُفُوسٍ قد سلَّها من يدِ الموتِ بلُطفٍ منهُ وكم سلَّ داءَ.. فأرانا لقمانَ فى مصرَ حيًا، وحَبانا لكُلِّ داءٍ دواءَ"، بتلك الكلمات أثنى الشاعر المصرى الراحل حافظ إبراهيم، على باشا إبراهيم مؤسس الطب الحديث فى مصر، ومن أوائل الجراحين المصريين.
لم يأت الثناء مجاملة لـ"على"، إذ تخرج على إبراهيم بعد أربع سنوات بكلية الطب عام 1091 بترتيب الأول، وفى فترة الامتياز استطاع اكتشاف سر وباء الكوليرا الآسيوية الذى انتشر بأسيوط، وتنقل بين العديد من محافظات مصر فى مناصب مختلفة، حتى تولى إدارة القصر العينى ليكون أول مدير مصرى لها فى عام 1918م.
وخلال أحداث ثورة 1919، جمع على باشا إبراهيم جموع الأطباء فى عيادته الخاصة وحضهم على المشاركة فى الثورة، وحينما تولى عمادة كلية الطب قصر العينى كان أول ما عنى به أن ينشئ مستشفى حديثا يتسع لألفى سرير، كما اختير رئيسا لجمعية الهلال الأحمر، وعندما تولى منصب وزير الصحة فى 28 يونيو 1940 تعهد بإنشاء نقابة الأطباء وإصدار قانون لها، وإنشاء اتحاد المهن الطبية.
مجدى يعقوب الجراح العالمى.. يخدم أبناء الوطن فى صمت
رحل على باشا إبراهيم فى عام 1925، لكنه ترك خلفه إرثا من الأطباء يكملون مسيرته، كان من أبرزهم الدكتور مجدى يعقوب، واحداً من رواد جراحة زراعة القلب بالعالم، وتمكن من إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب عام 1980م، ونجح فى مجال زراعة القلب والرئة، ثم زراعة الاثنين فى الوقت نفسه عام 1986م.
وهو أول من ابتكر جراحة "الدومينو"، التى تتضمن زراعة قلب ورئتين فى مريض يعانى من فشل الرئة، وفى الوقت نفسه، يؤخذ القلب السليم من المريض عينه ليزرع فى مريض أخر، واهتم بتدريب الأطباء على مستوى العالم كله، لإنقاذ المرضى الذين لا يحتملون الانتظار حتى مجيئه لإجراء العملية، وفتح الباب لأسلوب جديد فى العلاج يعتمد على زرع جهاز ميكانيكى لمساعدة القلب المريض على الشفاء.
واهتم يعقوب بإجراء العمليات الجراحية مجانا فى مصر، للأطفال الذين لا يستطيع أهلهم تحمل نفقات الجراحة والعلاج، وإنشاء وحدة رعاية متكاملة بمستشفى قصر العينى لعلاج التشوهات الخلقية فى القلب، بالإضافة إلى مركز لجراحات القلب لعلاج الحالات الحرجة لغير القادرين بأسوان.
الدكتور محمد غنيم أدخل زراعة الكلى فى مصر
لم يكن يعقوب وحده المهموم بمرضى بلاده، بل اتخذ الدكتور محمد غنيم من علاج مرضى الكلى والمسالك البولية هدفا له، حتى أصبح من أمهر جراحى العالم فى مجال الكلى، وأحد رواد زراعتها، وبدأ مشواره بعد تحقيقه نجاحا واضحا فى إجراء أول جراحة نقل كلية فى مصر سنة 1976 بأقل الإمكانيات.
وفى عام 1978 زار الرئيس السادات مدينة المنصورة، وزار قسم الكلى بالمستشفى الجامعى وشرح الدكتور غنيم أهمية إقامة مركز خاص للكلى منفصل عن مستشفى الجامعة، وبدأوا فى إنشاء مركز متكامل ومتخصص فى جراحات الكلى والمسالك البولية، ليكون الأول من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، وعينه الرئيس السادات مستشارا طبيا له ليسهل له التحرك وتنفيذ المشروع.
الدكتور محمد الظواهرى مكتشف علاج الصدفية
بالإضافة إلى هؤلاء، لا يمكن نسيان الدكتور محمد الشافعى محمد إبراهيم الظواهرى، رائد طب الأمراض الجلدية، وأفضل من أنجب الوطن العربى، وهو من اكتشف علاج الصدفية فى العالم وكتبه تدرس فى كبرى جامعات العالم، ونال جائزة أحسن طبيب عربى فى عام 1990.
الدكتور محمد النبوى أنشأ الوحدات الصحية فى الريف
كما أنه لا يمكن أن ننسى الدكتور محمد النبوى محمود وزير الصحة المصرى، فى الفترة من عام 1961 حتى عام 1968، والذى أنشئت فى عهده الوحدات الصحية الريفية فى قرى الجمهورية، والذى تجد اسمه على معظم المستشفيات المركزية فى المراكز.
عدد الردود 0
بواسطة:
رجب الغريانى
رائد الجراحة