مؤخرًا، تعاقدت السّلطات الإسرائيليّة لنشر كتيبات دعائيّة وإعلانات بمجلات توزع بالمنازل، لجذب السّياح الغربيين، وشمل كتيّب بعنوان «إسرائيل من الألف إلى الياء»، وضمّت مأكولات فلسطينيّة وعربيّة، ادعت ملكيتها وتقديمها لها، فى محاولة لمحو الذّاكرة واستثمار الموروث العربى لتحقيق أرباح من السّياحة.
فداء أبو حمديّة، المتخصّصة بعلوم وثقافة الطعام، ترصد سرقة الاحتلال للموروث الثّقافيّ، وإدعائه نسب الأطعمة العربيّة والشرقيّة إلى «تراثه» المزعوم، وتقول خلال البحث نقرأ أكاذيب إسرائيل الّتى تروجها فى مجلات عالميّة كبرى، ووتنسب لنفسها ولذاكرتها المصطنة «المقلوبة» «الكنافة النابلسيّة» «الحمّص» «الفلافل/ الطّعمية» و«السّلَطة العربيّة/ البلديّ» و«الكعك»، و«السّحلب» أحدث مسروقات الكيان، واسمته «ساخلاف» علمًا بأنّ أصله عثمانى مردفة، «لا تستبعد إذا وجدت دعايا عن المطبخ الإسرائيلى تتحدث عن الكشرى!!!».
«مؤلم أن ترى يوم السّبت توافد الفلسطينيين على مطاعم الوجبات السّريعة، ما يعنى الخضوع للاحتلال الثّقافيّ، أنا لست ضد التّبادل الثّقافيّ، لكنّ حالَ طغيان الثّقافة الوافدة فأنا لا أريدها»، هكذا تحسم فداءُ أمرهَا من الموروث الوافد، الغربى بخاصة، واصفة إيّاها «عمليّة مسح الذّاكرة، وما أصعب أن نعيش بلا ذاكرة».
وتعتقد الحاصلة على ماجستير التثقيف الغذائى، فى حديثها لـ«اليوم السّابع»، أن «حفظ موروثنا الثقافى والغذائى نضال ومقاومة سلمية»، وفى سبيل تحقيق ذلك تعمل بمشاريع عدّة، منها إصدار كتاب باللغة الإيطالية مرفق بملفات مرئية، عن المطبخ الفلسطينى، بجانب عملها مع مؤسسة إيطالية تهتم بالبذور البلدية والزراعة العضوية فى فلسطين، مقترحة عمل ورشة تعليمية عن «الموروث الغذائى الفلسطينى»، خاصة الأطعمة التى كادت أن تنقرض تحت ضغط الاحتلال الثقافى ومطاعم «الفاست فود».
وقدّ نفذت فعليًا ورشة عمل مع طالبات مدرسة فى مخيم الفارعة، متمنية تعميم الفكرة، وعقد مهرجانات عربية عن الموروث الشعبى غير الشفاهي، وتدريسها فى الجامعات والمدارس. وكانت بداية أبو حمدية، خلال مشروع تخرجها فى جامعة «بادوفا» الإيطالية، عن علاقة الأرض الأم ومهاجرى فلسطين بمنطقة «الفينيتو» بإيطاليا. ومنذ 2009 تعمل فداء على مشروع صون الموروث، أمام حملات طمس الهويّة، مشاركة بمشروع «www.maqlouba.com»، ومدونة fidafood.blogspot.com، وصفحة «الأرض الطيبة» على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».
وقادت أبو حمديّة عددًا من الحملات الإعلامية لتصحيح المفاهيم، كان منها دفاعًا عن «المقلوبة»، الوجبة الفلسطينية الأشهر، شاكية «التجاوب الأجنبى أكبر من العربى للأسف»، كذلك أشرفت – مؤخرًا - على أسبوع فعاليات الأطعمة الفلسطينية برام الله، لكن الفلسطينيين «خيبوا أمالى»، مع ذلك تصرّ «سأظل أكتب عن الموروث العربى للعرب أولًا».
وكشفت ابنة مدينة الخليل، عن سعى إسرائيل الحثيث لتوثيق قرية «لفتا» الفلسطينية المهجرة، وهى بلدة تاريخية يرجع تأسيسها إلى الكنعانيين، كإرث حضارى «إسرائيلي» فى منظمة اليونيسكو، بما فيها الموروث الغذائي، مطالبة بسرعة التحرك، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
إسرائيل تنسب السحلب لـ«تراثها» المزعوم
مجلة غربية تقدم دعايا مغلوطة عن الأكلات العربية لصالح إسرائيل
موضوعات متعلقة
إسرائيل ليست أرض الميعاد.. تزايد معدلات الهجرة من "تل أبيب".. 16 ألفا يغادرون بـ2011.. و65% زيادة بعدد المُتخلين عن جنسيتهم للخجل من الدولة العبرية.. و70% من أبناء يهود الخارج لا يتعاطفون مع الصهيونية