لا أستطيع فهم فكرة "الرئيس الطيب".. والألمان لا يقولون لأنجيلا ميركل "ياماما" والأمريكان لا ينادون أوباما بـ "يابابا"
هناك من يتعامل مع السينما على أنها "ملهى ليلى".. وأطالب الدولة بإطلاق يد "المنتج الفرد".. ونمتلك مناظر طبيعية أفضل من تركيا ألف مرة "بس مانقدرش نصور فيها علشان هندفع فلوس كتير"
لا يعتبر النجم فتحى عبد الوهاب نفسه منعزلاً عن العالم ولا عن الأحداث، ويرى أن دوره يتجاوز فكرة من "البيت للأستوديو ومن الأستوديو للبيت"، فهو فنان له مواقف وآراء ورؤى، تتضح خلال أعماله السينمائية والتلفزيونية.
وفى حواره مع "اليوم السابع" يتحدث فتحى عبد الوهاب عن الحركة السينمائية، ويبدى رأيه فى علاقة الفنان بالسلطة، والمشهد السياسى من عهد الملكية إلى الآن.
بعد إطلاق الرئاسة مشروعها القومى للنهوض بالسينما.. هل تتوقع أن تعود الحركة السينمائية لريادتها من جديد؟
دور الدولة الحقيقى للنهوض بالسينما يتمثل فى إطلاق يد "المنتج الفرد" وتقديم التسهيلات له ليعود للإنتاج، لأنه لا يستطيع العمل فى الوقت الحالى "علشان لو اشتغل هيتفرم"، والدولة لا تتعامل مع السينما كصناعة، والدليل معاناة المنتجين عند استخراج تصاريح لتصوير أفلامهم فى المناطق السياحية والأثرية والمطار، إضافة إلى دفع مبالغ مالية كبيرة عند التصوير فى الشوارع، وهذا يمثل عبئا كبيرا على المنتج.
البعض يرى أن أكبر المعوقات تتمثل فى عدم ضخ الدولة أموالا تساهم فى زيادة الإنتاج السينمائى؟
القضية ليست "تمويل" أو "ضخ فلوس"، هناك أناس يتعاملون مع السينما على أنها "ملهى ليلى" وأتساءل: "كيف ننهض بها على هذا الاعتبار"؟، والمعوقات كثيرة أبرزها صعوبة التصوير فى عدد كبير من الأماكن، ومن حين لآخر نسمع أن الأعمال التركية قائمة على طبيعة وسحر بلدها، ونحن نمتلك "مناظر طبيعية" أفضل من تركيا ألف مرة، "بس مانقدرش نصور فيها علشان هندفع فلوس كتير"، وأتساءل :"لماذا ذهب الأجانب إلى مدينة ورزازات المغربية لتصوير أعمالهم فيها بدلا من التصوير هنا فى القاهرة"؟، وللعلم هم جاءوا إلينا قبل الذهاب للمغرب.
ما رأيك فيما يقال حول أن الدولة تسعى للنهوض بالسينما من أجل هدف سياسى"؟
السينما "ما ينفعش فيها التوجيه"، والفيلم التوجيهى "سقط من زمان"، و"لو هيرجع تانى يبقى بلاش منه أحسن"، وأقول لهم :"أنتم تهدرون أموالكم على الأرض"، والدليل أن فيلم "بورسعيد" الذى ضم كوكبة من النجوم منهم فريد شوقى وأحمد مظهر ورشدى أباظة لم ينجح.
كيف ترى علاقة الفنان بالسلطة؟
هذه المسألة تحمل وجهات نظر مختلفة، وفى رأيى الشخصى أن ارتباط الفنان بالسلطة يجعله بوقا لها، وأفضل الارتباط بالدائم وهو الجمهور والناس، وليس بالمتغير وهى السلطة، وفى "ناس أتنفخ فيها من قبل الأنظمة وماعملوش حاجة" ولم يكن لهم تأثير فى الشارع.
بعد قيام ثورتى يناير ويونيو لم نر مواهب فنية حقيقية ظهرت على الساحة أسوة بثورة 1952 التى أفرزت جيلا كاملا من الفنانين والمبدعين عرفوا بانتمائهم العروبى؟
أعترض على ما يقال بأن ثورة يوليو أفرزت مواهب، لأن ما حدث فى 52 "تغيير سياسى عادى"، وإنما أفرزت ما يعبر عن الاشتراكية، وفى أيام الملكية كان يعيش عباس محمود العقاد وطه حسين وأم كلثوم وعبد الوهاب وسيد درويش وعبده الحامولى، ولا نستطيع أن ننسبهم لجيل ثورة يوليو، كما أن السينما بدأت من أيام الملكية، والمناخ العام هو الذى يفرز موهبة حقيقية والتعليم والاقتصاد القوى، وليس التغيير السياسى.
فى أى عصر من العصور تمنيت أن تولد؟
تمنيت أن أحيا أيام الملكية وهذا ليس معناه أن أكون أرستقراطيا وعائلتى تمتلك الأبعديات، لكن هذا الزمن كانت به الثقافة غير مخترقة من حيث القيم المجتمعية الخالصة، وليست القيم التى تقدس الموتى وتحط من شأن الأحياء، وتعتبرهم وقود لما قام به الأموات، وفى العهد الماضى كانت الثقافة ذات قيمة، وأود الإشارة إلى أنه بعد قرار الانفتاح الاقتصادى أصبح اللص كالشريف.
بعد مرور 4 سنوات على ثورة يناير.. ما تقييمك للمشهد السياسى؟ ومن أفضل رئيس حكم مصر؟
بالتأكيد القادم أحلى، وأفضل رئيس حكم مصر لم يأت بعد، وفى رأيى أن محمد على كان رجل ديكتاتور من أقوى وأعنف ما يمكن، وأشقى المصريين كثيرا، ونحن دائما نتحدث عنه من زاوية واحدة وهى إنجازاته، ونقول أنه باعث نهضة مصر الحديثة، لكن يجب عند تقييمه أن نضعه فى مقياس اجتماعى وحضارى واقتصادى، والفيصل بينى وبين أى رئيس عمله، ولا أقدر أفهم فكرة الرئيس الطيب، ومثلا الألمان لا يقولون لأنجيلا ميركل يا "ماما" والأمريكان لا ينادون أوباما بـ "يابابا".
ماذا تقول لمرددى مقولة "مرسى راجع"؟
أنا مشفق عليهم لأنهم أكثر ناس مخلصين ويضحون من أجل فكرة من الممكن أن تكون قيادتهم ليست مقنعة بها من الأساس.
ما تفسيرك لمشاهد تنظيم داعش الإرهابى؟
ما يفعله هذا التنظيم مشهد من مشاهد كثيرة، تقول إن ما على الكرة الأرضية هو سبب انفجارها، و"احنا رايحين لده" بسبب فرد عضلات وأفكار مرتبطة بمصالح.
بماذا تصف تجربتك فى "ريجاتا" و"هز وسط البلد"؟
بطبعى أحب البطولة الجماعية ومحمود حميدة وإلهام شاهين لهما تاريخ كبير فى السينما، وفى "ريجاتا" ولم أمانع فى تقديم شخصية ضابط الشرطة لأنى "مش باخد موقف أخلاقى من أى شخصية بقدمها"، وتعرضت لورم شديد فى قدمى أثناء تصوير المشاهد الخارجية فى ميدان التحرير بـ"ريجاتا"، ولست نادما على مشاركتى فى فيلم "هز وسط البلد" بل العكس سعدت بالتجربة إلى حد كبير.
