فى عيد الأم.. قصص آباء عاشوا على ذكرى زوجاتهم وضحوا من أجل أبنائهم.. أبو البنات أصيب بجلطة حزنا على فراق زوجته..و«حسين نصر الدين» تعلم الطبخ من أجل أولاده..و«حمدى العربى» قام بدور الأم لأطفاله الصغار

السبت، 21 مارس 2015 03:38 م
فى عيد الأم.. قصص آباء عاشوا على ذكرى زوجاتهم وضحوا من أجل أبنائهم.. أبو البنات أصيب بجلطة حزنا على فراق زوجته..و«حسين نصر الدين»  تعلم الطبخ من أجل أولاده..و«حمدى العربى» قام بدور الأم لأطفاله الصغار زوجه عم احمد سعد مع بناتها
كتبت - نورا الأجهورى - نهير عبدالنبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
امتنانا منا وعرفانا بالجميل نحتفل فى الـ21 من مارس من كل عام بعيد الأم، ونقدم الهدايا والورود كتقدير لدورها الذى تقوم به، فدائما نسمع عن قصص لسيدات ضحين من أجل أبنائهن ورفضن الزواج بعد وفاه الأزواج ووهبن حياتهن لخدمة أبنائهن فقط، لكننا لن نسمع مرة واحدة عن جائزة الأب المثالى.

وعلى الرغم من ذلك هناك الكثير من النماذج لأزواج أقسموا على الوفاء لزوجاتهم بعد وفاتهن، ورفضوا أن يتزوجوا من أخريات وكرسوا حياتهم لرعاية أبنائهم فقط، وقام بدور الأب والأم فى آن واحد، وعاشوا طوال عمرهم على ذكرى حبيباتهم وأمهات أولادهم، فالوفاء لا يتعلق أو يقتصر بجنس أو نوع واحد فقط، حيث يوجد فى مجتمعنا رجال تفوقوا على النساء، وقاموا بالتضحية من أجل سعادة أبنائهم، وتكريما لهم وعرفانا بالجميل تحدثت «اليوم السابع» إلى هؤلاء وتعرفت على قصة كل منهم.

سعد «أبوالبنات» أصيب بجلطة فى المخ من شدة حزنه على زوجته


قصص العشق والوفاء نسمع عنها فى الروايات والأفلام، ولكن قليلا ما نصادفها فى حياتنا، أحمد سعد أو «أبو البنات» كما يطلق عليه واحد من هؤلاء العشاق الذى عاش حياته مع صورة زوجته المتوفاة منذ خمسة عشر عاما، وأقسم على الوعد الذى كان بينهما وسخر كل حياته لبناته من بعدها، فعقب وفاتها رفض سعد أن ينام بنفس الفراش الذى كان يجمعهما، واكتفى بالنوم على الأرض، وظل هكذا لمدة خمسة أعوام، واستجابة لرغبته الدائمة فى رؤيتها والحديث إليها قام بوضع صورها الشخصية فى جميع غرف وزوايا المنزل. تقول شيماء ابنة «سعد» الكبرى الذى أصيب بجلطة فى المخ مؤخرا جعلته لا يقوى على الكلام: «توفيت والدتى منذ 15 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وتركت لوالدى ثلاثة بنات أعمارهن ما بين ثمانى واثنى عشر عاما وقتها، وكان أثناء مرضها يقوم برعايتها على أكمل وجه، حتى لا تتأذى نفسيتها ويراعينا فى نفس الوقت، ولكن جاء اليوم الذى ضاعت فيه أغلى إنسانة لقلبله وتركته مع بناته الثلاث.

وتضيف: «ألح الأهل والأصدقاء على والدى كثيرا كى يتزوج ويعيش حياته بشكل طبيعى، ولكنه رفض لأن مشاعره رحلت مع أمى، وظل والدى لفترة كبيرة بعد وفاة أمى يفترش الأرض بجوار سريرهما وينام محتضن صورتها بعد إقناعه بدخول الغرفة، لأنه رفض دخولها من الأساس بعد وفاتها ووضع صورها فى كل مكان، ومع مرور السنين ومع استمرار الإحساس بالوجع والفقد، أصيب بجلطة فى المخ وأصبح عاجزا لا يقوى على الحركة والكلام، وتبدلت الأدوار وأصبحت أنا وشقيقاتى نقوم برعايته.

وتختتم حديثها قائلة: «والدى مثال للرجل المخلص لزوجته رفض الزواج، وقام برعايتى أنا وإخوتى حتى تخرجنا من الكليات وتزوجنا».

حسين تعلم الطبخ من أجل أولاده


«حسين نصر الدين» فى الأربعينات من عمره رفض الزواج بعد رحيل زوجته، وهى أم لطفلين تتراوح أعمارهما ما بين السبع والعشر سنوات وحتى لا يشعرهم بالفقد قام بدور الأب والأم لهما، وتعلم الطبخ من اجلهما «لا يوجد امراة فى العالم مثل زوجتى رحمه الله عليها» بهذه الكلمات بدا حسين يروى قصته لـ«اليوم السابع» قائلاً: «توفت زوجتى منذ 8 سنوات وتركت لى محمد عشر سنوات وعمر 7 سنوات تألمت كثيرا فى هذه الفترة، وضاقت بى الدنيا بعد فقدانها فهى كانت لى الأم والاخت والحبيبة، وكان لها دور كبير فى حياتى أنا وأولادى، ولكنى تماسكت من أجل أبنائى ورفضت ان اتزوج من سيدة اخرى برغم محايلات اهلى الكثيرة على من اجل تخفيف الأعباء الكثيرة التى كانت تحاوطنى ولكن هذا بالنسبة لى كان مستحيل».

وأضاف: «بدأت فى القيام بدور الأم والأب لهما فتعلمت الطبخ وكنت دائما أقوم بعمل الطعام لهمز بنفسى، لأشعرهما بوجود والدتهماوأيضا مساعدتهما فى المذاكرة والترفيه عنهما بالخروج والرحلات والتحاور معهما فى كل الأمور الخاصة بهم، وكأن والدتهما موجودة بالفعل، بالرغم من أن يوم عيد الأم يمر علينا بكل حزن، لكنى أتعمد اصطحابهما والخروج لأى مطعم لنتناول العشاء معا.

بنظرة حنين إلى الماضى قال حسين: «عندما أنظر إلى أولادى الآن أفتخر بهما وأتاكد أنى أوصلتهما لمرحلة كما كانت تريد والدتهما، ولو رجع بى الزمن مرة أخرى كنت سأختار أيضا أن أضحى من أجل أولادى ولا أتزوج من أى سيدة مهما كانت فلا توجد امرأة فى الدنيا تدخل قلبى مثلها رحمة الله عليها».

حمدى العربى تولى مسؤولية بناته الصغار


تشعر الفتيات أكثر بغياب الأم فهى الصديقة والرفيقة لهن فى رحلة الحياة ولكن» حمدى العربى «ذو الأربعين عاما بحنانه وعطفه لم يُشعر بناته الثلاثة بغياب والدتهن وصبر وثابر لكى يرعاهن حمدى قال لـ«اليوم السابع»، كانت زوجتى نعم الزوجة والأم الصالحة ونعم الحبيبة والصديقة الوفية، لقد تحملتنى ووقفت بجوارى أثناء مرضى حتى تخطيت المرض فشعرت حينها بفضل ربى على بهذه النعمة التى أهداها لى، و أنجبت منها بناتى الاثنين وكنا نعيش فى سعادة ودفئ أسرى بالرغم من ظروفنا السيئة، ولكن كنا أسرة متماسكة عوضها الله بالحنان والحب».

وأضاف: «فجأة وبدون مقدمات قرر الله أن يمتحنا وسلب منا مصدر الحنان والتماسك والترابط داخل الأسرة اختارها أثناء ولادتها ابنتى الثالثة، وكان فراقها صعب علينا، بعدها قررت التفرغ لتربية بناتى الثلاثة ورفضت الزواج من أخرى رغم الضغوط التى تعرضت لها من أهلى لكى أتزوج من امرأة أخرى من أجل رعاية بناتى الثلاثة، ولكى أرتاح من المسؤلية الكبيرة التى كانت ملقاة على عاتقى، ولكنى رفضت وقررت أن أكون لهم الأب والأم برغم أن أصغر بنت كان عمرها يوم واحد وتوليت مسؤوليتها بمساعدة أهلى». وتابع: «فى عيد الأم أصطحب بناتى إلى قبر والدتهن ونصطحب معنا الورود، وكأنها موجودة بالفعل وأسعى دائما للتخفيف عنهن فهن حياتى وأنا نفس الشىء بالنسبة لهن، ولا نستطيع الاستغناء عن بعضنا البعض».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة