هل كان على القاضى أبو عمرو الذى يحاكم الحلاج أن يقول له كذبت يا خلال الدم، كى يصطاده منها الوزير أبو حامد ابن عباس ويقول اكتب هذا، ثم يسعى قى قتل الحلاج الذى كان ينكر أى خروج عن شريعة الله.
فى ذكر وفاة أبو منصور الحلاج، الصوفى الرمز، الذى شغل منذ مقتله، صفحة رئيسية فى كتاب التاريخ الإسلامى، وظل طاقة مشعة قادرة على التجدد والإبداع مع اختلاف الأزمنة، والذى كان امتداده فى التاريخ غريبا يجمع بين المتناقضات، فهو مرة ملاكا فى قلوب المريدين الذين رأو أن الناس عجزوا عن فهم قوله وإدراك سره، فسقطوا فى ظاهر القول وأنتجوا "معنى سطحيا" ولم يصلوا لمعرفة روح الصوفى الأعظم.
ومن جانب آخر كان لدى المعترضين، أسبابهم لكراهية الرجل وإباحة دمه، ورأوا أنه كان يفسد العامة والخاصة بلغته المبهمة التى تمتلئ بالكفر والحلول والعيب فى الذات الإلهية، ويرون أن السلطة التى قتلته كانت تبغى الخير وتسعى للصلاح.
لكن ليس هكذا، فقط، تم حصر الحلاج، فهناك وجه ثالث هو الحلاج "الشبح" الذى ظل يطارد "السلطة" التى امتلكت حق صلبه وإنهاء حياته، حيث وضعهم فى التاريخ موضع القتلة ورآهم "متربصين" كونه يملك كلمة حق هم لم يفهموها.
إذن ما بين الشهيد والذنديق يجلس ذلك الرجل الصوفى الذى كان يظهر للغوغاء متلونا لا يثبت على حال إذ يرونه تارة بزى الفقراء والزهاد وتارة بزى الأغنياء والوزراء وتارة بزى الأجناد والعمال، وعليه فقد سعى "الحلاج" لصناعة الأسطورة حوله، بغرائبيته، التى لا ينكرها حتى أكثر المحبين له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة