هذا السؤال يفرض نفسه، وبقوة، خاصة أن الدكتور أحمد عبد الغنى رئيس قطاع الفنون التشكيلية، قد أعلن استقالته قبل انتهاء هذا اليوم أمس الخميس، بساعة واحدة، فى بيان صحفى أرسله المكتب الإعلامى بالقطاع عبر البريد الإلكترونى للإعلاميين، تضمن نص الاستقالة المسببة.
فبالنظر إلى نص استقالة الدكتور أحمد عبد الغنى، المطول، سنجد أنها جاءت بعد 72 ساعة من اجتماع الدكتور عبد الواحد النبوى، يوم الاثنين، الثالث والعشرين من مارس الجارى، بعدد من قيادات قطاع الفنون التشكيلية، كتعليق على ما جاء فى البيان الصحفى الذى أصدره المكتب الإعلامى لوزير الثقافة.
عبد الواحد النبوى: ضرورة العمل فورًا من أجل افتتاح المتاحف الفنية
وبالعودة إلى هذا البيان فإن الدكتور عبد الواحد النبوى، أكد على ضرورة العمل فورًا من أجل افتتاح المتاحف الفنية، وتفعيل المتحف الجوال، وعمل عضوية بالمتاحف لطلبة المدارس والجامعات، وطالب بعرض تقارير دورية للمتابعة والتفتيش المتحفية، وإنشاء قاعدة بيانات عن قطاع الفنون التشكيلية تشتمل على بيانات الموظفين، والمتاحف، وانتقد عدم انتظام القطاع فى تنفيذ الجدول الزمنى بالخطة الاستثمارية للمشروعات رغم احتياج المتاحف للتطوير، وعدم دقة المعلومات عن الوظائف الشاغرة بالقطاع.
كما كلف الوزير الدكتورة إيمان النشار وكيل الوزارة للمتاحف بعمل خطة عمل "حقيقية" قابلة للتنفيذ، وانتقد خطط التسويق والإعلان عن نشاطات القطاع وقلة عدد الزائرين للمتاحف التابعة للقطاع وطالب بالتفكير خارج الصندوق لتسويق منتجات القطاع من المستنسخات والترويج الإعلامى للمتاحف والمعارض الفنية للقطاع، وأوصى بوجود نشاط فى الصعيد، وشدد على ضرورة تقديم خطة القطاع خلال الفترة المقبلة خلال أسبوع.
كما طالب الوزير بالعمل من خلال ميزانية القطاع الحالية وفى ضوء المتاح حتى انتهاء العام المالى الحالى، لافتًا إلى أنه حينما قام بزيارة مفاجأة لمتحف دنشواى اكتشف عدم كفاءة المشرفين عليه ونقصهم للخبرة.
أما الدكتور أحمد عبد الغنى، فعلق قائلاً "إن بيان وزارة الثقافة لم يُشر إلى أنه عند بدء اللقاء عرض على الوزير ملفًا كاملاً بالصور لمتحف الجزيرة"، مطالبًا إياه بمخاطبة رئاسة مجلس الوزراء لتوفير الاعتمادات المالية المطلوبة التى تُقدر بملبغ 45 مليون جنيه للانتهاء من المرحلة الثالثة والرابعة لجسم المتحف فى خلال (18) شهرًا، وأن المهندس إبراهيم محلب وعد بالزيارة بصحبة وزير التخطيط، ووزير المالية، وطلب أحمد عبد الغنى من الوزير فقط المساندة لتحديد موعد الزيارة.
وأوضح أحمد عبد الغنى أن الوزير علق هذه الجزئية بضرورة الانتهاء فى خلال (6) أشهر فقط، حال توفير الاعتمادات المالية، وليس هذا فقط، بل صاحب العرض مشاهدة فيديو لأهم مقتنيات هذا المتحف المغلق منذ 27 عامًا، وأثناء عرض هذه المشاهد أشار أحمد عبد الغنى إلى أن قيمة هذه المقتنيات تبلغ قيمتها مئات المليارات من الجنيهات، مؤكدًا على ضرورة وضع هذا المشروع تحت رعاية الدولة، وهذا الجانب من اللقاء لم تتم الإشارة إليه مطلقًا فى البيان.
وقال الدكتور أحمد عبد الغنى أنه أخطر الوزير بأن هناك العديد من الأمور فى غاية الخطورة تحتاج إلى دعم الوزارة لإيجاد حلول عاجلة وسريعة لها ومنها توفير أفراد أمن، خاصةً وأن هناك خطة متابعة لإفتتاح العديد من المتاحف، ولم يُذكر ذلك فى البيان.
أحمد عبد الغنى: ضرورة تفعيل المتحف الجوال وعمل عضوية بالمتاحف لطلبة المدارس والجامعات
وقال الدكتور أحمد عبد الغنى إنه جاء فى البيان ضرورة تفعيل المتحف الجوال وعمل عضوية بالمتاحف لطلبة المدارس والجامعات، وهو ما خالف الحقيقة وما دار بالاجتماع حيث كان هذا هو عرض على الوزير ما نحن بصدده لتفعيل دور الفن والمتاحف لنشر الفنون والثقافة الفنية فى مصر ولدى شرائح مختلفة، وكان المطلوب دعم الوزارة لهذا التوجه والإحاطة بما اتخذناه من مخاطبة لأكثر من سبعة وزارات تفعيلاً لبروتوكولات التعاون لتعزيز هذا التوجه دون أية استجابات من تلك الوزارات، وطالبنا الوزارة بإعادة تفعيل هذه المراسلات وسبل التعاون لتحقيق الأهداف المرجوة.
وأشار الدكتور أحمد عبد الغنى إلى أن انتقاد الوزير لعدم انتظام القطاع فى تنفيذ الجدول الزمنى بالخطة الاستثمارية رغم احتياج المتاحف للتطوير، وقال إنه ذكر للوزير الأسباب المتمثلة فى عدم توافر كوادر من المهندسين بالإدارة الهندسية وكثير من التخصصات المحورية مما يسبب مشكلات عديدة وخطيرة فى القدرة على استلام المواقع ومتابعة أعمال التطوير والبرنامج الزمنى وإعداد التقارير الهندسية الدقيقة ليتسنى محاسبة الشركات المنفذة عن التأخر أو مخالفات التنفيذ، وأن هذا الأمر سيظل طالما الوضع باقى، وأن الحل كان المطالبة بدعم الوزارة لبحث سبل تعيين نواقص التخصصات وكوادر بخبرة لا تقل عن خمس سنوات من المهندسين، لافتًا إلى أنه سبق وأن طالب الوزارة بذلك بالإضافة إلى أفراد أمن.
وقال الدكتور أحمد عبد الغنى أن ما جاء فى البيان حول توجيه الوزير بضرورة إنشاء بطاقة وصف لكل الأعمال لتوثيق اللوحات وتصنيفها، أنه هو من أبلغ الوزير بتلك المشكلة الخطيرة فى عدم توافر قاعدة بيانات دقيقة لتوثيق الأعمال والسجلات المتحفية، وبالتالى فإن طلب الوزير ما هو إلا بناءً على ما عرض عليه، وأن القطاع بصدد عمل ضوابط للتوثيق والإعلان عن مسابقة لأفضل متحف يكون أهم مقياس فيه هو ضبط السجلات المتحفية تشجيعًا على سرعة الإنتهاء الدقيق من التوثيق، ولم يتضح فى البيان أية إشارة إلى ذلك.
وقال الدكتور أحمد عبد الغنى، لم يتم الإشارة أننا بدراسة نسب ومعدلات الزيارات للمتاحف وجدنا أن أحد أدوات الجذب هو صدور قرار بفتح المتاحف أيام العطلات (الجمعة والسبت) وإعادة فتح المتاحف فترة مسائية كما كانت وذلك لتفعيل فرص الجذب للجمهور فى أيام العطلات أسوة بمتاحف العالم وطلبت دعم الوزارة فى ذلك بينما ما ذكر فى البيان هو إنتقاد الوزير لقلة أعداد الزائرين والتفكير خارج الصندوق ولم يذكر أية مساعى اتخذها القطاع لذلك، فكان النقد غير منصف.
موضوعات متعلقة..
- ثلاثة سيناريوهات حول مصير قيادات الثقافة فى عهد عبد الواحد النبوى.. إزاحة من كانوا أعلى منه وظيفيًا ومن جاء بهم "عصفور".. انتظار موعد انتهاء الندب.. أو الاستقرار وعدم الدخول فى معارك ووضع خطة جديدة
- رئيس قطاع الفنون التشكيلية يتقدم باستقالته لوزير الثقافة
- أحمد عبد الغنى: ضعف التمويل أدى لتأجيل مشاريع القطاع وخاطبنا "محلب" لتمويل أعمال إضافية
- كواليس لقاء وزير الثقافة بـ30 موظفًا لاختيار أربع مستشارين
- عبد الواحد النبوى يطالب شباب وزارة الثقافة بطرح رؤى خلاقة لتطوير العمل
- أمين عام الأعلى للثقافة محمد عفيفى: لا تعليق على اختيار الوزير الجديد أو أسباب تغيير "عصفور".. والتصويت على جوائز الدولة لأول مرة "إلكترونيا".. وأنا أستاذ تاريخ شاطر أجيد التعامل مع الواقع
