التوقف أمام الخطابين الأرثوذوكسى والوهابى يعنى مساءلة الصورة العامة للمرأة بالمخيلة الجمعية عند أغلب المصريين
وأوضح صفوت، خلال ندوة «حرملك الشيخ والقسيس» التى استضافتها دار العين بوسط القاهرة وأدراها الشاعر والكاتب الصحفى وائل فتحى، أن الجنسوية الأنثوية عند الأصوليين، يجب أن تخضع للرقابة ولا بد من وضع حدود بين الرجال والنساء، ويتم التحكم بالجنسية داخل بنية الأسرة الأبوية، وتخضع المرأة فى الزواج والإنجاب والإجهاض والحصول على العمل والتعليم لسلطة الأسرة، وترتبط الحياة الجنسية للأنثى بقوة مع الحيوانية والتلوث مما أدى إلى تحريم بعض الممارسات الجنسية، فضلًا عن أن السلوك الجنسى يمثل مصدر قلق كبير لجميع الأصوليين، فى المسيحية واليهودية والإسلام دون استثناء.
ومدحت صفوت ناقد أدبى وباحث بتحليل الخطاب، وحاصل على درجة الماجستير فى النّقد الأدبى، يكتب فى عدد من المحاور النّقديّة والقضايا الاجتماعيّة والسّياسيّة، بخاصة ذات البعد العربى، فضلاً عن الحقوق المدنيّة والعدالة الاجتماعيّة والحركات السّياسيّة ووسائل الإعلام البديلة. والندوة استعرضت جزءًا من دراسته المطولة بعنوان «الآخر فى الخطابين الدينيين الأرثوذوكسى والوهابى»، والتى يناقش فيها رؤية وخطابات أبرز "الشيوخ الوهابيين" و"القساوسة الأرثوذوكس"، الذين يتسمون بـ"شهرة واسعة"، ويتمتعون بسلطة رمزية على أتباعهم من المسيحيين الأرثوذوكس أو أعضاء التيار الوهابى/ السلفى، ويعرض فيها أهم مصطلحاته بالدراسة "التحصين التناصى".
وعن سبب اختيار «الأرثوذكسية» مقابل الوهابية، أحد أسئلة وائل فتحى، أوضح صفوت أن المذهب الأرثوذوكسى هو الأكثر انتشارًا وهيمنة على مسيحى مصر، وأتباعه بالملايين، كما أن السنوات الأخيرة شهدت انتشارًا كثيفًا للتيار الوهابى داخل قطاعات المجتمع، بالتالى التوقف عند الخطابين يعنى الوقوف على الصورة العامة فى المخيلة الجمعية، مبينًا أن ثمة عدد من الباحثين سبقوه فى دراسة الخطاب، أهمهم د. عماد عبد اللطيف، الذى أشار إليه بصفته أستاذه الذى أسس بكتاباته لتحليل الخطاب السياسى فى الدراسات العربية، كذلك سبق وأن قدم الباحث أحمد عبد الحميد النجار دراسة عن المرأة فى المخيلة الجمعية، متوقفًا عند الخطابات السلفية.
وتابع صفوت، خلال الندوة التى شهدت حضورًا كثيفًا ومناقشات ساخنة استمرت قرابة الساعتين، أن الملاحظ أن الخطاب الأصولى، وعند الحديث عن المرأة يقوم باسترجاع شواهده من العصور الماضية، باعتبار أنها العصور الذهبية، وتدمج الأصوليات البُنى الموجهة دينيًا أو ميتافيزيقيًا التى تفترض تطابقًا أو تماثلًا بين عالم اليوم والمصدر النصى الذى تعتبره مقدسًا؛ مع الأخذ فى الاعتبار أن فهمَ المصدر النصى بالنسبة للأصوليين ليس إشكاليًا ولا لبس فيه، ولا يأتيه الباطل من أمامه ولا من خلفه.
وبيّن أن الإدماج المستمر من النص المقدس، يسمى بـ"التحصين التناصى"، ويؤدى التناص وظيفة رسم التشابه بين الكتاب المقدس والعالم اليوم الآنى، ثم يتم توظيف هذه المراسلات ضمنيًا من أجل "تطبيع" وجهات النظر والمواقف الذاتية للكاتب أو المتحدث، والتى بالتالى تظهر بوصفها مبررة وبديهية، فخطاب ياسر برهامى ليس سوى "كلام الله"، والأنبا بيشوى "أنا ما بأقولش حاجة غير اللى السيد المسيح قالها" على حد قولهما.
ويقول صفوت: الجانب الثانى من عملى التحصين التناصى، تتمثل فى تفسير معنى الاقتباس فى النص؛ فالاقتباسات لا يمكن أن تقف معزولة فى النص الهدف، ولا بد إذن من تحديد علاقتها فى النص المشترك بطريقة أو بأخرى، وهو ما يعنى أنها يجب أن تكون متكاملة فى المعنى العام للنص. هذا التكامل واحد من أهم نقاط الانطلاق فى التحليل الأيديولوجى والنقدى للنصوص، لأن معنى مقاطع الكتاب المقدس أو النص الدينى لا يمكن أن يقرأ مباشرة من النصوص، ولكنها تتطلب دائما عملية تفسيرية.
وكشف أن الأصوليين باختلاف ديانتهم يشهرون سلاح الإجماع إذا لزم الأمرـ فسعيد الكملى أحد الأقطاب الوهبية يشهر الإجماع فى مسألة عدم جواز إمامة المرأة للصلاة، حتى وإن تواجد من السابقين من يجيز ذلك كالطبرى وأبى ثور، يقين مطلق، بوصف الإجماع الحقيقة الوحيدة حتى وإن بدت مشوهة، أمّا أى رأى آخر، ولو كان تراثيًا لا يمكن الأخذ به. كما يفعل ألمر ذاته الكهنة والقساوسة كالقس مكارى يونان يشهر "فى التاريخ الروحى كله، لم يذكر أن المرأة ليها دور فى خدمة الكلمة"، مستعنينى بعبارات حازمة وتنهى النقاش مثل "يقول الكتاب" وموقف الآباء الأوائل.
زكريا بطرس و"أبو إسلام" وجهان لعملة واحدة.. وينمطان المرأة فى صورة الشبقية الممارسة للجنس مع الحيوانات
وبين صفوت، أن رؤية التراث الرافضة لإمامة المرأة/ القسيس ليست تعنتًا ضد المرأة بشكل عام، وإنما هى نتيجة لشرور "المرأة"، الشر هنا أصل نابع من كونها أنثى، وهى "نجسة" فى فترات من حياتها بقول الأنبا كيرلس ، أسقف نجح حمادي، الذى يرى أن الدورة الشهرية سبب "نجاسة" المرأة التى تمنعها من الكهنوت "وإذا كانت امرأة لها سيل، وكان سيلها دما فى لحمها، فسبعة أيام تكون فى طمثها وكل من مسها يكون نجسًا إلى المساء"، وبالتالى فإن نجاسة المرأة الناتجة من الحيض والنفاس، وهى عمليات بيولوجية فى أساسها، تمنعها من تولى شئون الكلمة، وتحرمها من شرف مهمة تحويل الناس إلى الإيمان أو إرشادهم إليه، فى نظر الأصوليين.
وشدد مدحت صفوت، على أن توقفنا أمام الخطابين، لا يستهدف الإجابة على سؤال لماذا هذا الموقف الرجعى من المرأة، بقدر تحديد الكيفية الخطابية التى يستعين بها الخطابان لتبرير رؤيتهما، والتى سنكتشف أنها آليات واحدة لتبرير رؤية تكاد تكون متطابقة. مشيرًا إلى أن بعض رجال المذهبين عندما يوجهان انتقادًا إلى مذاهب بعضهما يدخلان من مدخل «المرأة»، ضاربًا مثالًا بذلك كلا من القس زكريا بطرس، والداعية أبو إسلام، وكلاهما وجهان لعملة واحدة، ونمطا المرأة مسلمة أو مسيحية، فى صورة الشبقية التى تمارس الشذوذ الجنسى مع الكلاب والحيوانات، حد قولهما.
الشاعر وائل فتحى والناقد مدحت صفوت
جانب من حضور ندوة "حرملك الشيخ والقسيس"
جانب من الجمهور
الشاعر وائل فتحى والناقد مدحت صفوت
مدحت صفوت خلال الندوة
موضوعات متعلقة..
غدا.. مدحت صفوت يقتحم «حرملك الشّيخ والقسّيس» فى دار العين
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف
اية دة
الارسثوكس لا يقولون ان المراة ماخوذه من ضلع اعوج
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
شكلك لم تقرأ الكتاب المقدس
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد المصري
زكريا بطرس ليس أبو إسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالفتاح
انكم لاتحملون علما ولكنكم تحملون سفها وكراهية للاسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
العربي
الى 3 شكلك مش مصر (اخوانجى او اسرائيلى او امريكى يعمل من تركيا)
عدد الردود 0
بواسطة:
مراد غالى
اعزروه