تفعيل مطلب تشكيل قوة عربية مشتركة
وأكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ضرورة أن يكون هناك تفعيل لمطالب تشكيل قوة عربية مشتركة، بحيث يتم التدخل لمواجهة أى محاولة لتفتيت المنطقة.
وأضاف ربيع لـ"اليوم السابع" أن تشكيل قوة عربية مشتركة أصبح أمرا ملحا وضروريا فى ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات صعبة تتطلب توحدا، بحيث تكون هناك نتائج واضحة للقمة العربية يتم تفعيلها.
نقطة انطلاق لإعادة صياغة النظام العربى بأكمله
وقال الدكتور محمد إبراهيم الدسوقى، خبير الشئون الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن القمة العربية المنعقدة فى شرم الشيخ بالدورة 26 لجامعة الدول العربية، يمكن أن تكون نقطة انطلاق لإعادة صياغة النظام العربى بأكمله، وذلك بإعادة الحسابات وموازين القوة فى المنطقة وليس على المستوى الإقليمى فقط بل على المستوى الدولى.
وأضاف إبراهيم الدسوقى، أن القضية الأولى فى القمة المنعقدة حاليا مرتبطة بشقين، هما فكرة الحفاظ على الأمن القومى العربى والهوية العربية المهددة من بعض الكيانات أو الدول الخارجية، مؤكدا أنه أصبحت هناك قوة فى المنطقة يمكنها أن تحرك أو تغير الأوضاع وتستطيع أن تتخذ قرارا دون الرجوع أو الاستئذان من القوى الكبرى وأكبر دليل على ذلك "عاصفة الحزم".
وأوضح الدسوقى، أن العرب فى هذا التوقيت الراهن أصبحوا يتحدثون عن قوة ردع مزمع تشكيلها، بعدما تقدم بهذا المقترح الرئيس عبد الفتاح السيسى، مؤكدا أنه حال العمل على تنفيذ هذه الفكرة ومتابعتها سيكون هناك شكل آخر للعالم العربى: "مصر قادرة ولا تزال على احتضان الأمة العربية، وهذا أحد الأسباب الأساسية التى دفعت بعض الدول العربية على دعمها ومساندتها فى الفترة الماضية".
الريس قصد تركيا وإيران فى إشارته للأطراف الخارجية
بدوره قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، إن رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى كان يقصد دولة تركيا ودولة إيران فى إشارته للأطراف الخارجية، التى تتدخل فى المنطقة لتثير الأزمات.
وأضاف السعيد أن الكلمة الافتتاحية للرئيس كانت احتفالية بالمقام الأول، والتى قدم فيها موقف مصر إزاء أحداث عامة تتعلق بالمنطقة، وتطرق لأزمة اليمن، مؤكدا أن مصر رحبت بوجود إجراءات لوجود قوى عربية مشتركة، مشيرا إلى أن مصر لا تقبل الاعتداء على أى دولة عربية، ولكنها سترد الاعتداء على أى دولة دون التدخل فى الشأن الداخلى.
ووصف السعيد كلمة أمير قطر بالقمة العربية بأنها لم تصل لقلب وعقل أحد من الحاضرين، مشيرا إلى أنه هرب من القضايا الرئيسية واتجه للحديث عن قضايا الإرهاب فى محاولة لتبرئة نفسه من الاتهامات التى تتعرض لها قطر بتدعيم الجماعات الإرهابية فى المنطقة.
وفى السياق ذاته قال الدكتور كمال حبيب، الباحث السياسى، والخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن القمة العربية استعادة للشعور العربى بضرورة التحرك من أجل حماية الأمن القومى العربى، وهى فعل الدول لمواجهة تحديات الإقليم العربى وأمنه، وخاصة تحدى التمدد الإيرانى ومحاولة تطويقه ومحاصرته للدول العربية.
وأضاف أن علاقات الدول لحماية أمنها القومى ستجب العلاقات الهامشية، مثل علاقة بعض الدول بجماعاتها ومن ثم فإن علاقة قطر بمصر ستكون هى الأولى لحماية أمن الأقليم بدلا من تركيز قطر على دعم الإخوان فى علاقتها بمصر، ودعم الجماعات والميليشيات والاهتمام بالشئون الداخلية التى تثيرها تلك الجماعات ضد دولها لن يكون محل اهتمام الدول فى علاقتها معا.
ولفت إلى أن القمة هى انتصار للدولة العربية فى مواجهة ميليشياتها وجماعاتها الخارجة على القانون، وانتصار للعمل العربى المشترك لمواجهة تهديدات الأمن القومى ممثلة فى الخطر الإيرانى أكثر منه محاولة استغلال بعض الجماعات فى بناء محاور ضد دول عربية أخرى.