الكارثة الإنسانية حولت شوارع وأحياء سوريا إلى دمار
وأضاف أمير الكويت أن الكارثة الإنسانية وعلى مدى السنوات الخمس قد حولت شوارع وأحياء سوريا إلى دمار ومبانيها إلى أطلال وشعبها إلى قتيل ومشرد، مشيراً إلى أن الأرقام المفزعة والحقائق الموثقة حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة التى نشرتها مؤخرا منظمات دولية وفقا لدراسات بحثية كشفت أن الدمار هو العنوان الرئيسى لكل المناطق فى سوريا دون تمييز، حيث تجاوزت أعداد القتلى من الأشقاء مائتى وعشرة الآف قتيل وتشريد ما يقارب 12 مليون شخص فى الداخل والخارج فى ظل ظروف قاسية وأوضاع معيشية مأساوية صورها لاجئ سورى بأن حياتهم أصبحت مثل الغارق فى الرمال كلما حاول التحرك ازداد غرقا كما حرمت الكارثة 2 مليون من الأطفال اللاجئين دون سن الثامنة عشرة من أبسط حقوقهم التعليمية والصحية الأمر الذى يهدد مستقبل جيل كامل ويجعلهم أمام مستقبل مظلم يحرم وطنهم من مشاركتهم الفاعلة فى بنائه.
200 مليار دولار خسائر فى الاقتصاد السورى
وقال أمير الكويت إن الدراسة تشير إلى أن الاقتصاد السورى فى حالة انهيار شبه كامل إذ بلغت خسائره أكثر من 200 مليار دولار وارتفعت نسبة البطالة لتصل إلى 57 فى المئة وانخفض متوسط الأعمار للشعب السورى الشقيق إلى 55 سنة إضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر بشكل كبير كما بلغ عدد اللاجئين السوريين فى الخارج قرابة الأربعة ملايين شخص ليسجل أكبر مجتمع للاجئين فى العالم، لافتاً إلى أن هذه الحقائق المرعبة تضعنا كمجتمع دولى أمام مسئولية تاريخية تحتم علينا معا العمل بكل عزم وإصرار لإنهاء هذه الكارثة التى باتت تهدد فى تبعاتها الأمن والسلم الدوليين كونها أصبحت ملاذا للمنظمات الإرهابية تنطلق منه لتنفيذ مخططاتها الدنيئة.
وأشاد أمير الكويت بالجهود المقدرة والمبذولة من قبل الدول المضيفة للاجئين السوريين وهى الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر لما يقدمونه من خدمات إنسانية وإغاثية ضخمة لمجتمع اللاجئين، وقال "لقد فاقت أزمة اللاجئين السوريين قدرات الاستجابة فى الدول المجاورة وتركت آثارا سلبية كبيرة على الخدمات الاجتماعية والهياكل الأساسية والموارد الحكومية فى الدول المضيفة للاجئين علاوة على مواجهة تلك الدول للمخاطر الأمنية بسبب الانتشار الإقليمى للصراع"، مشيداً بالجهود الكبيرة التى تبذلها منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها الدولية المتخصصة فى هذا المجال لاسيما المفوضية العليا لشئون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمى ومكتب تنسيق الشئون الإنسانية والوكالات الدولية الأخرى العاملة فى الميدان.
ويشارك فى المؤتمر المنعقد بمقر قصر بيان بالكويت، 78 دولة و38 منظمة دولية، ويرأس وفد مصر فى المؤتمر سامح شكرى وزير الخارجية، كما يشارك بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة والدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية.
وقال الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية السعودى إن المملكة تتعهد بتقديم 150 مليون دولار للشعب السورى منها 60 مليونا جديدة والباقى مما لم يتم صرفه سابقا.
الأمم المتحدة تطالب بمعاقبة المسئولين عن "الجرائم الكبيرة" التى ارتكبت ضد الشعب السورى
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الدول المانحة إلى التبرع بسخاء فى المؤتمر، وأعرب فى كلمته عن شعوره "بالعار والغضب وإحباطه الكبير" إزاء فشل المجتمع الدولى فى إنهاء الحرب فى سوريا والتى تسببت فى معاناة الشعب السورى، وطالب بمعاقبة المسئولين عن "الجرائم الكبيرة" التى ارتكبت ضد الشعب السورى وأدت إلى تشرده فى الداخل والخارج هربا من الاقتتال الدائر فى سوريا.
الأردن تحتاج 3 مليارات دولار ولبنان مليار
وفيما قال عبد الله النسور رئيس وزراء الأردن إن بلاده تحتاج 3 مليارات دولار فى 2015، لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين على أراضينا، طالب سلام تمام رئيس الوزراء اللبنانى المجتمع الدولى بتمويل خطة قيمتها مليار دولار للاجئين السوريين على أراضيه.
من جهته أكد المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس أن عدد اللاجئين السوريين تضاعف ليصل إلى أربعة ملايين لاجئ وهو الأكبر فى العالم، مطالبا الدول بإبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين على الرغم من معاناتها والضغط على مواردها، وقال إن هناك 600 ألف طفل نازح لا يتلقون التعليم جراء الأزمة السورية وتداعيات الوضع الإنسانى الناجم عنها فيما يوجد مليون طفل لا يتلقون التعليم داخل سوريا.
مصر تستضيف ما يزيد على 400 ألف من الأخوة السوريين
وأكد وزير الخارجية سامح شكرى أن الوضع فى سوريا بحاجة إلى حل سريع وتضافر الجهود للتوصل إلى حل سياسى يجنب الشعب السورى من التدمير، وقال إن وضع اللاجئين والنازحين السوريين صعب للغاية، مشيرا إلى أن نصف الشعب السورى أصبح مشردا ولابد من توفير كل وسائل الدعم لهم.
وأضاف شكرى أن مصر تستضيف ما يزيد على 400 ألف من الأخوة السوريين يعيشون بين أخوتهم المصريين ويتمتعون بكل ما يتمتع به المواطن المصرى، وذلك انطلاقا من مسئولية مصر دائما بالتضامن مع الأشقاء العرب، مؤكدا فى الوقت نفسه أن هناك مسئولية تقع على الدول المانحة لكى توفر الدعم ليس فقط لمصر وإنما أيضا للدول التى تستضيف اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة مثل الأردن ولبنان بجانب مصر، وذلك حتى تستطيع الاستمرار فى توفير الخدمات للأشقاء السوريين.
وأوضح شكرى أن مصر طرحت أمام المؤتمر أهمية العمل على الوفاء بالالتزامات من الدول المانحة لتوفير الخدمات اللازمة للأشقاء السوريين وأيضا رؤية الحل السياسى للأزمة فى سوريا ودعوة الأطراف لبذل كل الجهود للتوصل إلى هذا الحل، مشيراً إلى أن مصر سوف تعقد مؤتمر "القاهرة 2" لأطياف المعارضة الوطنية السورية لتوحيد الرؤى فيما بينها لكى تطرح نفسها على الساحة السياسية ككيان يستطيع أن ينخرط فى العمل السياسى وصولا إلى حل لهذه الأزمة التى يعانى منها الشعب السورى.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة فاليرى آموس "نحن نتطلع فى مؤتمر المانحين إلى جمع التعهدات وتعبئة الموارد المالية خلال العام 2015 لإعادة سبل المعيشة فى سوريا"، لافتة إلى أن "الطريق لايزال طويلا بالرغم من الجهود المبذولة وواقع مؤلم يسوده الحرب والعنف والوحشية" وراح ضحيته 72 عاملا إنسانيا عام 2011 إضافة إلى 42 عاملا من الهلال الأحمر السورى و600 آخرين يعملون فى الرعاية الصحية.
مستوى الحضور فى المؤتمر جيد جداً
من جهة أخرى أكد وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح، أن مستوى التمثيل فى المؤتمر الدولى الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا الذى انطلق اليوم "جيد جدا وكل الذين تمت دعوتهم حضروا إضافة إلى وجود بعض رؤساء الوزراء ما يمثل شرفا عظيما للكويت".
وعن مشاريع الكويت مع الأمم المتحدة أوضح أن للبلاد تعاونا قائما مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى للاستثمار فى عدة مجالات ومشاريع تنموية وهو ما لا يقتصر على التبرع النقدى المباشر، وأضاف "عملنا جاهدين مع المكاتب التابعة للأمم المتحدة وتحديدا مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى شرح وتنفيذ مواضيع لها عائد تنموى" داعيا الصحفيين إلى الاستفسار والتواصل مع مكاتب الأمم المتحدة للاستفسار عن ماهية وطريقة هذه الاستثمارات.
ويشارك فى المؤتمر ممثلو 78 دولة عربية واجنبية وأكثر من 38 منظمة غير حكومية إقليمية ودولية، وكانت قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة فى المؤتمر الأول للدول المانحة الذى عقد فى يناير 2013 بلغت نحو 5ر1 مليار دولار منها 300 مليون دولار من الكويت وارتفعت قيمة التعهدات فى مؤتمر المانحين الثانى الذى عقد فى يناير 2014 إلى 4ر2 مليار دولار منها 500 مليون دولار قدمتها الكويت.
وسبق للكويت أن استضافت المؤتمرين الأول والثانى للمانحين بمشاركة عدد من الدول العربية والأجنبية والمنظمات غير الحكومية الإقليمية والدولية وبلغت قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة فى المؤتمر الأول الذى عقد فى يناير عام 2013 نحو 5ر1 مليار دولار أمريكى منها 300 مليون دولار من الكويت.
أضافة
كما أكد مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عزيز الديحانى، أهمية المؤتمر الدولى الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا، مشيرا إلى أن انعقاد المؤتمر يعكس المكانة التى يحظى بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كقائد للعمل الإنسانى، والكويت كمركز للعمل الإنسانى.
وقال السفير الديحانى فى تصريحات إعلامية على هامش المؤتمر الذى انطلقت أعماله اليوم الثلاثاء، "إن هذا المؤتمر يعكس الاهتمام الدولى والإقليمى ومن المنظمات الدولية بتقديم كافة المساعدات للشعب السورى".
وأضاف الديحانى "أن ما يعانيه الشعب السورى من الويلات والمآسى الإنسانية التى دخلت الآن عامها الخامس ويتحدث عنها الجميع، جعلت أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يدعو لإقامة هذا المؤتمر الدولى الثالث، من أجل تخفيف المعاناة عن الشعب السورى الشقيق الذى يهمنا جميعا بعد هذه الكارثة الإنسانية فى سوريا" .
موضوعات متعلقة
أمير الكويت يعلن تعهد بلاده بتقديم 500 مليون دولار لدعم الشعب السورى
