ثقافة الكلمة الساخرة والإفيه.. الشعب المصرى ابن نكتة بطبعه.. أسقط الأنظمة السياسية "بالألش" وواجه المصائب والكوارث بالسخرية.. ورفع شعار "الإفيه غلب الجنيه والكارنيه"

الثلاثاء، 31 مارس 2015 05:35 م
ثقافة الكلمة الساخرة والإفيه.. الشعب المصرى ابن نكتة بطبعه.. أسقط الأنظمة السياسية "بالألش" وواجه المصائب والكوارث بالسخرية.. ورفع شعار "الإفيه غلب الجنيه والكارنيه" أرشيفية
تحليل تكتبة: دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المواطن المصرى يتمتع بفضيلة الاستغناء والرضا "فى أغلب الأحيان"، يتحمل الجوع والفقر، وأحيانا القهر والمرض، لكنه لا يتحمل العيش بدون الضحكة، وهى السلاح الوحيد الذى يرفعه فى وجه كل ما يقابله من مصائب، يوجه الظلم بالترقية على الظالم، ويتخطى الكوارث بالألش عليها، ويناضل ضد الأنظمة السياسية الفاسدة والمستبدة بالأفيه، وينهال على أعدائه بالنكتة فيحطم لهم نفسيتهم، مثلما ما حدث مع تنظيم داعش الإرهابى وأنشودته "صليل الصوارم"، التى حولها المصريون لمولد، وكذلك ما حدث مع الرئيس الأسبق محمد مرسى وجماعة الإخوان.

حمادة سلطان.. صانع البهجة


هذا الطبع لم يكن مفاجئًا على المصريين، فهو طبع أصيل فيهم ويتوارثونه جيلا بعد الآخر، ويظهر فى كل جيل مصرى يمكن إطلاق لقب "صانع البهجة" عليه ومنهم حمادة سلطان الذى رحل عن عالمنا اليوم، والذى قدم مئات النكات والمنولوجات، التى تناولت الحياة السياسية والاجتماعية للمصريين ليصبح واحدا من أشهر فنانى المنولوج، الذى نال شهرة واسعة فى العالم العربى، خاصة فى إلقاء النكات وتقليد الفنانين، وكان صاحب فقرة أساسية فى الحفلات الفنية خاصة حفلات أضواء المدينة، وفى البداية لم يستوعب الناس فكرة النكتة، لأن المسيطر وقتها كان الحدوتة المطولة، ولكن خلال الفترة من عام 1967 إلى عام 1973 استطاع حمادة سلطان أن يكون قاعدة جماهيرية عريضة جدا، ليلقب بعدها بعدد من الألقاب مثل "صاروخ النكتة، وملك النكت".

النكتة والأفيه والضحكة والسخرية والألش.. فن المونولوج الذى أبدع فيه المصريون


ولأن المصرى بطبعه "ابن نكتة"، استطاع استيعاب سلطان وغيره من فنانى المنولوج الذين اتخذوا نفس نهجه فى إلقاء النكات، وفن المنولوج، وأيضا تقليد الفنانين، ثم تحول هذا الشعب نفسه إلى منولوجست، فأصبح كل مصرى بداخله "منولوجست صغير"، يظهر وقت اللزوم، يستخدم النكتة والأفيه والضحكة والسخرية والألش فى كل حياته ومع كل موقف يمر به، مهما كانت صعوبته، لتتحول النكتة إلى جزء أصيل من ثقافة هذا الشعب، فيبحث المصريون دوما عن شخص أو موقف "يألش عليه"، وإن لم يجد هذا الشخص "يألش على نفسه _ عادى جدا"، فيواجه أزمة المرور بنكتة ويحارب قهر رئيسه فى العمل بالسخرية من شخصه، وينهال على خصومه بالأفيه، لتصبح بذلك النكتة جزءًا من ثقافة الشعب المصرى، ولو نظرت إلى المصائب والكوارث، التى مرت بها مصر مؤخرا ستجد أن النكتة هى السلاح والسبيل الوحيد للمصريين، وقد تكون هذه السخرية من المواقف الصعبة نتيجة ضعف المصرى وعدم قدرته على الرد فيواجه ما يستعصى عليه بالضحك فى محاولة للتخفيف على روحه.

موتوا بدستوركم.. ألش المصريين على الإخوان


ولو نظرنا إلى فترة حكم الإخوان فقط، وكل ما بالمصريين من أحداث ستتأكد من هذا الكلام، فرفض المصريون دستور الإخوان بتحويل عبارة الجماعة الشهير "موتوا بغيظكم" إلى "موتوا بدستوركم"، كما واجهوا رفعهم لشعار رابعة بلونها الأصفر إلى مساخر عن طريق عمل كومكسات مثل "الصفار عمانى ورب العرش نجانى_ وياصفار العيد وأصفر من كده إيه".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة