اغتال متهم براءة طفل، عندما اعترض طريقه عدة مرات أثناء عودته من المدرسة وتواجده بالشارع بين الحين والآخر، ونهش جسده، بعدما أعمت الشهوة قلب المتهم وعطلت عقله وفكره، ولم يشغله سوى إشباع رغباته الدنيئة، فاغتصب طفلا لم يتخط عمره السادسة، ولم يبال بمشاعر الضحية، فكرر فعلته المشينة عدة مرات وسط تهديدات للطفل بالقتل لعدم سرد كواليس ما حدث لأسرته، حتى بدأ المجنى عليه يشعر بالتعب لتكتشف الأسرة الكارثة، وينتهى الأمر بتحرير محضر بقسم شرطة أكتوبر.
قال والد الضحية" السيد عبد البارى" 37 سنة، فى حديثه لـ" اليوم السابع"، أعمل سمسار أراضى وشقق بمنطقة ابنى بيتك بأكتوبر، وأقطن بالمكان بطبيعة شغلى هناك، حيث تزوجت وأنجبت طفلين "يوسف" 6 سنوات، و"سامية" 3 سنوات، وكانت حياتنا تمر بشكل طبيعى حتى الحادث المؤسف الذى تعرض له ابنى وقلب حياتنا رأساً على عقب، فأصبح النوم يخاصم الجفون، والرأس يدور بها مليون تفكير وتفكير، وسط حالة مرضية ونفسية لابنى تشغل عقلى وفكرى.
وتابع الأب المكلوم على "ضناه"، عاد "يوسف" كعادته للمنزل، لكنه هادىء هذه المرة، لا يتحدث كثيراً منزوياً جانباً بمفرده، لا يبالى بمداعبة أمه له، حريصاً على أن يجلس بمفرده أوقاتاً طويلة، وفشلت جميع محاولتنا فى أن نعرف منه ما حدث، حيث كان يكتفى بجملة واحدة "مافيش حاجة"، حتى بدأ يشعر بحالات إعياء، جعلتنا نسرع مهرولين إلى الطبيب، ووسط أدوية وعقاقير كثيرة تبقى حالة "يوسف" كما هى، فلم يفيده الطب ولا دواء، بالرغم من زيارتنا لأكثر من طبيب، حتى اكتشفنا الكارثة.
وأردف الأب، قال الطبيب بحروف متعلثمة، "ابنك حد اعتدى جنسياً عليه"، ولم أتحمل كلماته القاسية، وتداركت نفسياً وتماسكت لدقائق، حتى أنهى الطبيب شرحه، مؤكداً أن هناك شخصا تعدى على "يوسف" بطريقة وحشية، فأخذته وعدنا إلى المنزل، وملايين الأسئلة تتدفق بداخلى، لكنى تمالكت نفسى حتى لا يشعر ابنى بالخوف، وتحدثت معه بهدوء، وطلبت منه أن يشرح ما حدث دون كذب، وبدأ ابنى يتكلم بجمل متخبطة وحروف تخرج بصعوبة من شفتيه، مع دقات قلب لا تتوقف، وكان الحادث قد وقع تواً، قال بصوته الطفولى، "بص يا بابا هاقول لك على كل اللى حصل، أحمد جارنا قلعنى البنطلون وعمل معايا العيب وقالى لو قلت لأبوك هاموتك ومن يومها وأنا هاموت من التعب بس خايف أقولك ليموتنى".
وتابع الأب، اصطحبت ابنى وأسرعت إلى قسم شرطة أكتوبر، وحررت المحضر رقم 2266 لسنة 2015 جنح قسم أول أكتوبر، سردت فيه ما حدث بالضبط، واتهمت "أحمد.ف" باغتصاب ابنى وطالبت بسرعة القبض عليه، كما استمع ضباط المباحث إلى أقوال "يوسف" وصدر قرار بضبط وإحضار المتهم، حيث أثبتت التحريات تعديه على ابنى عدة مرات.
وقال الأب، تلقيت تهديدات من والد المتهم بقتلى عدة مرات، وتعرضت لإطلاق الرصاص لإجبارى عن التنازل عن المحضر، خاصة أن والده سبق اتهامه فى 22 قضية بينهم حادث خطف واغتصاب، كما أن الحادث حول حياتنا إلى جحيم، حيث إن ابنى لا يكف عن البكاء، يستيقظ صارخاً كل ليلة عندما يتذكر الحادث الأليم، وأحاول عرضه على طبيب نفسى لإنقاذه، فقد كنت أحلم أن أراه مشروع المستقبل وأحقق من خلاله ما لم أستطيع تحقيقه لنفسى.