جماعة بوكو حرام تترك الأثرياء وتجمع الأموال من الفقراء.. التنظيم الإرهابى يعتمد على خطف أبناء المزارعين وطلب الفدية.. ويتقاسم الأرباح مع باعة السمك

الإثنين، 09 مارس 2015 11:28 ص
جماعة بوكو حرام تترك الأثرياء وتجمع الأموال من الفقراء.. التنظيم الإرهابى يعتمد على خطف أبناء المزارعين وطلب الفدية.. ويتقاسم الأرباح مع باعة السمك جماعة بوكو حرام
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتمد الجماعات الإرهابية فى العالم على بعض التكتيكات للحصول على مصادر للتمويل منها بيع النفط المهرب أو القطع الأثرية المسروقة أو الذهب، لكن جماعة بوكو حرام، أخطر الجماعات الإرهابية فى غرب أفريقيا تمول نشاطها الإرهابى بتجاهل الأثرياء واستهداف الفقراء.

تقول مجلة فورين بوليسى الأمريكية، إنه بينما كانت قافلة من الشاحنات التى تحمل السمك المدخن تطوف الحدود بين نيجريا والنيجر الأسبوع الماضى، داهمت طائرة من سلاح الجو النيجيرى القافلة من ارتفاع منخفض، وفتحت عليها النار ودمرت الشاحنات وأجبرت السائقين على الهرب إلى نيجيريا سيرا على الأقدام، وقال المسئولون النيجريون، إن باعة السمك سيئى الحظ كانوا يتعاونون مع بوكو حرام لبيع بضاعاتهم فى نيجيريا على الرغم من الحظر الذى فرضته النيجر مؤخرا على تجارة السمك عبر الحدود.

التعاون المزعوم بين تجار السمك القرويين وأعضاء بوكو حرام يكشف أساليب التمويل الغامضة



ووفقا لحكومة النيجر، فإن بوكو حرام تفرض ضرائب على البضائع التى يتم نقلها عبر الأراضى التى تسيطر عليها الجماعة، وتضيف تلك الضرائب لاحتياطها النقدى وتمول الإرهاب. وبذلك فإن الحظر الأخير سيخنق موارد الجماعة الإسلامية.

وأشارت مجلة فورين بوليسى إلى أن هذا التعاون المزعوم بين تجار السمك القرويين وأعضاء جماعة بوكو حرام يسلط بعض الضوء على أساليب التمويل الغامضة للجماعة، والتى تختلف تماما عن الأساليب التى تستخدمها الجماعات الإرهابية الأخرى، ففى العراق وسوريا استفاد تنظيم داعش من مبيعات النفط غير الشرعية ونهب البنوك، بينما أنشأ تنظيم القاعدة شبكة مالية من المساجد المتعاطفة معه والجمعيات الخيرية الوهمية وبعض المخدرات، وفى أفغانستان تفرض طالبان ضرائب على الأفيون والزبيب، لكن فى حوض بحيرة تشاد، تجمع بوكو حرام المال الآن بتجاهل الأغنياء واستهداف الفقراء، وهو أسلوب قاسٍ غير معتاد يدفع الأبرياء الذين يعانون إلى حافة الهاوية ماليا.

الجماعة اختطفت أطفال أحد المزارعين الثلاثة من إحدى المدن وطالبوا بفدية أربعة آلاف دولار



وقال مسئول رفيع المستوى بسفارة النيجر فى واشنطن لمجلة "فورين بوليسى" إن أعضاء بوكو حرام اختطفت مؤخرا أطفال أحد المزارعين الثلاثة من إحدى المدن، وطالبوا بفدية أربعة آلاف دولار مقابل عودته سالما، واضطر المزارع إلى بيع أبقاره وأفرغ حساباته فى البنوك من أجل إعادة أطفاله سالمين وترك عائلته بلا أى مصدر للدخل أو العائدات المالية ليستخدمها فى حالة الطوارئ.

صحيح أن بوكو حرام حصلت على حوالى ثلاثة ملايين دولار تفاوضت عليها من أجل إعادة عائلة فرنسية اختطفتها من شمال الكاميرون فى عام 2013، إلا أنها استطاعت أن تستولى على الموارد التى تحتاجها وتروع السكان المحليين الخائفين من التعاون ضد الجماعة، وفى نفس الوقت تتجنب الانتباه الدولى، وقال أى جيه هوجيندورن، نائب برنامج أفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية إن منظمته تلقت تقارير موثوق بها من الصيادين والمزارعين عن الضرائب التى تفرضها جماعة بوكو حرام على نقاط التفتيش التجارية المختلفة، مضيفاً "لو كنت تعيش فى هذه المناطق فأمامك ثلاثة خيارات: إما الهرب وتترك كل شىء ورائك، أو تختار دفع رسوم باهظة يفرضها مسلحو بوكو حرام، أو الموت"، لذلك عندما تعرض سكان محليون للقصف على الحدود بين نيجريا والنيجر الأسبوع الماضى، فلم يكن أمامهم خيار سوى التعاون مع بوكو حرام وإلا يخسرون حياتهم، ولم يكن من المستغرب أن يختاروا التعاون مهم، لأن عدم القدرة على الصيد أو التجارة لأسبوعين يمكن أن يدفعهم إلى الحافة من الجوع نحو ما هو أسوأ.



موضوعات متعلقة:



نيويورك تايمز: عواقب إعلان بوكو حرام ولاءها لتنظيم داعش غير واضحة











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة