الناشطة منى الطحاوى تروى قصتها مع "خلع الحجاب" فى مقال بـ"نيويورك تايمز".. وتؤكد: حاولت خلعه على مدار 8 سنوات.. ومهدى عاكف قال لى فى 2005 "الإخوان" يؤمنون بالتعددية بدليل موافقتى على استقبالك "عارية"

السبت، 11 أبريل 2015 03:41 م
الناشطة منى الطحاوى تروى قصتها مع "خلع الحجاب" فى مقال بـ"نيويورك تايمز".. وتؤكد: حاولت خلعه على مدار 8 سنوات.. ومهدى عاكف قال لى فى 2005 "الإخوان" يؤمنون بالتعددية بدليل موافقتى على استقبالك "عارية" الكاتبة الصحفية منى الطحاوى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدثت الكاتبة الصحفية والناشطة منى الطحاوى، عن تجربتها فى خلع الحجاب، وقالت فى مقال لها اليوم بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنها ارتدت الحجاب لمدة تسع سنوات، لكنها أمضت ثمانية أعوام منها تحاول أن تخلعه.

وأشارت منى الطحاوى إلى أنها اختارت أن ترتدى الحجاب وهى فى عمر السادسة عشر، بعدما انتقلت عائلتها من بريطانيا إلى السعودية، وأرادت أن تحفظ استقامتها، ولذلك اتفقت مع الله على أن تغطى شعرها كما تعلمت أن الفتاة المسلمة ينبغى أن تفعل.

إرتداء الحجاب أسهل من خلعه


وأضاف الطحاوى أنها سريعا ما افتقرت تخلل الهواء لشعرها، وعندما رأت انعكاس صورتها فى نافذة لم تتعرف على نفسها، وأرادت أن تصالح بين نفسها داخليا وخارجيا، لكنها اكتشفت أن قرار ارتداء الحجاب أسهل بكثير جدا من اختيار خلعه.

لكنها تشجعت أخيرا فى عام 1993، وخلعت الحجاب عندما كانت فى الخامسة والعشرين، وعادت إلى مصر. ولسنوات، ورغم شكوكها الداخلية قدمت للآخرين خيارها ارتداء الحجاب على أنه يتعلق بحقوق المرأة فلو أن امرأة اختارت أن ترتدى "جيب قصير" فتستطيع بالتأكيد أن تختار أن تغطى شعرها، وأردت أن يخاطب الناس عقلها، كما كانت تقول. لكنها فى النهاية لم تستطع أن تحافظ على هذا الخط من التفكير لأنها كناشطة نسائية طالبت الناس بأن يخاطبوا عقلها وألا ينظرون لها كشىء، بغض النظر عما ترتديه.

الحجاب والزواج


وتقول الطحاوى إن ما ساعدها على خلع الحجاب حوار لأمها مع أحد معارفها العائلية، فعندما سأل الرجل عنها وعن شقيقها وما إذا كانت قد تزوجت، وعندما نفت والدتها رد قائلا "لا تقلقى، هى ترتدى الحجاب وستجد زوجا".

وتتابع الكاتبة قائلة إنها ظلت لسنوات يعتريها شعورا بالذنب بعد خلع الحجاب، ولم تكن تقول لأحد إنها كانت ترتديه من قبل.

دخول حقل الألغام


وترى الطحاوى أن الكتابة عن الحجاب أشبه بالدخول إلى حقل ألغام، حتى بين هؤلاء الذين يشاركونها نفس الخلفية الثقافية والعقائدية، تختلف الآراء من هؤلاء الذى يحتقرونه على أساس أنه رمز للتخلف، إلى هؤلاء الذين يبدأ الدين عندهم وينتهى بقطعة قماش، كما تقول. وفى حين أن أغلبية النساء فى مصر اليوم محجبات، لم يكن الأمر دوما هكذا، فـ"الباندول" يتأرجح.

لا حجاب فى السبعينيات


وتتابع الطحاوى قائلة إنها عندما كانت طفلة فى مصر فى سبعينيات القرن الماضى، لم تكن إحدى قريباتها ترتدى الحجاب، فصور حفلات الزفاف العائلية فى تلك الفترة كانت بها الخالات والعمات بلا حجاب وفساتين بلا أكمام، وكانت بها الراقصات اللاتى ترتدين بدل الرقص الكاشفة.. لكن فى حفلات الزفاف فى الوقت الراهن، فإن أغلب عماتها وبناتهن ترتدين الحجاب ولا يوجد راقصات.

تفسيرات مختلفة للحجاب


وتقول الطحاوى إن هناك العديد من التفسيرات لحجاب النساء، فالبعض ترتديه بدافع التقوى، وتؤمن أن القرآن نص على ارتدائه بدافع الاحتشام، بينما ترتديه أخريات لأنه يعلن بوضوح هويتهن الإسلامية، فيما ترى بعض النساء أن الحجاب وسيلة لتجنب الانتباه غير المرغوب والتحرر بشكل أكبر من التحرش.

ورأت الكاتبة أن صعود الإسلاميين، لاسيما الإخوان المسلمين فى مصر قد زاد من انتشار الحجاب، وقد تعززت السيطرة الاجتماعية للإسلاميين بأنظمة كانت علمانية اسما، لكنها روجت لنفس القيم المحافظة لتعزيز أوراق اعتمادها الدينية.

الحجاب ومهدى عاكف


وقالت الطحاوى فى عام 2005، عندما ذهبت لمقابلة محمد مهدى عاطف مرشد الإخوان المسلمين فى هذا الوقت، توقعت أن يطلب منها تغطية شعرها، فعندما كانت تقابل أى قيادى إخوانى من قبل كان يطلب منها ارتداء حجاب، لكنها كانت هذه المرة ترتدى تى شيرت وبنطالا، والمساعد لم يقدم لها حجابا لترتديه وكانت تلك مفاجئة سارة لها.

وسألته عما إذا كان الإخوان، لو حكموا مصر، سيغيرون الدستور لتقييد حقوق المرأة، مثل فرض الحجاب على سبيل المثال، فأصر على أن الإخوان يؤمنون بالتعدد والشمول، ثم اتخذ الحوار منحنى غريبا، فقال عاكف "كدليل أنت هنا تجرين حوارا معى وأنت عارية". فردت الطحاوى: "أنا لست عارية"، ليرد عاك: "شعرك عار، وذراعيك عاريتان، ووفقا لشرع الله، أنت عارية".

فعلقت الطحاوى أن الآيات القرآنية الخاصة بزى المرأة تم تفسيرها بطريقة مختلفة".. فرد قائلا "لا تستمعى لهؤلاء الذين يحاولون القول إن الحجاب ليس فرضا. ولا يوجد تفسيرات مختلفة. هناك تفسير واحد فقط، ووفقا له، أنت عارية".

وأنهت الطحاوى مقالها بالقول إنها خلعت حجابها قبل 22 عاما، إلا أنها لم تتوقف أبدا عن مصارعة نفسها حول ما يعنيه الحجاب للنساء المسلمات.. ومن حق كل امرأة وفتاة مسلمة أن يتم الاعتراف بها أكثر من غطاء الرأس الذى تضعه، كما تقول.



اليوم السابع -4 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة