فشل الربيع العربى
وقال الكاتب الإسبانى خابيير مارتن فى كتابه الأخير "داعش" إن الإحباط الهائل فى المجتمعات العربية بسبب ثورات الربيع العربى الفاشلة أدى إلى نمو وجود الإسلاميين فى السياسة، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان فى مصر تعد نموذجًا لذلك، فبعد الثورة على نظام حسنى مبارك فى 2011 استغلت الجماعة الأحداث، لكن الآن، وبعد 4 سنوات من القمع والدماء التى تسبب فيها الإخوان تعود مصر من جديد.
وأشار الكاتب الإسبانى فى كتابه "داعش" إلى أن حالة الإحباط وانعدام الأمل والثقة فى الحكومات تسببت فى حالة من الإحباط لدى الشعوب، وقال إنه بالنظر إلى الحكومات الشيعية التى تحكم العراق منذ عدة سنوات على أنها لم تفعل شيئا لتحسين أحوال السكان فى المناطق السنية، لكن حينما جاءت داعش إلى تلك المناطق فتحت الحكومة المستشفيات والمدارس التى توفر التعليم المجانى ودفعت رواتب الجنود والضباط بانتظام، وبدأت فى إعادة بناء بعض البنى التحتية، وعلى الرغم من أساليبهم القمعية إلا أنهم يحاولون إعادة الأمن للسنة.
السنة
لكن الكاتب الأسبانى قال إن السنة فى العراق يخشون وصول الميليشيات الشيعية والجيش الشيعى بشكل خاص وسيطرتهم على المناطق السنية.
وذكر الكاتب الإسبانى أن داعش لديها ضمن أولوياتها الامتداد إلى بلدان أخرى، وأنها الآن تعتبر دولة محلية تتألف من أعضاء سابقين فى جيش صدام حسين ممن تم استبعادهم عندما قام جورج بوش بخطأ فادح بتفكيك الدولة البعثية، فتحولت العراق إلى دولة فاشلة، وهو الخطأ الذى تدفع ثمنه أمريكا حاليًا، لذلك فإن داعش تحاول فرض السنية فى العراق وتوسيع المناطق السنية فى العراق وسوريا.
القاعدة
وأوضح خابيير فى كتابه أن داعش تعتبر تنظيم القاعدة منافسًا لها، وعلى عكس القاعدة فإن داعش لها واقع إقليمى فى شمال العراق وشرق سوريا وتتعامل كدولة من حكومة ورئيس وزراء وقضاة، أما القاعدة فلا تهتم أبدا بإدارة أو حكم، لكنها دائما مستعدة للمعركة، لافتًا إلى أن الغزو الأمريكى فى العراق فى عام 2003 سمح بنمو هذه الجماعات الإرهابية فى المنطقة، مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقية هى السياسة الغربية فى الشرق الأوسط التى تعتبر كارثية منذ سنوات، وهذه السياسة هى التى تقلق بعض الدول من أهمها المملكة العربية السعودية.
واعتبر خابيير أن دور الغرب تجاه داعش يعتبر من المشاكل الرئيسية، قائلا "إن داعش تستفيد من سياساتنا السيئة خاصة التضليل المعلوماتى الذى يحدث لدى البعض، والهجمات على التراث العالمى وزيادة الانضمامات الأجنبية تعتبر رسالة ايدلوجية".
ويعد خابيير مارتن مؤلف كتاب "داعش" من الصحفيين الملمين بالأوضاع فى الشرق الأوسط، فسبق له العمل فى وكالة إيفى الإسبانية بمكاتبها فى مصر وإيران وإسرائيل وفلسطين، كما أنه فى يناير الماضى عمل فى تونس، ومنها انتقل إلى ليبيا والجزائر .
موضوعات متعلقة..
- احتراق خزان للوقود فى قصف لداعش على مصفاة تكرير بيجى بالعراق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة