السجون تفصل بين قيادات الجماعات المتشددة وأصحاب مبادرات المصالحة فى السجون..ومصادر:الفصل لدواع أمنية..وإسلاميون: تجربة نجحت مع الإخوان فى عهد عبد الناصر ونجحت مع الجماعة الإسلامية فى عهد مبارك

السبت، 11 أبريل 2015 03:39 م
السجون تفصل بين قيادات الجماعات المتشددة وأصحاب مبادرات المصالحة فى السجون..ومصادر:الفصل لدواع أمنية..وإسلاميون: تجربة نجحت مع الإخوان فى عهد عبد الناصر ونجحت مع الجماعة الإسلامية فى عهد مبارك سجن طرة
كتب - محمود عبد الراضى ـــ كـامل كـامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت مصادر أمنية أسرار نقل 60 سجينا سياسيا، بينهم الشيخ محمود شعبان صاحب مقولة "هاتولى راجل" من سجن العقرب إلى الاستقبال والليمان داخل منطقة سجون طرة بضاحية المعادى، حيث فسرت المصادر الأمنية سبب النقل للفصل بين العناصر الإخوانية المتشددة وبعض العناصر الإخوانية الأخرى التى تم ضبطها فى تظاهرات فى الشوارع والميادين والمشاركين فى فاعليات الجماعة التى يتم تنفيذها كل جمعة، والذين قرروا أن يجروا مراجعات فكرية ويتخلوا عن الجماعة بعض القبض عليهم من خلال إقرارات مصالحة تم تداولها منذ أشهر داخل السجون، بعدما أيقن مجموعة من العناصر الإخوانية أن قيادات الجماعة زجت بهم فى تظاهرات وأعمال تخريب، ومن ثم جاءت قرارات نقل السجناء ما بين سجن إلى آخر داخل أسوار سجون طرة للفصل بين المتشددين وأصحاب مبادرات المصالحة مع الدولة.

وأفاد مصدر بقطاع السجون، أن قرار نقل السجناء الـ 60 جاء لدواع أمنية تتطلب ذلك، فيما ذهب البعض إلى أن هذا الأمر قرار إدارى يحدث بين الحين والآخر بغض النظر عن هوية السجناء والقضايا المسجونين على إثرها.

وبشأن السجناء الذين تم نقلهم من العقرب إلى سجون أخرى، كشف أحد محامى الجماعة الإسلامية، عن نقل حوالى 60 محبوسا، بالعقرب إلى سجنى الليمان واستقبال طرة بينهم نقل 4 من المحبوسين على ذمة قضية أنصار بيت المقدس إلى ليمان طرة، ونقل المتهمين فى قضية قيادات الجبهة السلفية وأبرزهم أشرف عبد المنعم أحد مؤسسى الجبهة إلى سجن استقبال طرة.

ووصف هشام النجار الباحث فى شئون الإسلام السياسى فصل قيادات التيار المتشدد عن الذين يرغبون فى المصالحة مع الدولة داخل السجون بالخطوة الجيدة، وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع":"عادة الأزمات الكبيرة مع تسارع الأحداث وحدتها ينتج عنها أمران الأول هو القبض على البعض ممن ليس لهم دور فعلى فى الأحداث وليس لهم نشاط تنظيمى أو أفكار تكفيرية، إنما فقط واقعون تحت تأثير روايات سياسية مغلوطة نتيجة عدم الوعى الكامل بالأحداث وخلفياتها وأبعادها، أما الأمر الثانى انخراط كثيرين فى الأحداث والفعاليات دون تفكير منضبط يوصل إلى نتائج منطقية متوازنة منصفة بناء على رؤى منهجية شاملة، وهذا الأمر قد يتوصلون إليه بعد فترة يقضونها فى السجن عندما تتاح لهم العوامل المساعدة على التفكير المتأنى بعيداً عن التأثيرات المهيجة والمحرضة الحماسية غير العقلانية".

وقال "النجار": "هذان الصنفان من المقبوض عليهم هما المستهدفان الأساسيان من فصل المساجين المتشددين عن الذين ليدهم راغبة فى التصالح، حيث إنه ليس من الإنصاف والعدل معاملتهما كغيرهما من المصرين على التكفير والتحريض على العنف وعلى السير فى طريق المفاصلة والصدام مع الدولة .

وأضاف الباحث فى شئون الإسلام السياسى:"هذه الخطوة نجحت قبل ذلك مع الإخوان أنفسهم فى عهد الزعيم الراحل عبد الناصر عندما انتهج معهم سياسة "الباب المفتوح" فمن يراجع مواقفه فكرياً وسياسياً ويعترف بالدولة ونظامها السياسى ويقبل بالإسهام من تحت سقف الوطنية فى برامج التنمية والنهضة تفتح له الأبواب وكانت النتائج إيجابية حيث خرج معظم الإخوان ومعظم القيادات نتيجة هذه السياسة ومنهم والد الشيخ حازم أبو إسماعيل نفسه الشيخ صلاح أبو إسماعيل الذى كتب لعبد الناصر يقول له "من المسجون صلاح أبو إسماعيل إلى رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر "وخرج ليؤدى دوره الذى رسمه لنفسه وضرب نموذجاً فى الأداء البرلمانى الراقى وكثيرون غيره".

كما كشف النجار عن أن هذه السياسة نجحت فى التعامل مع العناصر التكفيرية التى انشقت عن الإخوان بأن قللت من قوتهم وأدت إلى عودة الكثيرين منهم إلى الفكر الصحيح بعد مناقشتهم والحوار معهم، وكان من الممكن أن تتضاعف قوتهم وأعدادهم لو لم تتم تلك المناظرات والمناقشات .

كما نجحت سياسة الفصل فى عهد حسنى مبارك مع الجماعة الإسلامية، حيث أدت الحوارات ومراجعة الأفكار إلى تقليص نفوذ الفكر المتشدد الجانح للصدام والعنف، وإن كان البعض يزعم أن الجماعة عادت من جديد للعنف وعصفت بالمراجعات فهو كلام غير صحيح على إطلاقه، فقد سيطر على الجماعة قلة ممن لهم موقف من المراجعات الشاملة فى ظروف غير مواتية، كما أن هناك فرزا اليوم بين من يدعمون العنف وبين الإصلاحيين خارج الجماعة وفى هذا تحجيم لنفوذ ودور المتشددين أصحاب التوجه الانفصالى الانعزالى".

وطالب "النجار" بأن يكون هناك دور للأزهر الشريف مع هؤلاء المساجين، قائلا:"المطلوب هو أن يتم الأمر تحت إشراف الدولة والأزهر الشريف وبإسهام قوى من علمائه، ومن الممكن الاعتماد على اسهامات ومشاركة مفكرين مستقلين من أصحاب التجربة المعروفين فى هذا الشأن، وأن تراعى المنهجية بحيث تتحرك مؤسسات الدولة المعنية بهذا الأمر وتشكل لجان عمل من خبراء تربويين وعلماء اجتماع ومفكرين بجانب العلماء والمفكرين الإسلاميين وفق خطة منهجية مدروسة بحيث لا يتم التحرك عشوائياً لضمان نتائج إيجابية .

وأكد الشيخ محمود عبد الحميد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه يجب بعد فرز المساجين داخل السجون يتم تنظيم محاضرات لهم ويعقبها تخفيف حدة قبضة السجن والحصول على مميزات أكثر مثل تزايد الزيارات العائلية لهم"، مشيرا إلى أن مثل هذه الزيارات سوف تؤهل المساجين نفسياً للخروج من السجن.

وقال محمود عبد الحميد القيادى السلفى:"إن القيادة السياسية للدولة لديها رغبة فى إخراج عدد كبير من المساجين بعد تصحيح أفكارهم، موضحا أن المساجين لن يقبلوا بحديث أو حجج مشايخ الدعوة السلفية ولذلك يجب اختيار علماء ومشايخ لهم قبول لدى المساجين أمثال الدكتور ناجح إبراهيم.

يشار إلى أن الدكتور محمود شعبان يواجه قرارات بالحبس الاحتياطى على ذمة التحقيقات التى تجريها نيابة أمن الدولة العليا معه، على خلفية اتهامه بالتحريض على العنف، فيما أكدت زوجته فى تصريحات إعلامية نقله قبل ذلك إلى مستشفى العقرب بعد إصابته بجلطة فى المخ.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة